فراغ

الليلة
تفرغ القصائد كلها من النساء

لا حنانٌ أخويّ ولا بياضُ أفخاذ
بين السطور.

هو الثلج فحسب
الزمنُ مائلاً من فراغ

ثلج النوايا في العيون
ثلج العيون في تحديقة العدم
ثلج العدم على أطراف الأصابع

والليلة
يفرغُ العالمُ كله من الرحمة.


جثة

ذاهبٌ إلى فراشي
كذهاب سائق الأجرة.

نهارٌ طويلٌ
هو رأى فيه مئات الوجوه
وما من وجهٍ رافقهُ إلى الوسادة.

نهارٌ طويلٌ
أنا قرأت في نوره آلاف السطور
وما من كلمة بقيت في رأسي.

سأذهب إلى فراشي
لا راضياً ولا غاضباً.

لا راضياً لا غاضباً
ما دام النومُ سيأتي أخيراً
وسيبرع في تحويلي من جهاز استقبالٍ إلى جثة.

ذا قدري _ أقول لنفسي، وأحذّرها:
ذا واقعكِ فلا تتعالي على شروطه المُحايثة.

لكِ أن تكدّي
أن تمسكي آلافَ النارِ
ليبقى في يديكِ أقلُّ البصيص.

.. سأذهبُ إلى فراشي!


لعبة
تحت زوجٍ من النيون
الأبيض، أجلسُ طول الليل، جلسةَ
القُرفصاء: أُفكّرُ في آخر ليلةٍ نمتها هناك
(مُصاباً بتهيّجِ القُرحة)

ليلةٍ واحدةٍ
سمعتُ في مُنتصفها شَخْرَةَ جاري
الفتى مريضِ اللوكيميا
وفي آخرها شخرةَ المُمرضة
وهي تلهث تحت الدكتور الأشيب

يا كم تتشابه الشخرتان
ويا كم تفترق الأسباب!

وعليّ، الآن، تحت هذا النيون
الأبيض،
(وكشاعرٍ بلغ الأربعين، ويفتقرُ
إلى الخيال)
أن انظر للأمر بكثير من الاستخفاف
وقليلٍ من الحكمة.

فلعُبةٌ كهذه، وبَشَرٌ كهؤلاء، وكونٌ
كهذاhellip; قمينون بألاّ تصرف ليلةً من
عمركَ، جالساً القرفصاء، تفكّر فيهم
تحت زوجٍ من النيون الأبيض!