عبد الجبار العتابي من بغداد: في محاولة من مثقفي العراق لمسك زمام المبادرة في تعزيز العلاقات فيما بينهم / محوا لمظاهر الطائفية التي غزت الكثير من شؤون الحياة العراقية، عقد مثقفو محافظتي الأنبار والنجف مؤتمرا في بغداد، تحت عنوان (المثقف والمصالحة.

وقال الشاعر فارس حرام رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الأشرف :هذه رسالة واضحة للحكومة.. من وفدَيْ مثقفي الأنبار والنجف المشاركَيْن في مؤتمر quot;المثقف والمصالحةquot; الذي أقيم في بغداد يومي الخميس والجمعة. الرسالة ndash; مرة أخرى ndash; واضحة.. كتبها الوفدان دون ضجيج، وأعلناها في ختام المؤتمر، وهي تتضمن رؤية مشتركة للوفدين بشأن الخطوات الستراتيجية المأمولة للقيام بالمصالحة.... وقد رأيت بعيني وأنا أقترح صدور هذه البيان على زميلي الدكتور عادل العبيدي رئيس الوفد الأنباري، كيف كانت عيناه تترقرقان بالدمع.
واضاف: شكراً لزملائي في وفد النجف وقبلها لزملائي في وفد الأنبار على صدور هذه الوثيقة المهمة.. مهمة لا لأننا كتبناها بل لأنها أول وثيقة رسمية ذات طابع ثقافي تنشد السلام والتعايش المحب بين محافظتين تمثلان quot;عاصمتينquot; لمكوني الشيعة والسنة في العراق.. عاصمتين بمعنى الفاعلية والتأثير وبمعنى الصورة النمطية المتشكلة لكل منهما في أذهان العراقيين في بلاد ما بعد 2003.
وختم بالقول متسائلا: ماذا ستفعل الحكومة بهذه الوثيقة وبأفكارها؟ من يساند هذه الوثيقة؟

وفيما يأتي إعلان مثقفي النجف ndash; الأنبار للمصالحة الوطنية
دولة رئيس وزراء العراق الأستاذ نوري كامل المالكي المحترم..
السيد مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور عامر الخزاعي المحترم..
السيد رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد فاضل ثامر المحترم..
الأخوة في الهيأة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية الثقافي الأول المحترمون..
الأخوة مثقفو بلاد وادي الرافدين المحترمون..
بمناسبة إقامة مؤتمر المصالحة الوطنية الأول في بغداد، للمدة (27 ndash; 28 / 9 / 2012) فقد التقى ثنائياً الوفدان الممثلان لمثقفي محافظتَيْ النجف الأشرف والأنبار في مجموعة من المداولات والمناقشات على هامش المؤتمر، متوِّجين مرحلة من التعاون الثقافي المثمر بين مثقفي المحافظتين في السنوات الأخيرة وعلى أكثر من صعيد، ومستجيبين للدافع الوطني الحر الصادق لدى مثقفي العراق عامة في التفكير والكتابة والعمل من أجل تجسيد قيم الحب والسلام والوحدة في بلادنا؛ إذ ما نحن إلا عينة من مثقفي هذا البلد الأصلاء، وما محافظتانا إلا عينتان من محافظات العراق النابض شعبها بالخشية هذه الأيام على حاضر العراق ومستقبله، لاسيما في الظروف والتحديات الحالية داخلياً وخارجياً.
وإذ يرى وفدا الأنبار والنجف الأشرف أهمية العمل الثقافي الميداني في هذه المرحلة، والتوصل إلى أفكار عملية وتوصيات واقعية، فإنهما ارتأيا أن يثبتا رؤاهما المشتركة في صيغة هذا الإعلان، آملين من الهيأة التحضيرية للمؤتمر عدَّه من وثائقه الرسمية، وضمّ ما فيه من توصيات ومقترحات إلى توصيات المؤتمر، مطالبين لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية، ومن قبلها الحكومة الاتحادية الموقرة أن تستمر بالعمل قريباً من المثقفين ورؤاهم، وأن تنهي إلى الأبد الصور النمطية السلبية التي يشكلها السياسيون عن المثقفين، والعكس كذلك، فلقد تأخر كثيراً إقامة مثل هذه اللقاءات حتى ظننا أنها لن تقام في المستقبل القريب..
وفيما يأتي بنود هذا الإعلان:
أولاً- لن يكون سلام حقيقي في العراق، فكرياً وثقافياً ومجتمعياً ما لم يعترف كل من السنة والشيعة، مجتمعاً وعلماء ورجال سياسة وفكر، بأن للسنة والشيعة قراءتين مختلفتين لأحداث التاريخ الإسلامي، يترتب عليها اختلاف في المواقف في أصول الدين والفقه، ومن ثمَّ في الدين إجمالاً والسياسة والعادات والتقاليد.. وما لم يعترف كلٌّ من الطرفين، مجتمعاً وعلماء ورجال سياسة وفكر، بأن كل المحاولات التي يبذلها طرف من أجل quot;إقناعquot; الطرف الآخر بيقينية أفكاره، سواءً بالسلم أو الحرب، جسدياً أو نفسياً، إنما هي محاولات مصيرها الفشل، ما دام كل طرفٍ مقتنعاً بيقينه.
ثانياً- يترتب على النقطة السابقة، أنّه لا يوجد أمام السنة والشيعة في العراق إلا احتمالان: الأول ndash; أن يفني أحد الطرفين الطرف الآخر، إفناءً تاماً، ويبقى وحده في العراق quot;يتمتعquot; quot;بالتوحدquot; الذي طالما نشده للشعب دينياً وفكرياً، وهذا احتمال مستحيل بصورة كلية، ومرفوض بالأعراف والقوانين والنواميس الطبيعية والتاريخية، كلها. أما الاحتمال الثاني ndash; فهو أن يقرر كل من الطرفين، مجتمعاً وعلماء ورجال سياسة وفكر، أن التعايش هو المصير الوحيد لكليهما على أرض وادي الرافدين.
ثالثاً- يترتب على النقطة السابقة، أن quot;التعايشquot; السني ndash; الشيعي في العراق أمر واقع لا مفرّ منه، وقد علمتنا تجارب التاريخ في هذا البلد المأزوم، أن التهرّب من الاعتراف الشجاع بهذا التعايش والعمل من أجله وفي ظله، إنما هو تهرب من الواقع ومن الضمير الوطني والوازع الديني الحقيقي، كما أنه تهرّبٌ كثيراً ما دفع البلاد من حالة السلم الأهلي إلى التخندق والتفتت والتوترات.
رابعاً- يترتب على ما تقدّم كله أن السلطة في العراق بشقيها التشريعي والتنفيذي معنية بتوفير المناخ الحقيقي لتعايش السنة والشيعة في العراق تعايشاً أبدياً، وأن ترعى هذا التعايش وتبذل من أجله المال والجهد والتضحيات، وأن تعزز برامج هذا التعايش إن وجدت لدى المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والأفراد النشطين في مجمل الحركة المدنية في العراق اليوم.
خامساً- إنَّ وفدَيْ مثقفي محافظتي النجف الأشرف والأنبار إذ يتقدمان بهذه التصورات المشتركة إلى رئاسة وزراء جمهورية العراق عبر لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية، والهيأة التحضيرية لمؤتمرها الثقافي الأول، فإنهما يطالبان الحكومة الاتحادية اعتماد ما نسميه quot;الحل الثقافيquot; لما يحدث في العراق مع مجموعة الحلول التي تنتهجها لرأب الصدوع في المجتمع وإيقاف نزيف الدم العراقي. وquot;الحل الثقافيquot; - هنا - مستل من المعنى العام لكلمة quot;الثقافةquot; أي مجموعة القيم والتقاليد والعادات والأزياء والرموز والأفكار التي يسلك المجتمع بموجبها سلوكه اليوميّ في الحياة، وعلى ذلك يكون quot;الحل الثقافيquot; لدى الحكومة عبارة عن مجموعة من القرارات والإجراءات والبرامج التي تعيد بناء منظومة قيم المجتمع العراقي ودفعها إلى مجالات التعايش والسلام واحترام رموز المخالفين. ولكي نكون دقيقين أكثر فإننا نقدم هنا مجموعة من المقترحات التنفيذية لما نسميه بـquot;الحل الثقافيquot; نراها تصبّ في صالح مشروع المصالحة الحقيقية المستدامة المعمقة هي كما يأتي:
1) اتخاذ إجراءات جريئة لإعادة بناء قطاعَي التربية والتعليم على نحو وطني، بناءً ستراتيجياً يأخذ بنظر الاعتبار خلق تصورات مشتركة في قراءة التاريخ الإسلامي لدى الأطفال واليافعين والشباب وطلبة الكليات.. وجعل مرحلة الدراسات العليا وحدها مجال البحث العلميّ في مجال الخلافات والقراءات المتعددة لهذا التاريخ. وطبعاً إن تنفيذ هذه الخطوة الستراتيجية المهمة لا يحتاج إلى جهد حكومي تنفيذي، حسب، وإنما أيضاً ينبغي إحاطته ببيئة تشريعية مناسبة تحظر زج النقاش في ما هو مختلَفٌ عليه داخل البرامج التعليمية التي تسبق مرحلة الدراسات العليا. بما يجعل هذه البرامج الحكومية معادلاً موضوعياً لعمليات التنشئة الاجتماعية والشعبية التي تدفع الفرد إلى احتضان هويته الفرعية، في حين تدفعه البرامج الحكومية إلى احتضان هويته الأساسية التي نعني بها الوطن. ولا حاجة بنا للتذكير هنا بأن هذا النوع من التوازن الموضوعي بين الهويتين الفرعية والأساسية هو ما حفظ للمجتمعات المتقدمة نموها الاجتماعي وسلامها الأهلي.
2) استكمالاً للمقترح السابق، فإن إعادة إعمار قطاعَيْ التربية والتعليم في العراق لن يكتب له النجاح الحقيقي ما لم يتم بالاستعانة بالمثقفين أفراداً ومؤسسات، وبخاصة الذين من خارج السلك الحكوميّ، وإشراكهم في هذا الإعمار. لما للمثقف من دربة ودراية وخبرة في مجال كتابة النصوص التي تخاطب نوعيات خاصة من الجمهور كالأطفال واليافعين والشباب، كما إن للمثقف تدرّباً روحياً معتاداً على تقبل الآراء المخالفة وأساليب المحاججة والردود المنطقية، وهو ما يجعلهم مؤهلين لصياغة المفاهيم المشتركة وكتابة قصص التاريخ الإسلامي في برامج التربية والتعليم، بصورة تجنبها أن تكون محطَّ خلافٍ مبكر بين براعم المجتمع. نقول هذا كله مع التأكيد على إن المثقفين الذين نقصدهم بالمشاركة بهذا المشروع هم أولئك المثقفون الحقيقيون، لا الطارئون ولا الموتورون ولا المتعالون ولا المرتزقون.
3) نبقى في المقترح الأول أيضا، ونقول إن إعمار قطاعَيْ التربية والتعليم لا بدّ أن يقوم أيضاً على إعادة العمل بإرسال البعثات ومنح الإجازات الدراسية للدراسة خارج العراق في المجال الإنساني، وإلغاء القرار العجيب لوزارة التعليم العالي الصادر مؤخراً بإيقافها بداعي عدم حاجة العراق لخبرة دول العالم المتقدم في هذا المجال (!)، وإن حاجته إنما هي للعلوم الصرفة (!)، وكأن إعادة بناء الإنسان ومجتمعه وقيمه يحتاج إلى خبرة الدول المتقدمة في الهندسة والطب والكيمياء لا إلى خبرتها في ترميم النفوس، وتطبيب جروح المجتمعات، والتعاطي مع النزاعات التاريخية المعقدة، وأنماط التفكير المتخالفة (!!)، لاسيما في الأقسام الأقرب إلى هذه المهمة، كعلم الاجتماع، والفلسفة، والنفس، وعلم المجتمعات البشرية (الانثروبولوجيا).
4) إشراك المثقفين في البحث بصورة جذرية وشجاعة وحقيقية مع أصحاب القرار الحكومي في ورش نقاشية مشتركة، أو مخاطبات متبادلة، حول تحديد الرؤية العامة للدولة، ليست تلك التي تنضوي تحتها ستراتيجيات الوزارات والدوائر الحكومية، حسب، وإنما تلك التي ينضوي تحتها المجتمع العراقي برمته، وتكون بمثابة محدد عام للتاريخ القادم في هذه البلاد. ماذا يعني العراق بالضبط؟ ما وجهته على النحو البعيد؟ تعريفه العميق الذي يشترك فيه ابن الفاو مع ابن دهوك مع ابن مدينة القائم؟ كيف نصل لهذا التعريف الذي يمكن له أن يسهم في تذويب التوترات؟
5) تحفيز الوزارات ودوائر الجهاز الحكومي في العراق كلّه، عبر مخاطبات رسمية عليا، على القيام بأنشطة وفعاليات تدعم التعايش والسلم الأهلي في العراق، لاسيما بين مجتمعات المناطق التي تعدّ منطلقات للتوترات والعنف، والخلافات المذهبية والدينية والقومية؛ مع تحفيز هذه الدوائر على رصد كلف مالية لهذه الأنشطة والفعاليات ضمن موازناتها السنوية، وجعل مضمار العمل في مجال التعايش والسلم المجتمعي واحداً من معايير التقويم السنوي لهذه الدوائر وإداراتها.
6) وضع تراتبية للدعم المالي الحكوميّ لمؤسسات المجتمع المدني ndash; في هذه المرحلة التاريخية الحرجة ndash; بحيث يتم منح الأولوية للمؤسسات التي ينتظم في عضويتها أناس من هويات فرعية مختلفة، دينياً وطائفياً، قومياً وفكرياً.. وتكون برامجها وأنشطتها منصبة على تعميق أواصر المحبة والوحدة الوطنية وقيم التسامح والسلام، بين الفئات والمناطق المتخالفة.. وجعل هذا العامل (في العضوية والبرامج) حافزاً لمؤسسات المجتمع المدني لنيل أكبر قدر ممكن من الدعم المالي الحكومي.
7) توسيع الأنشطة الحكومية التي تبتغي تغيير الصور النمطية المتشكلة في العراق في أذهان أبناء هوية فرعية معينة ضدّ أبناء هوية فرعية أخرى، لا سيما القاطنون منهم في مناطق تداولت ndash; سنواتٍ طويلة ndash; مثل هذه الصور النمطية ضدّ المخالفين quot;البعيدينquot;. ولكي نحدد المقترح أكثر نضرب له مثلاً بإقامة سفرة سياحية أو مخيماً كشفياً داخل العراق أو خارجه، يجتمع فيه الطلبة الثلاثة الأوائل من كل كلية حكومية في العراق، مع الأخذ ببعض التفاصيل الصغيرة مثل اشتراط تنويع المتساكنين في غرف الفنادق أو الخيام ليكونوا من مناطق وهويات مختلفة.
مثال آخر: إقامة معرض فني لأطفال الفلوجة والنجف ndash; على سبيل المثال - في بغداد.
مثال ثالث: أسبوع ثقافي متنوع لمحافظتي صلاح الدين وكربلاء ndash; على سبيل المثال - في البصرة.
مثال رابع: معايشة لمدة أسبوعين لعينة من طلبة قسم علمي من جامعة ذي قار في قسم علمي مناظر له، وللمرحلة الدراسية نفسها، في جامعة الموصل- على سبيل المثال.
مثال خامس: دعم إصدار جريدة أو نشرة أو مجلة مشتركة لطلبة كليتين متناظرتين من جامعتي واسط والأنبار، تصدر كل شهرين مثلاً، تظهر فيها كتاباتهم وخلجاتهم المشتركة.
والأمثلة كثيرة بمجرد تحفيز الخيال بالاتجاه نفسه.
سادساً وأخيراً- إن وفدَيْ مثقفي الأنبار والنجف الأشرف، إذ يقدمان الأفكار الواردة في أعلاه، فإنهما يريان أنها تمثل مع الأفكار التي ستضاف إليها من الزملاء المؤتمرين من المحافظات الأخرى.. quot;أفكار لحظة البدايةquot; في مشروع المصالحة المستدامة في عراقنا الحبيب.. بما في هذه الأفكار من مرونة عالية للتغيير والتكييف والتحوير وإضافة أفكار أخرى إليها باستمرار.. ولكننا نعود مرة أخرى ونكرر أهمية تنظيمها في ما نسميه quot;الحل الثقافيquot;.
والفكرة التي نود أن نختم بها هذه الورقة أن وفدَيْ النجف الأشرف والأنبار يقترحان تشكيل لجنة من بين المؤتمرين في هذا المؤتمر الموقر، ومن خارجه، للعمل على إدامة إقامته بصورة دورية، ومتابعة إجراءات الحكومة فيما يتعلق بتوصياته، مع إدامة إثارة النقاش في قضايا المصالحة وتوسيع آفاقها في الإعلام.. ولن يثبط عزيمتنا أيها الأخوة قلة عددنا في هذا المؤتمر النوعيّ، فإن خطوات الإصلاح الصادق الحقيقي دائماً ما يكون أصحابها في البداية قليلين، فرادى، مستوحشين..
والسلام أولاً وأخيراً على العراق، وأهل العراق.
السلام على العراق.. وأهل العراق.

فارس حرام /// د.عادل العبيدي
رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الأشرف /// رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في الأنبار
رئيس وفد مثقفي المحافظة إلى المؤتمر /// رئيس وفد مثقفي المحافظة إلى المؤتمر

د.عبد علي الخفاف (نجف) /// الشاعرة إخلاص الطائي (أنبار)
د.عبد الهادي الفرطوسي (نجف) /// د. نصرة حميد الزبيدي (أنبار)
د.عقيل الفتلي (نجف) /// الشاعر صباح الحلبوسي (أنبار)
د.باقر الكرباسي (نجف) /// الشاعر نامق عبد ذيب (أنبار)
الشاعر مهدي هادي شعلان (نجف) /// الشاعر عبد حمود المرو (أنبار)
القاص أحمد الموسوي (نجف) /// الشاعد مهند المشهداني (أنبار)
الناقد عبد الرضا جبارة (نجف) /// الشاعر احمد أبو العز (أنبار)
الشاعر عبد الله الجنابي (نجف)
الشاعر حسين ناصر (نجف)
الشاعر سيفي المخزومي (نجف).