عبد الجبار العتابي من بغداد: اكد الروائي العراقي حميد الربيعي عن ترشيح روايته التي تحمل عنوان (تعالى وجع مالك) الى مسابقة الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، معربا عن سعادته بهذا الترشيح الذي يوفر مساحة واسعة للرواية العراقية، مشيرا الى ان الناشر الذي قام بترشيحها اعجب بها لانها تتناول احداثا من داخل المجتمع الليبي الذي عاش فيه مغتربا لسنوات طويلة، ولانها بشرت بما يسمى الربيع العربي في ليبيا.

وقال الربيعي لـ (ثقافات ايلاف) : يسعدني ان انقل خبر ترشيح روايتي (تعالى وجع مالك) قد تم ترشيحها الى مسابقة جائزة البوكر وهي المسابقة الخاصة بالرواية العربية ومقرها في دولة الامارات العربية، وهي واحدة من الجوائز العالمية الكبرى، وقد تم ترشيحي الرواية من قبل دار النشر (دار تموز) للطباعة والنشر في دمشق، ومن المعلوم ان من شروط المسابقة ان يتم الترشيح من خلال دار النشر.

واضاف : انا سعيد بهذا الخبر بشكل شخصي بالاضافة الى انها محاولة من الروائيين العراقيين لتوفير مكانة او مساحة واسعة للرواية العراقية على مستوى المنطقة العربية.

وأوضح : الرواية تتحدث عن فنرة الاغتراب التي عشتها مسافة 30 سنة، احداثها تدور في مدينة (أوية) كنص داخل المتن، والان بامكاني ان اتحدث عن الاسم الصريح لهذه المدينة لاننا في السابق ما كنا نستطيع ذلك، المقصود هنا (ليبيا) وقد كتبت الرواية في زمن معمر القذافي فلا يمكن ان نصرح به بشكل مباشر لكنني استعملت الاسم الفينيقي القديم لمدينة طرابلس القديمة الذي هو (اويه)، والرواية تتناول شخصيتين متناقضتين من عالمين مختلفين، شخص مغترب داخل ليبيا ويحاول ان يثبت نفسه ووجوده الاجتماعي بالاضافة الى موضوع العمل، مع فتاة من اهل المنطقة، تبدأ علاقة متشنجة،من نوع معين ولكن مستوى هذه العلاقة وتطور الحدث يعكس مدى الصراعات او مدى الخلافات الاجتماعية القائمة داخل المجتمع، بمعنى اخر انها تكشف عن مكنونات الواقع الاجتماعي الذي تعيشه ليبيا، واعتقد ان من النقاط الرئيسية والتي تعد لصالح الرواية انها بشرت بما سمي فيما بعد بالربيع العربي، كانت تبشر بالموضوع بقول (ان الطوفان آت لا محالة) وهذا النص موجودة داخل الرواية، واعتقد ان بين كتابة الرواية وبين حدوث الربيع العربي في ليبيا نحو سنة وثلاثة اشهر، فكانت الرواية من النقاط الرئيسية التي تعد انها بشرت بهذا الاتجاه، الرواية تتألف من ستة فصول، القسم الاخير من الفصل الاخير تتم فيه عودة البطل المغترب الى دياره، الى منطقة (القرنة) بعد ان يتعرض الى مجموعة من الحوادث فيضطر الى ان يرجع مسجى على (حمالة طبية) مريضا، فاقد الاحساس بكل العالم الخارجي ومن ثم تبدأ عملية تكوينه واعادة التحامه مع الارض والطين وشط العرب وهكذا ليعود الى الحياة من جديد.

وتابع : الاخ الناشر سبق ان قرأ نص الرواية وقد اتصل لب في وقتها واعرب عن اعجابه بالرواية وعلى هذا الاساس تم الاتفاق على طبعها من خلال دار النشر الخاصة به مرة ثانية وكانت فكرته ان الرواية جميلة وممتعة ومن الممكن ان تكون لها فرصة واسعة، حسب تقديره، للدخول في تنافس على جائزة البوكر.

وختم حديث بالقول : ترشيح الرواية لهذه الجائزة يمثل الكثير للرواية العراقية، فقليل جدا خلال السنوات الثلاث الماضية عدد الروايا العراقية التي تترشح لهذه الجائزة وحسب علمي هناك رواية واحدة اوراويتان، اذن هذه محاولة للدخول في مضمار المسابقات العربية، وفي العادة العراقيون صيادو جوائز.