إعداد عبدالاله مجيد: توصل خبراء الى ان التصميم الذي ألهم الفنان فان كوخ على شبابيك كنيسة انكليزية صغيرة، يمثل امرأة وابنتها. وكان فان كوخ شاهد التصميم خلال اقامته وعمله في لندن وكتب عنه بتأثر الى شقيقه تيو. وأمضى الباحثون سنوات بعد وفاة فان كوخ في عام 1890 يدرسون كتاباته ولكنهم لم يعثروا قط على الشبابيك التي أثارت إعجابه.
وأثبت المؤرخ الفني ماكس دونيللي الآن ان الشبابيك توجد في كنيسة سانت اندروز المتواضعة في مقاطعة هامبشر جنوبي انكلترا. وكان دوق نورثيسك الثامن وليام كارنغي طلب تصميم شباكين بزجاج ملون إحياء لذكرى زوجته وابنته اللتين توفيتا قبله. وجرى تصوير الاثنتين في هيئة مريم العذراء. ورأى فان كوخ تصاميم الشباكين في مشغل في لندن عام 1876 وكتب الى شقيقه يقول انه شاهد تخطيطات شباكين لإحدى الكنائس. وتتوسط احد الشباكين صورة سيدة ذات وجه يقطر نبلا وفي الشباك الآخر صورة ابنتها.
وبعد صنع الشباكين نُقلا لتركيبهما في كنيسة سانت اندروز حيث كانا دائما موضع اعجاب كبير ولكن علاقتهما بفان كوخ لم تكن معروفة طيلة هذه السنوات. وتمكن دونيللي من اكتشاف العلاقة خلال دراسته الزجاج الملون الذي كانت تنتجه معامل شركة كوتيير اند كومباني اللندنية في القرن التاسع عشر وشاهد صورا للشباكين في الكنيسة. وقال كونيللي انه رأى اشارة اليهما في الكنيسة وتمكن من التقاط بعض الصور وحينذاك خطرت له الفكرة لا سيما وان ذلك حدث متزامنا مع اقامة معرض لرسائل فان كوخ في الأكاديمية الملكية.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث قوله ان الرسالة التي يتحدث فيها فان كوخ عن الشباكين لم تكن بين المعروضات ولكنها ذكَّرته برسالة الفنان الى شقيقه. وبعد اتصالات بأحفاد الدوق وتحريات علمية توصل كونيللي الى ان شباكي الكنيسة هما الشباكان اللذان رآهما فان كوخ في المشغل.
واشار كونيللي الى ان فان كوخ كان متدينا وعرف ان التخطيطات كانت لشبابيك كنيسة. وكان فان كوخ وقتذاك شديد الاهتمام برحلة الانسان في هذه الحياة.