تورينو (إيطاليا): على وقع الحرب الدائرة في أوكرانيا، انطلقت الثلاثاء في مدينة تورينو الإيطالية أولى أمسيات مسابقة "يوروفيجن" الموسيقية الأوروبية، في حدث فني يقدم فسحة احتفال وتضامن في ظل التوترات الجيوسياسية في القارة العجوز.

وبعد مواجهة نصف نهائية أولى مساء الثلاثاء وثانية ستليها الخميس، سيُقلص عدد الدول المتنافسة الأربعين إلى 25 دولة في الأمسية النهائية من المسابقة السبت.

وتستقطب المسابقة سنويا مئتي مليون مشاهد حول العالم، خصوصا بفضل عروضها الموسيقية الحماسية وأزياء المشاركين الغريبة.

ومن بين المتسابقين الأوفر حظا هذا العام الثنائي الإيطالي محمود وبلانكو، والبريطاني سام رايدر، والسويدية كورنيليا جاكوبس، فيما ستحظى فرقة الراب الفولكلورية الأوكرانية "كالوش أوركسترا" على الأقل بتأييد كبير لدى الجمهور، وفق المراهنين.

وقد تأهلت الفرقة الأوكرانية الثلاثاء إلى المرحلة النهائية من المنافسة السبت، لتقترب خطوة إضافية من الفوز مجددا في المسابقة التي فازت بها سنة 2016، بعد عامين من ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من جانب روسيا، مع الفنانة جمالا وأغنيتها بعنوان "1944" التي تروي ترحيل ستالين للتتار.

واستبعد اتحاد البث الأوروبي "اي بي يو" الذي ينظم مسابقة يوروفيجن، روسيا من المنافسة في 25 شباط/فبراير غداة بدء غزو أوكرانيا.

وقد تجمع المشجعون الثلاثاء خارج مجمع بالا أولمبيكو الرياضي في المدينة الواقعة شمال غرب إيطاليا، حيث ابتهجوا بأجواء الصداقة والتضامن التي سادت عاصمة مقاطعة بيمونتي الإيطالية.

وقال ماتياس كورتي، وهو مشجع ألماني يبلغ 30 عاما، لوكالة فرانس برس "تنظيم يوروفيجن هذا العام أمر مذهل، خصوصا في ظل الظروف السائدة في أوروبا"، مؤكدا أن "قيم يوروفيجن هي وحدة أوروبا بالموسيقى".

وترجح مواقع المراهنات الإلكترونية فوز فرقة "أوركسترا كالوش" الأوكرانية بالمسابقة هذا العام مع أغنية الراب "ستيفانيا" الموجهة إلى الأم والتي تمزج موسيقى الهيب هوب والموسيقى الأوكرانية التقليدية. وكانت كُتبت هذه الأغنية قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقد وجدت هذه الأغنية طريقها سريعا إلى قلوب الكثير من الأوكرانيين، بحسب مغنيها أوليه بسيوك الذي حصل مع الفرقة على إذن خاص من حكومة كييف للمشاركة في المسابقة.

رغم استقطابها متابعين من مختلف الأعمار، تقترب "يوروفيجن" أحيانا من حدود الاستفزاز، بما يشمل الاستعراضات اللافتة والملابس الغريبة والرقصات الحماسية.

وتطمح بلدان عدة إلى استعادة أمجادها الغابرة في المسابقة، بينها فرنسا التي لا تزال تبحث عن نصر سادس منذ فوز ماري ميريام في "يوروفيجن" عام 1977. ويمثل البلاد هذه العام فرقة "ألفان وآهيز" التي تدمج الغناء الإلكتروني والموسيقى التقليدية لمنطقة بريتاني الفرنسية مع أغنية ذات منحى نسوي تحمل اسم "فولن" مستوحاة من أسطورة محلية.

أما بالنسبة للفائزين العام الماضي، وهي فرقة مونيسكين الإيطالية، فسيقدمون عرضا في الحفلة النهائية للمسابقة السبت بأغنية "سوبرموديل".

وفي الشهر الماضي في مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا، هتف المغني الرئيسي للفرقة داميانو ديفيد "أوكرانيا حرة" متوجها بشتيمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.