أفعلُ هذا،
وَيَدِي على قلبي تتحَسَسُ الكون تفاحة تفاحة،
من غيرِ أن التفتَ إلى الصدى الراكض ورائي.

أُحَشِدُ الهَوى أماميَ
ومن خلفيَ المطر يُلقي بردَتهُ
على كَتِفَي.
أقولُ وأشطُبُكَ،
أنا الكلام المخبوء تحتَ لسان الله.
أقصدُ الضوءَ الحافر نهراً في جسدِ الظلامْ.
أيُّها البصير:
حثَ عَصاكَ لأن تتخلى عن عَماها.

أَحْصِدُ الأمس من جذرهِ
شجرة يابسة
وألقيهِ في النار،
وأتركُ أجراسَ الغيم تَقرعُ حتى الصباحْ.

يَصْدَأُ الكون وأجليّه،
يَدِي مَليئة بجذورِ الضوءِ
وهيَ تُنَضجُ الهواءَ في الغرفةِ
المظلمةِ.
أنتَ لا تعرفُ كَيّفَ يُنَضجُ الهواء تلك مُشكلَتكَ.
لايوهمكَ الثلج المتساقط من رأسي،
الغضبُ سبيكة ذهبٍ في جيّبي، أخرجه
عندما أريدُ السكوتْ.

أوقدُ فانوسَ العتمةِ، لأَراكَ،
أَيُّها المُتخَفيَ وراء ستارة الغيب،
وأنّتَ تتأبط كتابَ الغبارِ،
ومن تحت نَعليكَ يتطايرُ الظلام.
أُحَدِقُ فيكَ،
أرى الهاوية تَتَسِعُ بَيّنَ يَدَيْكَ،
فلا مستقرٌ للبلادِ غير الهاوية.
حمامٌ يتساقطُ ونخلة مأواها الفحم.
سأتركُ الإزميل يَنْحَتُ الكَذبَ
تحفة لِلِسانكَ المَلِيءُ بالشوارع الملتوية.
أتركهُ يَنْحَتُ يَدكَ تابوتاً مُغطى بحزنِ البلادِ.

يمْكنُ لبرعمٍ صغير أن تسعَ يدهُ الكون.
يمْكنُ لي أن أوقدَ الموسيقى برأس العازف،
وأنا أهزُ كمنجتَهُ
الميتةَ لأُعيدَ إلَيها الحياة.

أَعمى قلبٌ أَيّها الفتى،
ولكن.
دَعْ عَصاكَ تسْردُ عَليكَ تفاصيلَ الظلامْ.

نوال الغانم شاعرة وفنانة تشكيلية واعلامية
سيدني/ استراليا