لكي تكون ناقدًا مسرحيًا ما عليك إلا أن تشاهد مسرحية quot;قطة على سطح صفيح ساخنquot; في بريطانيا، حيث وُجهت دعوة إلى الجمهور للقيام بدور المراجع والناقد المسرحي دون الالتزام بقواعد الخطأ والصواب.


مع بدء الانتاج الجديد لمسرحية تينسي وليامز quot;قطة على سطح صفيح ساخنquot; في بريطانيا وُجهت دعوة الى الجمهور للقيام بدور المراجع والناقد المسرحي دون الالتزام بقواعد الخطأ والصواب. وقال أصحاب المشروع الذي أُطلق على صفحات الغارديان ان القاعدة الأولى هي عدم وجود قواعد. فهناك من الطرق لكتابة النقد المسرحي بقدر ما هناك تفاعلات شخصية مع العرض.

وليس هناك خطأ أو صواب بل المطلوب من المتفرج الناقد ان يكون له صوته المتميز وان يكون صادقا في رأيه بالعمل. وليعبر من شاهد العرض عن حماسته للعمل أو يوضح لماذا لم يعجبه.

وعلى المتفرج ألا يخشى المخاطرة في إطلاق احكامه. فالنقد الخجول أو الباهت أو المجامل كثيرًا ما يكون نصًا مملًا. واصعب المراجعات على الكتابة ليست المراجعات التي تتناول اعمالا أعجبت المتفرج أو ازعجته بل المراجعات التي تقيِّم اعمالا وسطا بين هذه وتلك.

وإذا أردت نشر نقدك في جريدة أو على موقع الكتروني خاص بمراجعة الأعمال المسرحية سيتعين ان تكتب نقدك بحجم معين وبشكل محدد ينسجم مع منبر النشر. وتوثق من معرفة كل ما يتعلق بطول المادة المطلوبة واسلوب المراجعات الفنية في الوسيلة المختارة للنشر، سواء أكانت موقعا الكترونيا أو مطبوعا ورقيا او غيرهما.

وكثيرا ما تبدأ المراجعة التقليدية لعمل مسرحي ما باعطاء القارئ خلفية عن الانتاج أو عرضا موجزا للحبكة والموضوعات التي يتناولها واحساسا بالأجواء والتمثيل والصوت والانارة. وتقدم مثل هذه المراجعة تقييما للكتابة والانتاج والأداء وتختتم بخلاصة وحكم على العمل.

ولكن الممارسة كلها لا يتعين ان تكون مدرسية لا سيما في العصر الرقمي حيث يمكن لمراجعة العمل المسرحي ان تكون نقدا مختصرا وطريفا من 140 حرفا/رمزا على تويتر أو ردا على صفحة المراجعات الفنية في جريدة الغارديان أو قطعة في مدونة من مئات الكلمات أو استخدام العمل المسرحي نقطة وثوب لبحث قضايا اوسع.

وهذا الخيار الأخير كثيرًا ما يقع في مكان ما على الخط الفاصل بين النقد الأكاديمي ومراجعات الصحف الجادة. ويحاول بعض التعليقات المثيرة في المدونات فتح حوار مفيد بين اصحاب العمل ومنتجيه وممثليه ومن يكتبون عنه، أو مضاهاة مستوى العمل برد نقدي. ويعرف خبراء الدعاية والتسويق المسرحي ان هذه المدونات لا غنى عنها وانها تسهم في ترويج العمل بعرض تذاكر مجانية لمن يكتبون فيها بانتظام والتزام.

ان كتابة المدونات احدثت انقلابا في النقد المسرحي نحو الأفضل. وان اتساع مساحة الأصوات التي تستضيفها منصات مختلفة لا يتحدى سلطة الناقد المسرحي المحترف بل يضفي عليها ابعادا جديدة. وقد تكون كتابة النقد المسرحي لقاء أجر أصعب اليوم منها في أي وقت مضى ولكن لفت الانتباه الى كتابة مثل هذا النقد وكسب جمهور يتابعه أسهل اليوم منه في أي وقت مضى.

وكتبت الناقدة لين غاردنر في صحيفة الغارديان انها تتدرب على الكتابة منذ ثلاثين عاما وانها ما زالت تتعلم مع كل نقد مسرحي تكتبه. وان خير نصيحة تقدمها لمن يريد ان يكون ناقدا مسرحيا هي ان يشاهد من الأعمال المسرحية كل ما بوسعه مشاهدتها وان يكتب عن كل ما يراه وان يكتب مراجعات حقا تعكس ما شعر به عن العمل وليس ما كان ينبغي ان يشعر به. وان يستمتع بعملية الكتابة. فإذا لم تجد متعة في كتابة نقد مسرحي لن يجد احد متعة في قراءته.