البندري سعود من الرياض: أكدت مصادر لـquot; إيلافquot;أن وزارة التربية والتعليم السعودية تعمل على دعم المسرح المدرسي عبر خطط استراتيجية لذلك، في وقت أجمع أجمع متخصصون ومهتمون في الشأن المسرحي على أن الشباب بحاجة إلى المسرح أكثر من ذي قبل.

فأكدت مصادر لـquot; إيلافquot;أن وزارة التربية والتعليم في صدد العمل علىدعم المسرح المدرسيمن خلال خطة طموحة للغاية في جوانب المسرح كافة، جاء ذلك في ظل تهميش دور رسالةالمسرح في التوجيه ونشر الثقافةوالوعي لكثير من القضايا المجتمعية عبر المسرحداخل السعودية من قبلالجهات ذات العلاقة.

إلى ذلك يشهد مركز الملك فهد الثقافي في غرب العاصمة الرياض مساء اليوم احتفائية بيوم المسرح العالمي، الذي يوافق السابع والعشرين من شهر مارس/آذار من كل عام، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وعدد من المسرحيين.

وفي جانب المسرح رصدتquot;إيلافquot; آراء مجموعة من المهتمينفي الشأن المسرحي للتعرف إلى أسباب ضعف الحركة المسرحية داخل السعودية، لاسيما وأنها كانت تحظى بنشاط ووهج كبير في الثمانينات، مما كان له بالغ الأثر الإيجابي في ظهور عدد من الممثلين والكتاب والمخرجين، حملوافيها وزارة الثقافة والإعلامجزءًا من تهميش المسرح مطالبينالوزارةوالجهات ذات العلاقة بتطوير الحركة المسرحية ومنحها اهتمامًا على شاكلةاهتمام الدولة بالرياضة.

مؤكدين على أهمية وجوده في هذا الوقت في حياة الشباب، وأضافوا quot;من المعيبأنه لا يوجد مسرح متطور في المملكة ومراكز ثقافية لحل هذه الإشكاليات، لاسيما وأن حركة المسرح السعودي كانت في الثمانينات أفضل بكثير من الآن، مشيدين في الوقت نفسه بالجهود الفردية التي يبذلها ممثلون ومخرجون وكتاب سعوديونفي هذا الإطار وبالنتائج المذهلة التي تمثلتفي حصدعدد من الجوائز في مهرجانات خليجية وعربية.

المتخصص في الشأن المسرحي فهد الحارثييقول في حديث لـ quot;ايلافquot; إن النشاط المسرحي في الثمانيينات كان جيداً نتيجة اهتمام وزارة التربية والتعليم بالنشاطات المسرحية إلى أن أصبح يعرف بالنشاط الثقافي، مشيداً بالدور الذي لعبه المسرح الجامعي بعد تلك المرحلة، حيث أسهم في تنشيط الحركة المسرحية.

وأضاف الحارثي أن المسرح السعودي لايزال قائمًا على جهود فردية تنحت في صخرة تجربتها، إلا أنهوصل إلى العربية وحصد جوائز كثيرة في المسرح العربي،وكل ذلك في ظل الجهود الفردية.. فما بالك لو كان هناك دعم أكبر من كل النواحي.

ويرى الحارثي أنسبب تأخر تقدم المسرح يكمن في quot;غياب الشرعيةquot; التي إن توافرت فستتحقق له الدعم المطلوب، وسيؤدي دوره الطبيعي، ومن المفترضأن مسرح اليوم امتداد لنشاطه في الثمانينات، الأمور مازالت مكانها،تتقدم خطوة إلى الأمام، ثم تتراجع خطوتين إلى الخلف، كل أنشطة المسرح السعودي عبارة مجموعة من المبادرات، ولو كثفت هذه المبادرات الفرديةللتطور،فلن يجدي ذلك، ما لم يكن هناك دعم من جهات رسمية.

ويرى أنه منأهم الأمور التي يجب أن توليها وزارة الثقافة والاعلام الاهميةهو بناء المباني المسرحية، مؤكدًا أنه حال عدم وجود أرض تقام عليها الأنشطة المسرحية، التي تعمل عليه فإنذلك يفقدها مناخها المفترض أن تعمل من خلاله.

وأشار الحارثي إلى أن المسرح يحتاج دعم الدولة ليبقى قويًا متماسكًايقدم رسالته بشكل صحيح، مستشهدًا بالمسارح العربية المدعومة من الدولة التي وصفها بالقوةاكثر من مسرح قائم علىالجهود الفردية.وتمنى أن يحظى المسرح بالاهتمام على غرار الرياضة، ومطالبًا بإيجاد اكاديمية تسهم في دفع تطور المسرح.

ويرىالفنان جبران الجبرانأن المسرح السعودي quot;لايزال لقيطًاquot; رغم تبني وزارةالثقافة والإعلامخلال السنوات الخمس الأخيرة المسرح؛ إلا أنه لايزال من غير تشريع وفي يد أشخاص ينشط بنشاطهم، ويتأخر حسب ظروفهم،فهو يعاني تدنيًا على حد وصفه، كما يرى أن تراجع حركةالمسرحبعدما كان في مرحلة توهجفي أواخر السبعينات وأوائلالثمانينات ناتج بسبب تخلي وزارة التربية والتعليم عن نشاط المسرح.

وأشار إلى أن الوزارةكانت تقيم عروضًا مسرحية في المدارس في مناطق المملكة كافة،ثم تقدم العروض الفائزة في مهرجان خصص لهذا الغرض، موضحاً أن هذا الزخم من العروض المسرحية في المراحل الدراسية كافة أفرز جيلا نشطًا ومتوهجًا في جانب الحركة المسرحية آنذاك، مقترحًاعلى وزارة الثقافة والإعلامتبنيمشروع وطني متكامل مع وزارات ذات العلاقة، مثل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.

الفنان يوسف بندقجي، الذي يمتلك شركة تعمل على تدريب المواهب المسرحيةيقول لـquot;إيلافquot; شركتنا بدأنا نستقطب المواهب الشابة،وذلك منخلال إعلان على موقعهم على quot;فايسبوكquot;،حيث استقطبت الشركة مجموعة من الشباب سيخضعون إلى اختبار لقدراتهم، ثم اختيار من يجتاز الاختبار للمشاركة في عدد من الأدوار التمثيلية فيمسلسل خصص للمواهب جديدة من الشباب،مشيرًا إلى أن كثيرًا من المتقدمين يملكون ثقافة درامية وسينمائية مرتفعة،مطالبًا الشباب الذي يمتلك موهبة ان يسوّق للنفسه، ويضع في اعتباره بأنه سيواجهكثيرًا من الصعوبات والتحديات قبل أن يصل إلى ما يطمحإليه في هذا الجانب.

كما طالب من خلال إيلاف بدعم نقابة الفنانين التي أسّسها الإعلامي محمد الغامدي منذ عام، بالدعم المادي وايجاد موقع رسمي لها، موضحًا أن كثيرًا من الفنانين سارعوا في تسجيل أسمائهم، معتبرًا أن ما ينقص هذه النقابة هو التمويل.
ويؤكد الإعلامي خالد ربيع خلال حديثه لـquot;إيلافquot; أن المسرح الجامعي في مرحلة الثمانيناتلعب دورًا كبيرًا في تنشيط الحركة المسرحيةداخل السعودية، مطالباً وزارة الثقافة بالمبادرة بإنشاء قاعات مخصصة للعروض المسرحية في كل مدينة فيالمملكة، ومشيداً بقاعة مركز الملك فهد في الرياض وقاعة أبرق الرغامة في جدة.

وحول إنكان ضعف النصوص الجيدة من أسباب عدم استمرار المسرح،قال ربيع إن النص الجيد وحده لا يكفي، وإن المسرح عمل فني متكامل، لا بد لنجاحه من ممثلين جيدين ومن إخراج جيد وإضاءة وصوت وتدريبات مكثفة وإدارة، وتنظيم المسرح عمل جماعي لا يتوقف على عنصر من عناصره، ويجب ان تعمل متضافرة.

ويرى الاختصاصي الاجتماعي الدكتورخالد الحليبي لـquot;إيلافquot;أنّه ومن وجهة نظر اجتماعية فإن ما يقدم من مسرحيات في المناسبات العامة لا يمثل المسرح الرصين ولا الهادف، وإنما هو يرمي إلى الإمتاع والترفيه، ويحصل فيه ما لا يقبله الذوق السعودي، ولا الذوق السليم بصفة عامة، وحتى إذا وجدت بعض المسرحيات الهادفة، فإن نصوصها لا تمت إلى الأدب، وأداؤها لا يمت إلى الفن.

مضيفًا أن المسرح السعودي مسيرته طويلة، وتاريخه يعود إلى عقود، لكنه لم يبرح مكانه، ورأى الحليبي أن المشكلة ليست في وجود المكان، ولا اجتلاب الجمهور، مؤكدًا أن الجمهور العام جاهز في أية لحظة لمشاهدة كل شيء بلا تفريق؛ لأنه لا يشترط الجودة؛ وكثرته بالآلاف لا تعني نجاحًا.

ورأى الحليبي أن النجاح هو رضى النخبة عن المادة والفن المقدمين، وهو ما لم يوجد بالقدر الكافي على حد وصفه، ويؤكد على أن رسالة المسرح قوية التأثير، ويستوعبها كثير من الناس حال وصولهبالطريقة المناسبة التيتحترم معتقدات المجتمع الذي تخاطبه.وتتجنب إثارتهم، ويتلمس احتياجاتهم فيلبيها، ويتعرف إلى مشكلاتهم فيعالجها، يضحكهم ليبني السعادة في قلوبهم، ويبكيهم ليطهرهم من تراكمات الحزن والألم، ويخاطبهم بلغة سهلة جدا، يمكن أن يسمح فيها باللهجة المحلية للتماهي مع لغة الحياة اليومية، ينزل معهم إلى الشارع، وإلى صالة المعيشة.