لاوديســـــــا

مـــرَّ زمانٌ وأنا مصلوب
فوق كرسيِّ الوقت
كمّمواعيني
بعدما سرقوا ضحكة َ لاوديسا
من بؤبؤها
وأمعنوا في الأرض

أمروني أن أكنسَ
أفياءَ أحلامي
فتعلّلت ُ بالعَمى
وعدت ُ أحلم.. وأنا المصلوب ُ
لضحكتها
لاوديسا..
النجمة ُ المهاجرة ُ
في دمي
بزفيرها مراري يكتوي
وأنا ما يزال الوقت ُ يصلبني
بالحراب والحراك
والتدمــير

لاوديســـا
تتغلغل فيّ َ
الألوان..
ومن الشمس.. تخيطين
أثواب َ عرس ٍ
مختلف ِ الحضور

الأسودُ.. رفيقُ جمراتي
والشاطئُ الحافي
كسيرٌ أمام المجرجرين
ذيول َ العبيد

لاوديسا تبكيني
أنا الغجريّ ُ
يحطّمُ كمانـَه في السنديان
ويجلس ُتحته
يجترُّ النحيب
وفي سلالة جلجامش
ينقّب ُ عن بذرة
تصلح ُ للخلود

لاوديسا
سكِرت ْ بعينيها
أنهاري
وهديلُ حمامي
لم أكنْ أعرفُ
أميرتي
البهيجة
ليلُها يقتاتـُه الغرباء
ويدسُّون في وسائدها
رؤوسَهم الغبية
وفي عتمتها يحطّمون
أزرارَ القُُمصان
وحولَها الدوائر َ
يرسمون
و يرقصون
ثم يخرجون عارين
سوءاتُهم
تدقّ..
نواقيس َالخطر

لاوديسا.. عاهدَتني
أنْ لي تكون
مهما انفسحَ السفرْ
وتلوّى الضجرْ
لاوديسا تشرب شايَها
الأخضر
برفقتي
كلَّ ظهيرة
تعاتبُني
ألا من أفول؟!
ومن نظراتها أنا أهرب
على جناحي ْ إثم ٍ
دفين

لاوديسا..
تطهوني غربتي
وأتقلّى
في بيادر النازفين..

سَكْبُ البنفسج

أيها
الـــ..
درويش
أشتاق طيفك..

أتدري؟
كيف أنّ بنفسجة
وحيدة مثلي
تشتاق حزنك..
بنفسجيا
وترحل في متاهاتك
تاركة عالما اخضرّ
بزرقة الموج
والأفياء؟..

امتشقني نغما
جنائزيَّ اللغو
أيها الدرويش
واغتنمني سلال عشق
فأنا المحارة
الساكنة عمق البحار

طيفي وأنت
منبتان
من حرير
أرابيسكيّ
التشكيل..

حين غادرت ُ حزنك
مرة
ما سلوتـُه
وقرب مخدتي خليته
يرتع

quot;لا تعتذر عما فعلتquot;
درويش..
أعرف أنك
سكبت حكايا صمتك
في رحيلي
ففاضت في حجرتي
وتنفست مخدتي
وكالفراشة
ثرثرت َ وأشيائي
وتركت آثارك
عناوين..أقرؤها
حين أعود

عدت ُ..
درويش
وعاد الحزن يوميا
عاديا
كخبز وطننا
وأمك،
وأمي.. التي
لم تكن لها يوما
رائحة ُ خبز..
وشوق..

أمي كانت كحزنك..
اعتيادية
المرار
به جللت ْ روحي

لم ْ تغازلني
درويش؟..

غازلني..
اشبك حزنك
بأنهار عيني
جداول
من خلاص..

تلك التي
تتشهى طيفك
روحك..
وفي عينيك
تستودع ُ صلاة
لم تُتل
لمخلوق..


قاصة وشاعرة سورية/ مقيمة في دبي