سلوى اللوباني من دبي: quot;الى استاذ اللغة العربية، الذي ضربني ومع ذلك لا زلت أحبهquot;! هذا الإهداء خطه الكاتب نبيل المعجل في مقدمة كتابه الجديد quot;يا زيني ساكت.. شئ من مزح ورزحquot;، الصادر عن دار مدارك للنشر مؤخرا. بمجرد قراءة الإهداء ستعلم أنك أمام كتابة ساخرة، التي اشتهر بها المعجل من خلال مقالاته اليومية في الصحف. وكما ذكر الأديب نجيب الزامل في مقدمة الكتاب quot;إنه كتاب لا يثقل، ولن يرهق.. على أن الفائدة ستكتشفها من أول دفقةِ دمٍ في قلبك، من أول لمعة سخرية تبرق بين السطورquot;.

يتميز أسلوب المعجل بأنه قادر على إقناعك باستنتاجاته الغير متوقعة، وعلى رسم الإبتسامة على وجهك بالرغم من قراءتك عن واقع أليم من خلال قلمه. فموضوعاته هي شؤون وشجون يومية تطرق أبواب ذاكرتنا وحياتنا، يقدمها باسلوب بسيط وجذاب، يمزج الهم العام بالخاص ليدعوك للتفكير مرارا وتكرارا بما يطرحه أمامك من قضايا إجتماعية وسياسية ودينية، فيعقد المقارنات في مقال quot;الفارق بين السجن المؤبد والزواج المؤبدquot;، وينتقل بنا الى قضية إجتماعية أخرى quot;هل تريدها جميلة أم ذكية؟quot; وتناول الشؤون السياسية وعلى رأسها الثورات العربية التي شبهها بآلة طهي الفشار! وتمسك الحكام بكراسيهم من خلال مقال quot;البطاريات تدوم وتدومquot;. ولم يبتعد بقلمه الساخر عن تجاربه الشخصية كما في مقال quot;بلبل في الخمسينquot;، وquot;حكايتي مع الكتابةquot; التي تعد وثيقة على تحديه لمدرس اللغة العربية الذي راهن على فشل المعجل دراسيا، إلا أن المعجل أثبت نفسه ككاتب ساخر!
يا زيني ساكت هو الكتاب الثاني للمعجل، وريع الكتاب لجمعية quot;كلاناquot; لرعايـــة مرضى الفشــل الكلـــوي. لا أستغرب بأن الكتاب تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا على موقع النيل والفرات طوال شهر يناير 2012، فقد ذكر الزامل في مقدمة الكتاب quot;نبيل المعجل من صنف الناس الذي يريد أن يرى البسمة على وجوه الناس، وهناك فئة نادرة من الناس لا تهنأ إلا بأن تضحك الناس، إنهم الفنانون، والفنان لا يعيش بدون جمهور، وبعض الفنانين مكانهم المسرح أو الشاشات، ولكن نبيل المعجل فنان مطبوع ملعبه الورق.. الكتابة!