عبد الجبار العتابي من بغداد: تواصل الفنانة العراقية بتول عزيز تمارينها اليومية على العمل المسرحي الذي يحمل عنوان (اثاث قديم) تأليف واخراج مظفر الطيب، بمشاركة الفنانة لمياء بدن والفنان مازن محمد مصطفى حيث تتناول المسرحية ظروف شخصيتين نسائيتين وثالثة رجالية، وقال بتول: هاتان المرأتان عانتا من الوحدة والعزلة بسبب الظروف التي مر بتا البلد وبعد ذلك هنالك اسقاطات اكبر واوسع من ان تكون القضية قضية نساء فقط وانما قضية تشمل وطن بأكمله، العمل باللهجة العامية ووقته نحو ساعة.

* عماذا تتحدث المسرحية؟
- يعني المرحلة التي عاشها العراق ولا زال يعيشها الى حد الان، الموضوع كما قلت لك اعم واشمل من ان يتناول شخصيات نسائية يعانين العزلة ةانما تشمل شعبا بأكمله يعاني من هذه العزلة وهو عائش في سجن كبير هو الوطن وسجن اصغر هو الاسرة، وجود الرجل كونه ضحية من الضحايا في المجتمع العراقي، والرجل سرقت كل احلامه بالاضافة الى ان هاتان المرأتان سرقت احلامهما، العمل جديد وطرحه بصورة جديدة وانا اشوف بهذا المخرج طاقة ابداعية جديدة وان شاء الله يظهر العمل بالمستوى المطلوب

* هل توقيت عرض العمل مناسب حسب رأيك؟
- نعم كتوقيت.. مناسب ان يعرض لان القضية لا تخص المجتمع العراقي فقط بل المجتمع العربي كله لكننا خصصنا به مجتمعنا العراقي لان المعاناة والمآسي التي مر بها المجتمع العراقي اكثر من غيره وبالتالي التأثيرات النفسية والمعنوية والمادية بدت واضحة على الانسان العراقي وهذا ما تجسده المسرحية.

* لماذا تظهر المرأة هنا مضطهدة؟
- المرأة في المجتمع العربي عموما تتعرض للضغوط والاضطهادات لانه مجتمع ذكوري لكن معاناتها اكبر في المجتمع العراقي ولا اعتقد ان هنالك امرأة تتحمل المعاناة التي تحملتها المرأة العراقية حيث الضغوط عليها اكبر والظروف التي مرت بها اقسى، المرأة مضطهدة في مجتمعنا بصورة عامة، بصراحة نريد ان نعمم العمل، حينما تشاهده للوهلة الاولى تشعر انه يتحدث عن شخصيتين نسائيتين تعانيان الوحدة والعزلة اللتين ربما طرحتا في اكثر من موضوع في المسرحيات القديمة ولكن طرحنا سيكون اكبر واعم واشمل، يمكن ان يشمل المجتمع ككل، الظروف القاسية التي مررنا بها جميعا، نوصل هدفا ورسالة انه لا بد للانسان ان لا يعيش على الحلم فقط وانما يجب ان يسعى الى تحقيق هذا الحلم، ثم ان هذه البودقة التي انحصر فيها الانسان العراقي لابد ان يخرج منها، هذه الدوامة التي يعيش لابد ان يتجاوزها، في المسرحية عدة مواضيع مثلما فيها عدة اهداف

لكن المسرحيات الجادة لا يحضرها الجمهور فلماذا تعرض؟
- اغلب الاعمال التي تنتجها الفرقة القومية للتمثيل هي جادة، وبشكل عام حتى لو عرضت مسرحيات كومييدية او شعبية كما حدث في الاونة الاخيرة وجماهيري فسوف يكون الجمهور محدودا كما اعتقد لان الظروف التي نمر بها، ربما الان هناك مجال افضل واوسع، ولكن هذا العمل من الممكن ان تشاهده شريحة اكبر من شرائح المجتمع عموما وليس النخبة فقط وهذا ما نتمناه ونسعى اليه، عموما المسرح الجاد حاليا هدفه اكبر واسمى لان يوصل رسالته الى العالم وليس مجرد عرض مسرحي عراقي داخل البلد.

* هل تقصدين المهرجانات المسرحية خارج العراق؟
- نعم.. مشاركة المهرجانات بالدرجة الاولى من اجل ان نوصل هذه الفكرة الى المجتمعات الاخرى وهذا ما نسعى اليه.

* هل ثمة معاناة تشعرين ان المسرح يعاني منها؟
- بصراحة نحن نعاني معاناة حقيقية بالفن عموما على كل الاصعدة سواء كان اذاعة او تلفزيون او مسرح، اكرر دائما ان الفن العرافي اصبح مجتمع العوائل، مجتمع العلاقات، هذه الحالة او تجردنا منها او نقلل منها لاصبحنا في عافية، مع الاسف الامور بدأت تنغلق اكثر وهذه بدت تسيطر على مختلف الاصعدة، هذه ان تجالوزناها فنحن بخير.

* ما الذي يحتاجه المسرح العراقي حاليا؟
- الامكانيات المادية بالدرجة الاولى، نحن ليس لدينا اي دعم مادي، لهذا تجد المسرحيات العراقية يكون انتاجها بسيط وديكورها بسيط قدر الامكان، وصدقني ان اي ممثل مسرحي عراقي يضغط على نفسه وسيكون على حسابه المادي والمعنوي حضوره أي عمل مسرحي.

* ما الذي يمثله لك الصعود على خشبة المسرح؟
- انا أعتبره متعة وابداع الفنان الحقيقي يظهر على خشبة المسرح لانه في تماس مباشر مع الجمهور، والفنان يلمس بشكل مباشر نجاحه او اخفاقه من خلال المسرح، وكل قابلياته وطاقاته تجسد على المسرح لان فيه استمرارية وتماس وردود فعل مباشرة واكيد المسرح.

؟ يشار اليك بالابتعاد عن حضور العروض المسرحية لماذا
- لديّ قصور في هذا الجانب، حضوري قليل جدا بسبب انشغالاتي وظروفي الحياتية، ونحن كما تعرف ظرفنا كممثلين حيث وصول الفنان الى التمارين ورجوعنا الى منازلنا يمثل معضلة بالنسبة لنا خاصة ان السيارات الخاصة بالدائرة غير متوفرة فيكون على حسابه الخاص، عموما الظروف المناسبة غير متوفرة في مجتمعنا وللفنان العراقي حيث الدعم مهم وضروري جدا للفنان العراقي من اجل ان ينهض وان يبدع وهذه غي موجودة الا قليلا.