محمد الحمامصي من القاهرة: جاء العرض المسرحي quot;علاقات خطرةquot; الذي افتتح به مسرح الهناجر أخيرا بعد أربع سنوات من إغلاقه بحجة التجديد، كاشفا عن اللحظة التاريخية التي مرت وتمر بها مصر قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011، فالأب الحاكم الديكتاتور المستبد والمغتصب للحقوق الإنسانية لزوجته ولشعبه، يكون مصيره الخيانة من زوجته ثم القتل بالسم، ليضرب الانقسام الأسرة فتختل، ما بين زوجة وابنة وابن.
المسرحية المأخوذة عن quot;الحداد يليق بإلكتراquot; لـلكاتب العالمي الأمريكي يوجين أونيل quot;1888 ـ 1953quot;، الذي نال عدة جوائز منها جائزة نوبل، وكتبها أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، تعالج قضية الاستبداد وانهيار القيم الحاكمة وتفكك العائلة، وضياع الفردية وسط صراعات وتيارات أخلاقية وعملية وفكرية، الأمر الذي كان من الصعب معه عرضها في فترة حكم الرئيس المخلوع، وربما هذا هو السبب في كونها لم يتم إخراجها علي الإطلاق داخل مصر إلا في المعاهد العلمية quot;المعهد العالي للفنون المسرحية، الأكاديمياتquot;، وقد التزم معدها الكاتب منتصر ثابت بالنص الأصلي تأكيدا على أن المعالجة الفنية لقضايا الصراعات، القتل الإجرامي، العلاقات بين المحارم لا تتقادم طالما ظلت الديكتاتوريات تحكم.
المسرحية لعب بطولتها الفنانون نهاد سعيد، مجدي إدريس، زينة منصور، مجدي رشوان، منير مكرم، مجدي شكري، هشام الشربيني، حنان الفيومي، محمود وحيد، إخراج مجدي حكيم، أشعار أحمد زيدان ، ديكور وملابس محمد عزام ، تدريب استعراضات نور السمان.
تدور أحداث المسرحية حول قائد وقاضي وحاكم البلدة quot;أزرامانونquot; الذي يعامل أسرنه بقسوة ويحكم شعبه بالقهر، يغتصب إمرأته quot;كريستينquot; في معاشرتها منذ الليلة الأولي للزفاف، مما يجعلها تشعر بالكراهية والنفور تجاهه، وعندما ولدت إبنتها الكبري لافينيا شعرت تجاهها بالكراهية لأنها وليدة هذا القهر والعنف الذي يمارسه معها زوجها، ثم ولدت ابنها الثاني quot;أورين quot; أثناء سفر الأب إلي المكسيك، فأفرغت فيه كل عاطفتها ، فأحبته ، فأصبح أوديبي في علاقته بأمه، وعندما قامت الحرب الأخيرة أجبر الأب إبنه علي السفر للحرب، مما أوقع الأم التي شعرت بأنها فقدت كل الحب في غرام قبطان السفينة، فأقامت معه علاقة خاطئة إكتشفتها إبنتها quot;لافينياquot; التي أخبرت أبيها بهذه العلاقة فور عودته، مما أدي إلي إسراع الأم بدس السُم له عندما عاد من الحرب منتصرا، ثم تكتشف لافينيا ما حدث فتُقسِم علي الإنتقام من الذين شاركوا في قتل أبيها، وتستمر أحداث المسرحية حول دائرة الإنتقام التي لا تنتهي، والتي تؤكد أن العنف يلد دائما عنفا لا ينتهي، وأن العدل الذي نحاول أن نقيمه من وجهه نظرنا، يظل دائما عدلا منقوصا، وأن الحب هو الأمل الوحيد الذي يجعل الجميع يتقبلون ويتسامحون وقد يتعايشون في زمن كئيب.
يذكر أن المخرج المتميز خيري بشارة قدم أواخر السبعينيات من القرن العشرين فيلما بعنوان quot;الأقدار الداميةquot; مأخوذ عن مسرحية quot;الحداد يليق بإلكتراquot; لكنه لم يحقق الصدى المرجو عند عـرضـه، بـدأ تـصويره عام 1976 وتم إنجازه عام 1980 بسبب صعوبات في الإنتاج وتم عرضه جماهيرياً عام 1982. هو التجربة الرابعة في مجال التعاون السينمائي المصري - الجزائري المـشترك.
- آخر تحديث :
التعليقات