أبوظبي ـ محمد الحمامصي: افتتحت الدورة الـ 22 من quot;معرض أبوظبي الدولي للكتابquot; بنمو في حجم المشاركة بلغ 10%، مع استقطاب أكثر من 900 جهة نشر ـ 601 ناشر عربي و303 ناشرين عالميين ـ من 54 دولة من مختلف أنحاء العالم، تقدم ما يزيد على نصف مليون كتاب بـ33 لغة مختلفة.
المعرض الذي تنظمه quot;هيئة أبوظبي للسياحة والثقافةquot; تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يحتفي ببريطانيا ضيف شرف، وتشغل قاعات الحدث مساحة إجمالية قدرها حوالى 21,741 مترا مربعا ويستمر حتى 2 أبريل.
وتتميز هذه الدورة ببرنامج موسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية بمشاركة رموز الفكر والثقافة وأبرز دور النشر محلياً وإقليمياً وعالمياً، في حين ستكون المملكة المتحدة ضيف شرف المعرض.
وقد أكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بعد افتتاحه المعرض بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم، وأثناء جولتهما أنّ الدورة الـ (22) من المعرض تأتي تتويجاً لسنوات من الجهد والعمل الدؤوب، تحوّل خلالها المعرض من كونه معرضاً محلّياً وعربياً، إلى أن يصبح واحداً من أبرز معارض الكتب في العالم.
وقال إن ما يعرف بالسياحة الثقافية بات يحتلّ مساحة واسعة من الاهتمام في عالمنا المعاصر، quot;إننا وإذ نصبّ اهتمامنا على أن تكون أبوظبي واحدة من الوجهات السياحية العالمية الرئيسة، فإننا نأخذ في الاعتبار ما لدى أبوظبي لتقدّمه للعالم، انطلاقا من تنوّع الخدمات السياحية وارتقاء معاييرها، وليشمل ذلك أيضاً الجانب الثقافي، من تراث غنيّ وتقاليد عريقة ومعالم أثرية متفرّدة وملامح حضارية مشرقةquot;.
وتابع الشيخ سلطان quot;ولعلّ الناظر إلى المشهد الثقافي الإماراتي الآخذة ملامحه في الاتضاح يوماً بعد يوم، وما يشهده من متاحف ومعاهد ومنصّات فنون وعمارة، وبرامج ثقافية تستحضر بعض أفضل الممارسات العالمية المعاصرة، سوف يرى بوضوح الخطوات الكبيرة التي قطعناها حتى الآن، وفي الوقت نفسه سيرى دلائل واضحة للمستقبل المضيء أمامنا وخاصة عبر مشاريع المنطقة الثقافية في السعديات.

وأكد أنّ المعرض، اللقاء السنويّ الذي نحتفي فيه جميعاً بالنشر وأهله قراءً ومؤلفين، هو جزء لا يتجزّأ من هذا المشهد الثقافي المميّز..
واعتبر أنّ الجانب الآخر المميز في دورة هذا العام هو البرامج والفعاليات الثقافية والتربوية التي صمّمت لتلبّي كافة شرائح المجتمع، مع اهتمام خاص بالأطفال والشباب، ومن بين الإضافات الهامّة البرامج المتعلقة بذوي الحاجات الخاصة الذين سيجدون في المعرض فضاء واسعاً للتفاعل والتعبير والتعلّم واكتساب الخبرات والاندماج بالمجتمع.

وأعرب عن السرور البالغ بأن تكون المملكة المتحدة ضيف الشرف في المعرض لهذا العام، حيث quot;نتعرّف إلى الإرث الثقافي الغنيّ لهذا البلد العريق، وذلك من خلال نخبة من أبرز كتّابه ومؤلفيه ومصمّميه وفنانيه وناشريه، ممن سيقدّمون لنا نظرة معمّقة على النتاج الثقافي والفني البريطاني في ماضيه وحاضره على حدّ سواء.
ومن جانبه قال مبارك حمد المهيري، مدير عام quot;هيئة أبوظبي للسياحة والثقافةquot;، إن النمو المطرد في حجم المعرض وتنوع المشاركات الدولية يجسد بوضوح المكانة المرموقة لإمارة أبوظبي على الساحتين العالمية والإقليمية، بوصفها منارة للإشعاع الثقافي، ومنصة للحوار الحضاريquot;.
وأشار إلى أن الفعاليات الثقافية والفنية ذات الطابع العالمي، ومنها quot;معرض أبوظبي الدولي للكتابquot; تشكل نافذة للإطلاع على أحدث الأعمال الإبداعية وخلاصة الفكر الإنساني، وتقديمها لكافة شرائح المجتمع، وهو ما يعتبر محوراً رئيساً ضمن مشروع ثقافي طويل الأمد يتوجه الافتتاح المرتقب لمتاحف ومنشآت quot;المنطقة الثقافيةquot; في جزيرة السعديات.
وأضاف المهيري quot;نتطلع بثقة لمستقبل دعامته العلم والثقافة، وفي الوقت ذاته، نتمسك بفخر بتراثنا العريق، ونثق بأن التطور الذي يشهده quot;معرض أبوظبي الدولي للكتابquot;، مع زيادة عدد الجهات المشاركة في فعاليات دورته الـ22 بنسبة 10% سيتواصل في الأعوام المقبلة، ليعزز جدارته بتصنيفه الرسمي كأكبر حدث من نوعه في المنطقة العربية والشرق الأوسط من قبل الاتحاد الدولي للناشرينquot;.
وأكد جمعة عبد الله القبيسي مدير عام المعرض أن شعار المعرض هذا العام quot;وجهتك إلى عالم النشرquot;، يأتي تجسيداً للدور الذي بات يلعبه في الحياة الثقافية العربية بوصفه أحد المراكز الأساسية في المنطقة والعالم التي لا تحتفي بالكتاب فحسب، بل تسعى إلى تحويل هذا الاحتفاء إلى فعل على الأرض ينهض بالكتاب ويفتح له آفاقاً جديدة سواء في الممارسات النشرية أو في ما يتعلق بالأسواق والعلاقات بين صنّاع النشر وأهلهquot;.
ولفت القبيسي إلى أن المعرض يشكّل منبرا لقطاع النشر حيث يعرض أهم عناوين الكتب والمحتوى الرقمي للكتب الإلكترونية والتطبيقات، يستضيف مجموعة متنوعة من الحوارات المهنية والتجارية فضلا عن حوارات تفاعلية مع الشعراء والكتاب والرسامين.
وقال إن قيام هيئة أبوظبي للثقافة والساحة المؤسسة المنظمة للمعرض عن حسم بنسبة 50٪ للتسجيل بالنسبة إلى الناشرين العرب في المعرض لعام 2012، دفع بالعديد من المشاركات فضلا عن عارضين جدد من البرازيل وتايوان، مؤكدا quot;أن صناعة النشر تلعب دورا مميزا في سياسات الهيئة واستراتيجياتها. وهذا يعكس ثقة الهيئة بأن النشر، في جميع أشكاله، يحتل موقعاً مركزياً في عملية التنمية الثقافية وإحياء المعرفةquot;.
وأضاف: quot;إن صناعة النشر هي عملية متعددة المستويات ونحن نهدف إلى تشجيع صناعة النشر بالطريقة التي يمكن أن تتبع فيها جميع الأطراف المعنية نهجاً منفتحاً نحو التقدم والازدهار في عرض أفضل المؤلفات والمحتوى الإلكتروني، فضلا عن توفير فرص التواصل بين أهل هذه الصناعة. وتفخر الهيئة بخلق بيئة في المعرض تصان فيها حقوق الملكية الفكرية التي تقدم ملاذا آمنا للناشرين المهنيين للقيام بأعمال تجارية في المنطقةquot;.
وأشار إلى إطلاق الموقع الالكتروني الخاص والمحدث لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في خطوة لتعزيز حضور الحدث والأنشطة المرافقة له حيث يستطيع الزوار الوصول إلى تفاصيل الفعاليات بالإضافة إلى إتمام إجراءات التسجيل والدفع الكترونيا للتسهيل على المشاركين والزوار وتوفير الوقت والجهد.
وولفت إلى أنه ضمن توجهات المعرض البيئية، تم اعتماد استخدام الأوراق المعاد تدويرها في كافة المطبوعات المتعلقة بالمعرض بهدف الحفاظ على البيئة واستحقاق لقب quot;المعرض الأخضرquot; الصديق للبيئة، كما توزع خلاله الهدايا التي تم تصنيعها من المواد المعاد تدويرها والأقمشة والمواد القابلة للتحلل.
وأوضح القبيسي أن مبادرة quot;تواقيعquot; فضلا عن كونها تتيح للقراء فرصة التقاء المؤلفين المفضلين لديهم، تهدف الى الجمع بين أطراف النشر الثلاثة (الناشر والكاتب والقارئ) تماشيا مع احتياجات المبادرات والأحداث التي تحيي القراءة وتشجع عليها، واستمرارا بتشجيع عملية النشر، من خلال توفير الدعم المالي واللوجستي لاستضافة المشاهير من الكتاب الذين لديهم أعمال جديدة للمشاركة في معرض الكتاب لتوقيع كتبهم والمشاركة في البرنامج الثقافي. ويوفر هذا المنبر للمؤلفين فرصا أكبر للعرض والمشاركة في الأحداث خلال المعرض، وتقدم الهيئة والمعرض الدعم للناشرين من خلال إبراز بعض الكتاب المهمين، فضلا عن توفير الدعم اللازم لدعوة المؤلفين واستضافتهم.
وأضاف أنه للمرة الأولى هذا العام يطلق المعرض مبادرة معرض حقوق الأدب العربي التي تمنح الناشرين العرب فرصة للعرض في هذا المعرض بتقديم ما يصل الى خمسة عناوين عربية (المؤلفات الأدبية، المؤلفات المتخصصة، وكتب الأطفال وغيرها) لاستعراضها في واجهة الحقوق العربية الجديدة في المعرض، ويتم عرض هذه الواجهة في مركز الأعمال والحقوق في المعرض.كما أن برنامج quot;أضواء على حقوق النشرquot; مستمر، وهو يمنح الناشرين المشاركين الفرصة للتقدم بطلب دعم حقوق بقيمة 1000 دولار للعنوان الواحد مع خيار التقدم للحصول على ما يصل إلى 10 منح.
وأطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2012 مبادرات جديدة ومتنوعة أخرى مثل معرض حقوق الأدب العربي التي تتيح للناشرين العرب فرصة استعراض أفضل الكتب الجديدة في واجهة الحقوق العربية الجديدة في المعرض، ومبادرة الضاد التي تهدف إلى دعم الأدباء والمفكرين العرب، وذلك من خلال منحهم ركناً يسلط الضوء على أعمالهم، وتعريف جمهور القرّاء بهم وبها. وهذا من شأنه أن يمنح الجمهور والإعلام فرصة وفاعلية التواصل مع مبدعينا قراءةً وترويجاً لهم، كما أنه يعتبر مساهمة لدعم دور النشر أيضاً. تشارك نخبة من الكتاب العرب والعالميين في الندوات وحلقات النقاش ومراسم توقيع الكتب وحلقات النقاش الأدبية إلى جانب إطلاق الموسوعة العربية للشعر خلال البرنامج الثقافي.
هذا إلى جانب البرامج الأخرى المعتادة كالبرنامج الثقافي والبرنامج المهني وركن الإبداع، وهي تمثل الشريان الحيوي للمعرض، ومن الأماكن التي تم تخصيصها لاستيعاب مختلف النشاطات الثقافية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، منها مجلس الحوار الذي يشكل منصة الإريكة وهو للقاء الفائزون بالبوكر الجائزة العالمية للرواية العربية، وكذلك الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، كما تعتبر منصة للنقاش مع الكتاب والمؤلفين والأكاديميين والصحافيين وكتاب المقالات والمحللين السياسيين.
وتعد الخيمة إضافة جديدة في الدورة الحالية، وهذا الركن مُستوحى بشكل مبسط من فكرة المجلس العربي التقليدي، ويمكن للجمهور لقاء المؤلفين والكتاب وحضور حلقات الشعر والمشاركة في ورش العمل المخصصة للكتابة، وكذلك جلسات النقاش المفتوحة بالإضافة إلى أنها المكان المناسب لرواد المعرض من الصغار للاستمتاع بسماع القصص.أما ركن عروض الطهي فيستهدف جمهور المعرض من هواة الطهي مع عروض حية من قبل طهاة محترفين وهواة. يضم ركن الإبداع نشاطات تعليمية متنوعة بما يشمل القراءة والرسم والكتابة. ويحتوي ركن الإبداع على عدة أقسام متخصصة منها العلوم، والرياضيات، والحاسوب، ووسائل التعبير الفني، والقراءة، والتوعية المرورية والإرشاد العلمي للأطفال.