بريشة الشاعر

_ وَتَدُ اللُغَةْ.. !I

أَتَمرجَحُ عَلىْ غُصنِ اللُغةْ
أَحتَرِسُ أَتمتَرسُ بِمَا يَعنيْ المِيِلادْ
أُقطِّرُ الكَلمِةَ بِنعيِّ الأَوتَاد وَ يُقِلنُّيْ الحَتفُ مَعهْ
أَقرأُ مَنشوريْ ليْ لِسوايْ للِثرىْ
وَ أَرمي المِنديِلَ عَلى أَدمُعهْ
وَ لاَ أَرىَ سِوى مَنْ يَتبَعُنيْ أَو يَتبَعُهْ
وَ الحُصنُ لاَ يُخلِفْ منْ إِعتَاد
أَنْ تَنكَسِرَ الرِمَاحُ وَ السُيوفُ عَلى
ظَهرهِ أَو يَموتُ الكَلامُ مُعتادْ
وَ هوَ غَيرُ مُعتَاد أَنْ يَرى مَأَتمهْ..

_ إِذا أَفقْ..! I I

أَورامٌ كَثيِرةٌ.. وَ أُفقْ
مَاذَا أَفعلُ بِالأُفقِ
وَ مَاذَا تَفعلُ فِينيَ الأَورامْ؟
رَجدَتُ خَارجيَ الأَشلاءْ
فَماذَا أَفعلُ بِداخليَ الذيْ رَاحْ؟
مَاذَا أَفعلْ؟
أَمَا مَللتَ عَدَّ الرُؤوس
فَأسْ اِثنانْ فُؤوسْ
وَ الحُزنُ أُفقْ
وَ الأَورامُ الكَثيِرةُ تَذهبُ بِشجَرةِ الجَسدْ
دَعنيْ أَقولُ لكَ يَا صَاحْ
يَا أُفقيْ وَ أَوراميْ، البِأَسُ اِرتَاحْ :
لَكِنْ مَاذَا نَفعلُ بِزهرٍ صَغيرٍ إِذَا أفقْ؟

_ نِداء..! I I I

رَأيتُ أَلاَ مَيتَ فيْ المَيتْ أَلاَ حَيٌّ فيْ الحَيْ
مُكتَرِثُ الرَميَ عَلىْ الهَرمِ الحَجَريْ
شَنيَّتُ رَديءَ حِجَارةَ البَيتْ
رَادِمٌ جِيفَ اللَيلِ وَ المَيِّتَ فيْ جِسميْ
مَردومُ الصَباحِ بِرَجيمِ الخَيطْ
أَيُّهَا العَريِسُ الطَليِقُ اِنطَلقْ
اِطعَنْ أَحشَاءَ اللُبدْ وَ أَحشْ مَا كَادَ يَنسدْ
ثُرْ كَمَا ثَارَ التُرابُ السَليِطُ
عَلىْ البَلدْ
تَرىْ السَرابَ عَاديْ
وَ المَطَرُ ثَوبٌ يُناديْ
المَيِّتَ أَنْ يَعودَ إِلىْ البَيتِ وَلدْ..!

_الحَجرُ الدَارْ..! IV

أَضمحِّلُ بَينَ الأَحجارْ
مُتسلِّحاً بِعنَادِ البِيئةْ
وَ أُفَارِقُ سَلامتيْ فيْ مَحشرِ البَراكيِنْ
جِثتيْ مُلتصَقةٌ بيْ مِنْ عُنفوانٍ النًارْ
وَ لاَ يَسرّنيْ الرَماد
إِنْ صَاغَ ليْ دَارْ
مِنْ زَيفِ الطَبيِعةْ..

مَخطوطُ الحَرَقْ..! _V

أَيُّهَا الكَلامُ الذيْ اِنطفئَ سَريِعاً
مَا هَذهِ الوَقيِعةْ؟
مَاذَا أَثرتُ فِيكْ؟
لِتنطفئُ وَ تَخسِفُ النَهَارَات
وَ يَخسرُ النَصْ
إِنهضْ، فَالليلُ عَليكْ
وَ المَخطوطُ فيْ رَكعةِ النَارِ وَ لاَ أَحد
يَختَلِسُ عَليكَ حَجرُ الِفعلْ..!
إِنهضْ فَالكِحل إِنتصَفْ
وَ أَنتَ مُحتَفيْ فيْ الكَلامْ.

_ الحِيطَانْ..! VI

أَرىْ فيْ الكَبائرِ صِغارٌ تَكشِفُ النَقمْ
وَ تُعاديْ التَوقعُاتْ
أَتزلَّفُ عَنهَا نَتزَاهقُ _وَ أَدهنُ المَسافَةَ قَلبَاً
أَرىْ بَعدَهَا قَبَلاً
وَ لاَ أُصِّدقُ أَمتَارهَا
فَبعدُ التَراهُقْ تَتمزَّقُ الحِيطَانُ
وَ تَرفعُ المَنازِلُ أَسوارهَا
وَ تتَهدَّمُ التَكهُّناتْ،
وَ أعرِفُ، مِنْ وَرائيْ يَأتيْ رَجُلْ
يُعيِدُ فَرسَخَ الرَقَمْ..!

_ سُلافةْ..! VII

سَينَالُ منِكَ الحُبْ
مَا دَامتْ سُلافةُ القَلبِ تَراهَا
حَشاشَةُ الرُوحْ ؛
وَ سَتذُّبُ عَنكَ المَنايَا
لتِراكَ فيْ الجُنونِ سَليِمْ.
حُبُّ تَظنِّهُ جوُعكَ القَديِمْ
فِيمَا تَرىَ نَهبَاً فيْ القَنطَرة
وَ الفَقدُ يَلِجُ الأَرصِفةَ غَريِمْ،
حُبٌّ قلمْ
تَكتُبهُ وَ يَكتِبُكَ الحِبرُ أَلمْ
سُلاَفةُ ضَوءٍ مَا استَراحَتْ عَليهَا العُيونُ
إِلاَ وَ اَحتَرقتْ، لاَ تَأمنْ عَليِكَ غَفلةَ الشَمسِ
وَ زَرعُكَ الآنَ هَشيِمْ،
حُبٌّ عَذبْ
وَ لَيسَ الغُلبُ مَنْ يَعنفُ معَكْ، وَ لاَ يَشيِمْ لكَ
وَ لاَ يُديِمُ الرَحيِقْ ؛
عَلىْ عَجلٍ يَغيِمْ.
سُلافةُ حُلمٍ وَ أَنتَ غَلمٌ
إِنتخَبتكَ، تُفاحةُ القَلبِ مَعهَا
فَأهلتَ عَليهَا تُرابُ الجُنونِ
وَ ضِلعُ النَهارِ عَقيِمْ..!

_ مُوسيِقىْ السِجنْ..! VIII

هَا أَنَا فيْ عَرينيْ فيْ غَابتيْ البَاقيةْ
مَعيْ كُتُبيْ وَ أَسفَاريْ
وَ السِجنُ يَزولْ،
مَنْ قَالَ أنَّ القُضبَانَ إِلى الهَاويةْ؟
أنَا مَنْ يَقولْ،
أُعلِنُ بَعثَ الريِاحْ
أُعلِنُ خَلقَ الصَباحْ
وَ الخُوفُ ضَئؤولْ..!

الرُهُبْ..! _IX

يُشعِلُ الرُهُبُ
وَ يَرمي الحَدقَ بِشريِعَةِ القِدَمِ المُنتظَرةْ
رِهاَنهُ الحَطَبْ..
يَطمي الَعقلَ بِكَيدِ النَارِ المُلتهِبةْ
لِتغمىَ الأُمَمُ عَنْ خَيمةِ الإِجتِهَادِ
وَ تَعمَى الأَجسَادُ فيْ بَهيِمهَا
عَنْ جَلَدِ الشُهبْ
ماحيَاً ظِلاَلَ الآلهةِ المُنتَظرة
بِخَنَاجرِ الخُطَبْ..!

الخَزَفْ..!_ X

يَعصَى
لأَنَّ فَاكِهةَ الرَأَسِ مَنهوبَةٌ
مَغمورةٌ بِالخَسَفْ
أَلوَانهُا لاَ تُحصىْ تَمتَثِلْ
فَيعصىْ مِثالُهُ عَنْ الرِضىْ وَ يَقتَديْ بِطينِ الخَزفْ،
يَقترْ لأَنَّ رَأَسهُ مَعصوبةٌ بِالحشَا.
رَأسهُ أُمثولةٌ
وَ يَنبغيْ أَلاَّ يَتذكرُّ النَاسَ التيْ حبَّها
وَ لاَ يَخجلْ،
وَ لاَ يَتفصّدْ العَرقُ مِنْ أَطرافهِ بِالمثلْ
فَيسطعُ دُخانٌ مِنْ صَدرهِ كُفُرْ
لأَنَّ فيْ شَارعِ الرَأَسِ نَاسٌ تُنسَىْ
عِندمَا يَبتسِمُ الغَريبُ عِطرْ..!

_ الفرَاشة..َ ! XI

تَنّزُ فَراشةٌ فَأقتَادُهَا
وَ أَغمىَ إِلىْ اللَونِ،
تَرتَديْ عيَنيْ سِيرة الصَواريْ
ظِلِّيْ مَرشوشٌ كَسقفِ الليلْ
وَ الأَصَابِعُ تَنحشِرُ فيْ الأَصابِعْ،
وَ لاَ تَنعتِقْ إِذَا خَرجَتْ اللُغةُ مِنَ المَراثيْ
وَ انزَلقَ اللَفظُ فيْ قُسيمَاتِ الصُورةِ عَاريْ،
يَغمِرُ الغَيمُ بُكاءَ العُشبِ كُلّهْ
فَتصيِرُ اللَحظةِ مَغارةُ الحَثّْ
فَأرجِعُ إِلىَ اللوَنِ يَتبعُنيْ مَائيْ،
بَعدَهَا يَنتهيْ كُلُّ شَيءْ
تَنّزُ فَراشةٌ أُخرىْ فَأقتَادُهَا
وَ يَنبِعُ مَاءٌ مِنْ بَينِ أَصابعِ الدَربْ
وَ يَغلِبُ فَيءُ المَنابِعُ النَواحيْ
وَ يَصرِخُ شَاعِرٌ يَنامُ تَحتَ الدَمْ / مَنْ تُحاوِرْ؟
وَ أَصرِخُ / دَائيْ
فَيصرِخُ تَارةً أُخرىْ / مَنْ تُجاوِرْ؟
فَأصرِخُ / خَلائيْ وَ ضَوءُ الرَبْ..!


_ نَذرُ الرِمالْ..! XIV

بَغتةً يَستَقرُّ البَحرُ ذَاكرَةُ الرَملِ
فَلاَ سَطوةُ لِبريقِ الحُبيبَاتْ
وَ ليسَ أَمامَ الإِزميلِ غَيرَ مُلامسةِ المَوجِ
وَ غَيرَ مُلاسنةِ الهَوجِ وَ ذَمِّ القِلاعْ.
رِيفُ الطِينِ يَحزمُ حَجرهُ
وَ كُلمَّا أَرتدىَ الحَديَ صَارَ النومْ
قُلتُ : إِنَّ لِلحَريرِ جَسدٌ يَستَكنُّ فِيهِ
وَ يَركِضُ معِطَفُ الأَرضِ لِصدِّهْ
كُلمَّا بَدأً المُلامَسة لِرسمِ كِتابُ العَومْ
سَيَختَلِطُ عَليهِ مَا يَسدُّ الأُفق علَى الرمِلْ
يَجلِسُ مُرخياً سروَالهُ يَنتخِبُ مَؤنةُ الخَوفِ
مِنْ نَفسهْ.
وَ سَطوةُ البَريقِ تَمتَاحُ مِثلَ فَارسٍ فيْ لحَظاتِ النَسبْ،
لاَ يَرتاحْ للِمديحِ الذَيْ يَرتاحُ علَى قِسمِ النِساءِ مِنْ نَفسهِ
وَ هوَ قُبطانُ النومْ.
أَيقَنتُ أَنَّ للبَحرِ خَرابٌ كَمَا أَنَّ للوَقتِ سَببْ،
كَمَا أَيقَنتُ أَنَ الأَفعالْ تُحلِّقُ غَربَ السَفينِة
كَمَا شَرقُ العِقابِ لتِوِّه نَزلَ مِنْ حِجاَبِ النَميمةِ مَاءْ
يَنضحُ طًبعهُ بِضحلِ القَطرْ
فَهلْ عِندَ الأَنبياءِ صَبرٌ لِنذرِ العَملْ؟
وَ أَنتَ تَتَلهَّى بِهَزمِ الهَزيمةِ وَ تَصقُلْ لهَا المَرايا
قَبلَ يَباسِ الأَعمَاقْ وَ قَبلَ هَرعِ العَروسِ نَحوَ سِنديانةٍ أَليِفةٍ
تَشهقُ مَحلولةَ الشَعرْ، تَختَبرُ الشَكَّ أَنتَ فيْ غَفلةٍ عَنْ فُحولةِ الدِمَاءْ
وَ أَبراجُ الدَسائِسِ آفاقٌ وَ الأَسلافُ مَشدوهةُ تتَهيأُّ لِذَّمِ القَتيِلةْ؟

_ رَأَسُ الشَمسْ..! VIX

..... اِزدرَاراً
مَوهَّتْ الحَافةُ نَفسهَا مَوَهَ الحَائِطُ نَفسهْ
يَلتَقيانْ بِدرَجةِ الزَوالِ وَ الزُهدْ
لاِحتوَاءِ الجِيرِ مِنْ تَنّاصهْ
يتَخاذَلُ الجِيرُ يَصِيرُ لَمحاً
مِلحٌ يَغتَلي بِترويِجَاتِ الضَوءْ
مَخافِرٌ تَهتَدي إِلىَ مَباضِعُ الرَأَفة
حَديدٌ أَبوابٌ تُصدَعُ بِمَا تُؤمَر
أَدواتُ نِخال لحزِّ النفس
قَديِدُ أُناسٍ مِنَ التُرقوة
ليَتصدَّع رَأَسُ الشَمسِ
وَ تَعِبرُ خَواطِرُ التِلالِ
خَواصِرُ الهِلالِ
وَ ينسلٌّ دَمُ خَيطٍ يُغطّيْ
أَحوَالَ مَنْ أَفلَسْ
بِلونِ بِلالْ..!


_ إِيهابْ وَ مِعشَار..! VX

إِيهَابْ وَ مُعتلّْ
مَنْ يَضرِبُ أَخاهُ
مَنْ يَفعلْ؟
ذَريِعةُ العُتاةِ نَهمُ النَقائمِ يَجفَلوا
إِعتِلالْ، وَ مَنْ يَضرِبُ أَخاهْ؟
اِستغَاثَ مِعشَار ثمَّ أَكملْ
مَنْ يَضرِبُ أَخاهُ يَا مَعشرْ؟
دَارَ إِيهابٌ وَ اَشتَبكَ
بِأَخيهِ مِعشَار فيْ مَقتلْ
فَغارَ وَ غَارْ،
فَلاَ بِالغِرارِ تَفعَلوا
وَحشٌ مُفتَرِسٌ الجِنْ
لَكنَّ الحُوار أَخضَرْ..!

سِينْ..! amp; _ شِينْ XV

الطَلسُ المُغبّرةُ طَلسٌ جَديِدةٌ
وَ العُششُ القَديِمةُ حَديِثةٌ عَلَى العُصفُور
وَ فيْ كُلِّ ثَوبٍ نَعجَوي ذِئبٌ عَلَى ظَهرهِ خَطينْ
طَلسٌ عَشيِق وَ عِشٌّ رقيِب.
وَ لَيسَ الفَضاءُ إِمرأةٌ يُبحثُ فِيهَا عَنْ نَسبْ
وَ لَيستْ الكَواكِبُ مَشاخِصٌ لتِتعلّقَ عَليهَا الضَلالة.
تتَشتتُّ الفُرسُ مُعرَّبةُ العَامَةُ تَقولُ بِكَسرِ اللاَمِ وَ فَتحِهَا
تتَشتتُّ الطَوابِعُ بِصغرِهَا
هَلْ يَخرِجُ المَطلعُ عَلىَ الطِيلاسْ؟
هَلْ السِينُ يَكرهُ شِينُ النَحَبْ؟
دَائِماً كَانَ بَينهُمَا طَمعُ القِيامَة ؛
تَستَيِقضُ الدِمَاءُ وَ تَرقدُ الآلهِةُ ضِعفَهَا
عَلى قَتلىً يَنامونَ عَلىَ الأَوجَاس..!

_ قَنبَرةٌ عَائِدة..! XX

لهُ قَنبَرةٌ تَرقِدُ فيْ أَريِكَةِ الغِيابَات
وَ كُلمَّا طَابَ مَجيِئهُا عَنْ يَقيِنْ
تَفحَصَّ الكُحولَ فيْ أَورِدتهِ حَزينْ
فَتضبِطُ يَدهُ كَستنَاءَ زَائدةٌ عَنِ الفَائِدةْ
لِتسقَطُ مِنْ أَريكَتهِ البَائِدةْ، حِينَ يَهذيْ
وَ هيَ مَعَ كَرمةَ عَائِدةْ
تَختَارُ مِنَ الغَابَاتِ تِبنَ السِنيِنْ..!

_ مَرثيَّةْ ..! VV

البِلادُ تُغطيِّكْ تَرفلُ أَشعارُهَا عَليِكْ
مَانِحةً للدِرايَا رِضاكَ
رَاجِمةً شَظايَا الأَنينْ
مَنْ وَارَاكَ وَ مَنْ اِبتغَاك،
البِلادُ تُغنيّْ حَمأَةَ الطِينْ
تُغنيْ الأَشهادُ عَنْ رؤُاك
وَ تَرميْ الأَورادُ فيْ أُذنيِك
وَ تَرميْ الرؤَى بَينَ يَديِكْ
بَردَاً فيْ خَتمِ السِنينْ
مَنْ جَافاكَ وَ مَنْ اِبتَلاكْ..!
الرياض _ آواخر كانون الثاني_2012