بغداد: تشتهر ظاهرة سرقة الكتب بين الادباء والمثقفين.. حصرا، ظاهرة.. تحولت عند الكثيرين الى عادة او حالة لا يتوب منها ولا يمكنه الفكاك منها،تظل تلازمه اينما وجد كتبا ومكتبات، فيسيل لعابه وتتحرك في داخله عوالم غامضة تجعل كل الخلايا الحسية تتأهب للانتباه ومن ثم (السطو) على الكتاب المعين، وبلمح البصر يختفي من المشهد او الصورة، وهذه المفاجأة تتحقق لـ (الصوص الادباء) سواء في بيوت الاصدقاء التي يدخلونها زائرين او في المكتبات العامة التي يأتون اليها تحملهم الاشواق للبحث عن الجديد، او معارض الكتاب التي تكون بالنسبة لهم وليمة عامرة في الهواء الطلق ينتقون منها ما ينتقون دون ان يردعهم رادع او يحول دون ان تمتد اياديهم الى الكتب خلسة خوف ما او رهبة من متابعة او مراقبة،اما في شارع المتنبي ببغداد فهو فضاء غير محدود لممارسة هذه العادة او الهواية لدى البعض، فهو (يضطر) احيانا الى (ارتكاب) فعل السرقة رغما عنه،فيسرق ويخبيء ما يسرق بشكل لا ارادي في امكنة تعرفها اصابعه جيدا، وسرعان ما يكون المشهد عاديا فيمضي (السارق) في طريقه متبخترا بانتظار ان تعاود يده تكرار الفعل.
ويؤكد العديد من الادباء ان هذه الظاهرة لم ينج منها احد من الادباء، وهناك من يشدد على انها عالمية من ناحية ان يكون ممارسوها من المثقفين، ويشيرون الى ان هذه السرقة هي مشروعة او ذات فضيلة على الرغم من انها لا يمكن ان تبرر على الرغم من الحاجة اليها، ومشددين على ان لديهم طرقهم الخاصة في السرقة ومستذكرين احداثا من سنوات بعيدة لكنهم اعتذروا عن ذكر اسماء الادباء المشاهير الذين كانوا يمارسون هذه السرقة.
quot;تأميم الكتبquot;:ظاهرة كونية
وإذ اشار لي العديد من الادباء الى الشاعر حسين علي يونس بأنه الاكثر شهرة في هذا المجال، فقد اردت ان ابتديء به فحاول ان يتهرب من الاسئلة لكنه قال باقتضاب: مارستها دائما، ولا اجدها جريرة او مرضا، ربما هي عادة لا اكثر.واضاف: الجميع مارس هذا النوع من السلوك ربما لصعوبة الحصول على الكتاب واقتنائه اعتقد ان هذه العادة تكاد تكون كونية لها ما يبررها وهناك من برع فيها مثلي ومثل عبدالقادر الجنابي في سنوات منفاه الأولى، ويوجد من تجاوزها، وهناك من quot;يحللquot; هذه السرقة!!... وقد سمى الجنابي هذه الظاهرة بـquot;تأميم الكتب... كتسديد لنفقات روح المؤلف في انتاج أعمال أدبيةquot;! ويوضحquot;لكن لكل كاتب أسلوبه في تأميم كتاب.. فهناك كتاب برروا غزواتهم التأميميةعلى أن الضحايا هم رأسماليون كبارquot;!!
اما القاصة عالية طالب فأكدت ان الظاهرة غير مستحبة وغير لائقة ولكن الادباء اللصوص يحللونها، وقالت: الذي اكتشفته ان سراق الكتب هم من الادباء بالذات، والقاريء العادي لا يسرق، فربما ان الاديب يجد طريقة لـ (تحليل) الحالة ويقول انها مشروعة ما دام هي كتاب معرفي، وغالبا ما نجد في اي معرض ان الكتب تختفي ويكون السارق هو واحد من الادباء، وغالبا ما يسرق اخواننا الادباء كتبنا حين يزورننا في بيوتنا او مكاتبنا،والغريب اننا نكتشف بعد خروجهم اختفاء الكتب،فهم لم يستأذنوا في استعارة كتاب معين بل يسرقونه في غفلة منا.
واضافت : حين قلت انهم (يحللون) حالة السرقة، وهي غير مستحبة وغير لائقة، والافضل ان يطلب الكتاب مني فأعطيه اياه او يطلبها من صاحب المكتبة ان ل يكن فعلا لا يملك ثمنها، ولكن سراق الكتب لديهم ثمن شرائها ولكنهم يلتذون بعملية السرقة، واعتقد انها نوع من المرض لا بد ان يتعالج.
وتابعت : عملية السرقة هذه تتم ببساطة، فالاديب (اللص) تراه يتصفح الكتاب، وسرعان ما يختفي الكتاب،يخبئه في مكان ما لا يدل على وجود كتاب، ويغادر بهدوء وكأن شيئا لم يكن، اما في المعارض فقد يفوت على الموجود على بوابة الخروج ان يعد الكتب بشكل دقيق وبانتباه، فهو مجرد ان يرى (وصل الشراء) فيعتبر الكتب كلها مشتراة، وربما هناك من يخبؤها في امكنة من جسمه وربما يجد المفتش في باب الخروج حرجا حين يفتش جسم رجل اشيب او شاب انيق، والوسط الادبي العراقي يعرف احد الادباء الذين يمارس هذه السرقة فأصبحوا يخبؤون الكتب المهمة حينما يزورهم.
معطفي.. خزانة كتب
فيما اشار الناقد خضير الزيدي الى العوز المالي الذي يدفع الى ممارسة هذه السرقة، فقال : سرقة الكتب يمكن اعتبارها جريمة ذات فضيلة واحدة ، ففي زمن السبعينيات وقد الفقر مدقعا في العراق ونحن طلبة في كلية الفنون الجميلة ولكن كان الزاد اليومي المعرفي يواكبنا في كل لحظة، لذلك لا سبيل لمام هذا العوز المادي الا ان نمارس سرقة الكتب، مثلا انا كنت املك معطفا ارتديه خصيصا لعملية سرقة الكتب، ولكن ليست السرقة العادية او السرقة من اجل السرقة فقط، بل من اجل التزود بالمعرفة، لذلك انا اسميها الجريمة الاخلاقية الكبرى ذات الفضيلة الوحيدة، فالكتاب بعد ان اسرقه لا اضع خطا عليه ولا اتلف اي ورقة منه بل انني حين انتهي منه اعيده بالطريقة نفسها التي سرقته فيه حيث اخبأه في معطفي الى المكان نفسه، واستمرت الحالة عندي لمدة خمس سنوات، ومن المواقف الغريبة انني في احدى المرات كنت ع احد الاصدقاء دخلنا الى مكتبة الفلسطيني في شارع السعدون،وهذه المكتبة كانت تأتي بأمهات الكتب، فما وجدت الا ان اسرق كتابا لا زلت اذكر انه الاعمال الكاملة لسعدي يوسف في طبعتها الاولى، ولكن صديقي، القاص المعروف الان، تعرض للمسك لانه كان مراقبا من البائع، فتدخلت في محاولة لاقناع صاحب المكتبة ان صاحبي يحتاج هذا الكتاب لكتابة بحث ولا يملك ثمنه.
واضاف : معطفي.. كان حاضنة لمرجعيتي الثقافية، وربما كانت له فضيلة كبرى بفتح افاق معرفية مهمة لي، لانني لم يكن باستطاعتي شراء كتاب ما بخمسة دنانير في ذلك الوقت، ولكنني، حين لم استطع ان آخذ الكتاب ولا اقول اسرقه، ولكن اخذ الكتاب من مكانه في المكتبة بحيلة شرعية، وكنت اقتطع جزء من (لفة االفلافل) لاشتري الكتاب وربما ابيعه فيما بعد.
quot;سرقة العلم فضيلةquot;
اما الشاعر محمد غازي الاخرس فأكد ان ارتكاب هذه العملية دليل على الهوس بالقراءة، فقال : أعتقد أن هذه الفعالية من أروع الفعاليات وأكثرها جدوى، خصوصا في مرحلة الشباب الحماسية في بلدان يكون فيها المثقفون عادة من شرائح اجتماعية فقيرة. سرقة الكتب دليل على حب الثقافة. كنا نقول حينها مبررين ممارستنا لها أن quot;سرقة العلم فضيلةquot; ونتداول مقولة تنسب لبرنارد شو تقول :quot; غبي من يعير كتابا والأغبى من يستعير كتابا ويعيدهquot;.
واضاف : شخصيا مارست هذه quot;السرقةquot; مرات ومرات لكنني لم أدمن عليها كصديقي الشاعر حسين علي يونس مثلا. أفضل سرقاتي كانت من معرض بغداد الدولي للكتاب، أتصور عام 1988 أو 78، سرقت حينها أكثر من خمسين كتابا بطريقة مبتكرة شاعت حينها، أما المكتبات العامة فلم أفعلها الا في مرات نادرة.
وتابع : ذات يوم راودتني فكرة أن أسرق شيئا من مكتبة شومان في عمان، وفي اللحظة الأخيرة، جبنت وأخرجت الكتابين منquot;عبيquot; وحين أخبرت صديقا بالأمر قال لي ـ أحسنت صنعا بترك الموضوع لانهم يضعون شريحة ألكترونية صغيرة في الكتاب فإذا مررت من الباب دق جرس إنذار يعني أن كتابا اختطف من quot;عراقيquot;!
وختم حديثه بالقول : المهم، أعتقد أن الموضوع طريف وهو دليل قوي على أن الهوس بالقراءة قد يقودك الى ارتكاب quot;المعاصيquot; ومخالفة القوانين.
السرقة الوحيدة المشروعة
اما اخطر مرتكبي هذه الممارسة وهو القاص والروائي شوقي كريم فأكد على ان سرقة الكتب هي السرقة الوحيدة المشروعة لان المعرفة تحتاج الى تضحيات، وقال : ظاهرة سرقة الكتاب سواء كانت من المكتبات الخاصة او المكتبات العامة في بداية ومنتصف السبعينيات كانت مستشرية في الوسط الثقافي العراقي بل وكنا نتفاخر بأننا نسرق مجموعة من الكتب ولدينا مواقف كثيرة لاسماء معروفة في الوسط الثقافي آنذاك وكنا شبابا نحاول ان نزداد من المعرفة ولكن لا نملك اموالا طائلة خاصة وان سعر الكتاب قد ارتفع فجأة وظهرت مجموعة من المطبوعات المستنسخة، لهذا كونا ما شبه (عصابة سرقة الكتاب) من مكتبات، اقدم لهم الاعتذار، وهي مكتبات معروفة في بغداد، واتذكر ان سعد البزاز وقد كان مديرا عاما للدار الوطنية للنشر والتوزيع وقد اقامت معرضا للكتاب في معرض بغداد الدولي، فكلف القاص الراحل محمد شمسي ان يتحدث معنا ان لا نسرق كتابا بشرط ان يقوم بفتح المخازن مباشرة بعد انتهاء المعرض لاعطائنا ما نشاء ن الكتب، ولكننا استطعنا ان نسرق اكثر من 250 كتابا خلال ايام المعرض دون ان يعلم احد كيفية سرقة هذه الكتب وقد كانت علنا وامام رجال التفتيش،وحين وصل الخبر الى سعد البزاز ابتسم وقال : فقط اعلموني كيف سرقتم هذا العدد من الكتب؟ وقد كنا نتسابق في ابتكار اشياء جديدة لسرقة الكتب وخاصة ان هناك كتبا على شكل كراريس صغيرة بسعر 50 فلسا، كنا نشتريها ونزيد على اسعار وصل الشراء لان مفتشي الابواب لا يمكن ان يقرأوا قوائم من 100 او 150 كتابا، فكنا نخرج الكتب بهذه الطريقة.
وأضاف : انا اعتقد ان سرقة الكتب هي السرقة الوحيدة المشروعة لان المعرفة تحتاج الى تضحيات وبما اننا شباب وكنا نريد ان نزداد من المعارف والعلوم فكانت عملية سرقة الكتب بالنسبة لنا فرصة وحيدة.
وتابع : اخر كتاب سرقته كان قبل شهرين من شارع المتنبي وقد وجدت كتابا مهما وهو عن الامام علي بن ابي طالب وربما كانت النسخة الوحيدة،وكنت قد بحثت عنه في كل الامكنة فلم اجده، ولكن حين دخلت الى مكتبة وجدت ان سعره باهض (50 الف دينار /نحو 40 دولارا ) فلم يكن امامي الا ان اغافل صاحب المكتبة وأسرق هذا الكتاب، وانا لديّ طرقي الخاصة بسرقة الكتب، فسرقته لانتج منه مسلسلا تلفزيونيا، ولكنني اعتقد انني سأقوم بتزكية هذا المال، وقد كان الكتاب مصدرا مهما لي اذ انني طلبته من القاهرة ولم اجده وبحثت عنه في الانترنت ولم اجد ايضا.
واستطرد : لديّ امكنة كثيرة لتخبئة الكتاب، فأيام زمان كنا نستخدم المعاطف فنفتح غطاء المعطف (البطانة)، وان كانت هذه اسرار منة!!!، وندخل مجموعة من الكتب، لان المعطف يحتمل اكثر عدد من الكتب، اما سرقاتي ن المكتبات الخاصة فقد تحدث عنها الاخ القاص عبد الستار البيضاني، كنت لا اخرج من بيت ادخله دون ان اسرق منه كتابا او كتابين على الرغم من الحرص الشديد لهؤلاء الذين يراقبونني بشدة الا انني اسرق، ولا استطيع ان اذكر اسماء الادباء الذين مارسوا عملية السرقة لانهم ربما لا يرغبون بذكر اسمائهم، ولكن هناك مقولة لبرنادر شو (غبي من اعطى كتابا وغبي من اعاده) وهذه المقولة تؤكد لنا ان ليس هنالك اديبا في العالم لم يسرق كتابا وان ادعى غير ذلك فهو يستحي ان يبوح بالفكرة، وماركيز العظيم قال انا سارق وإنه واحد ن ابرز سراق الكتب وهناك تولستوي الذي كانت لديه الاموال ولكن لعابه يسيل امام الكتاب فيسرقه.
سرقة الكتاب انتصار للانسان
الى ذلك اشار الناقد محمد يونس الى ان سرقة كتاب هي انتصار للكتاب ذاته، وقال : صراحة.. تعتبر فكرة سرقة الكتاب فكرة ثقافية بالاساس وليست اجتماعية او سرقة تتعرض الى عقوبة قانونية انما هي جزء من بنية الثقافة، والسارق هو مبدع وفنان ولكن الفكرة تنعكس على بعض الشخصيات انها غير مقبولة وانها جزء من لصوصية لا تختلف عن اية لصوصية وان ممارسها غير مقبول اجتماعيا، ولكن في الحقيقة غير ذلك وربما هي السرقة الشرعية الوحيدة، وربما نجد في البنية الثقافية العالمية نجد هناك ادباء كبارا سرقوا، وربما هناك من سرقوا غير الكتب مثل جان جانيه الفرنسي الكبير سرق وحبس ولكنهم لم يعرفوا ان السرقة انتصارا للانسان وليس سرقة من اجل السرقة، فالاديب عندما يسرق كتابا فأنه ينتصر للكتاب، وليس ينتصر لنفسه وهذه قيمة ثقافية مهمة.
واضاف : انا سرقت الكتب واكثر من مرة وفرحت وانا اسرق كتابا لان الكتاب كان في فراغ وانا حررته لاقرأه، وعندي طرق عديدة للسرقة، وانا اعتبر سرقة الكتاب جزء من الثقافة وليس جانبا اجتماعيا.
عادة مستشرية في الوسط الثقافي
اما الشاعر جليل خزعل فقد اكد انها عادة مستشرية في الوسط الثقافي وهناك من يفتخر بها، وقال : لم أسرق ولكن عندما أستعير كتاباً نادراً من صديق عزيز تربطني به صداقة قوية، فإنني ربما لا أعيده له،ومن أطرف المواقف أني استعرت الأعداد الأولى من مجلة مجلتي من صديق طفولتي اسماعيل نوري مسير عندما كنا طلاباً في المرحلة الابتدائية، ولم اعدها له حتى اليوم، ولكما سالني عنها أقول له: لماذا أنت مستعجل؟ لم انته من قراءتها بعد.
واضاف : بالتأكيد لا يمكن تبريرها، ولكنها عادة مستشرية في الوسط الثقافي ويفتخر البعض بمهارته في هذا الجانب. وأذكر مرة في سنوات الحصار كان هناك معرض كتاب دولي في بغداد وكنت بحاجة إلى كتاب معين، ولكنني لم أكن أملك سعره، فما كان من الصديق quot;خالد مطلكquot; الا ان يقدمه لي بعد دقائق وعندما سالته كيف حصلت عليه؟ ضحك وقال بطريقتي الخاصة، فعرفت أنه سرقه من أجلي.

مع شدة غوايتها لم امارسها قط!!
مسك الختام للاراء كان مع القاص عبد الرضا الحميد الذي اكد انه يدين من يمارسها اذ سبق له ان تعرض لهكذا سرقة وقال : في المنظومة الاجتماعية العراقية سميت سرقة الكتب بـ (الاستعارة) تجملا وقد مارسها الكثير من اصدقائي الادباء معي الا انني مع شدة غوايتها لم امارسها قط، ولم يحدث ان استعرت كتابا ولم ارده لصاحبه، ربما يعود هذا الامر لتربيتي المنزلية المحافظة بشدة، لكني كنت شاهدا على الكثير من الاصدقاء وهم يبتكرون فنونا عجيبة في سرقة الكتب من المعارض والمكتبات، حتى بلغ الامر ببعض اصحاب المعارض والمكتبات ان يستنفروا رقباء خاصين عليهم وبالبعض الاخر الاحتساب الى الله.
واضاف : لست ميالا الى سرقة الكتب رغم انها تبدو شرعية لمن عسرت به ذات اليد، بل وأدين بعض الذين صارت سرقة الكتب عندهم ادمانا بمناسبة وبدونها، وقد حدث معي قبل ايام ان اتصل بي شاعر معروف مقيم في استراليا يطلب صفحا عنه ولما استغربت هذا الطلب كشف لي سرقته مني رواية مهمة ذات ليلة في نادي الادباء ببغداد قبل ثلاثين عاما.
وتابع : ومن اطرف ما مر بي انني ذات ليلة فوجئت بحقيبتي تختفي في النادي وبين دفتيها عدد من الكتب وفشلت في العثور عليها، وبعد سنوات زرت بيت فنان تشكيلي صديق فوجدت الحقيبة وعندما سألته عنها قال انه ابتاعها من فلان، وبعد تتبع فلان وفلان وفلان ممن مرت بهم الحقيبة بيعا وشراء توصلت الى السارق الحقيقي وهو اقرب ادباء العراق الي اجتماعيا، وعندما كاشفته بالامر ضحك وبرر الامر بافلاسه ليلتها، وبالطبع لم استعد الحقيبة ولا الكتب حتى الان.