باريس: تصادف سنة 2023 مرور 40 عاماً على أغنيات شكلت محطات مفصلية في مسيرة عدد من االفنانين والفرق، من أبرزها "هوليداي" التي أطلقت مادونا، و"صنداي بلادي صنداي" التي أقحمت "يو2" في النزاع الإيرلندي وحساسياته لكنها حققت لها شعبية واسعة.

ضمّن قائد فرقة "يو2" بونو سيرته الذاتية بعنوان "سورندر" (Surrender)، تحية إلى عازف الدرامز في الفرقة لاري مولين في ما يتعلق بأغنية "صنداي بلادي صنداي".

فبِوَصلَة عزف على الطبول على طريقة الموسيقى العسكرية، تُستهل هذه الأغنية التي تستحضر "الأحد الدامي" الواقع في 30 كانون الثاني/يناير 1972، أحد أسوأ أيام النزاع في ايرلندا الشمالية، عندما أطلق مظليون بريطانيون النار على تحرك احتجاجي سلمي لنشطاء كاثوليك في لندنديري التي يفضّل السكان المحليون أن يسموها ديري إذ يرون في تسمية لندنديري مرادفاً للحكم البريطاني. وأسفر إطلاق النار عن مقتل 13 شخصاً. واعتُبر جريح فارق الحياة لاحقاً، لسبب آخر وفقاً للتحقيق الرسمي، القتيل الرابع عشر في "الأحد الدامي".

وتعرضت الفرقة الايرلندية بسبب هذه الأغنية لتهديدات مصدرها "أناس من طرفَي الانقسام الطائفي"، على قول بونو. لكنّ الأهمّ أن هذه الأغنية الضاربة التي وردت ضمن الألبوم الثالث للفرقة بعنوان "وور" (War)، جعلت "يو2" قادرة على استقطاب جمهور يملأ الملاعب التي كانت تحيي فيها حفلاتها.

في العام 1983 صدر ألبوم بعنوان "مادونا" لمغنية مغمورة تحمل الاسم نفسه، مع أغنية أولى يعنوان "هوليداي". وقال مقدم برنامج "بونوس تراك" الموسيقي على إذاعة "إر تي إل" الفرنسية إريك جان جان لوكالة فرانس برس "رأينا بداية سطوع نجم هذه المغنية ... التي لم نكن نتوقع بروزها". ولاحظ أن "قلة من الناس كانوا يتخيلون ما ستصبح عليه".

وشكلت هذه الأغنية بداية مسيرة مادونا.

وقال المؤلف المشارك لكتاب "60 عاماً من موسيقى البوب" إنها "كانت تملك الطموح، وتعرف ما تريد".

ولاحظ إريك جان جان أن مادونا لم تكن يومها "تفقه أي شيء يتعلق بالإنتاج".

وفي العام 1984، اختارت نايل روجرز، عازف الغيتار في فرقة "شيك" (Chic)، لإنتاج ألبومها الثاني "لايك إيه فيرجين" (Like A Virgin) الذي حقق لها الشهرة العالمية. وكان روجرز الذي لم يتم اختياره عشوائيا، أنتج للتو أغنية "لِتس دانس" (Let's Dance) لديفيد بووي.

وروى روجرز في كتاب "ديفيد بووي: رينبومان" (David Bowie: Rainbowman) لجيروم سولينيي قصة لقائه بووي في إحدى حانات نيويورك، فقال "كان يعول علي لإنتاج صوت يكفل إرضاء أكبر عدد ممكن من الناس".

وأضاف إريك جان جان أن "بووي الذي كان جمهوره ضيقاً، وجد نفسه" من خلال ألبوم "لِتس دانس" وفي مقدّمه الأغنية التي تحمل العنوان نفسه، "في خضمّ نجاح ضخم، فيما لامه المعجبون الأساسيون به لكونه أصبح جماهيرياً".

ولاحظ روجرز أن "لِتس دانس" لم تبدُ له من الأغنيات التي يمكن أن تصبح ضاربة عندما أسمَعَه إياها بووي للمرة الأولى "على الغيتار الصوتي"، لكنّ المغني "كان مقتنعاً بأنها ستكون كذلك".

وخلافاً لبووي، لم تكن فرقة "نيو أوردر" (New Order) التي تشكلت من أعضاء فرقة "جوي ديفيجن" (Joy Division) بعد انتحار قائدها إيان كورتيس، تخطط لدخول لتكون في مقدّم ترتيب الأعمال الأعلى مبيعاً.

فقد أصبحت "بلو مانداي" (Blue Monday)، بنصها الكئيب ومدتها التي تبلغ نحو ثماني دقائق، الأغنية المنفردة على أسطوانة 12 إنشاً الأكثر مبيعاً في التاريخ.

وقال مقدم "بونوس تراك" إريك جان جان إن هذا العمل بدا "أشبه مركبة آتية من الفضاء الخارجي. إنها عبارة عن موسيقى إلكترونية لفرقة روك من الموجة الجديدة الرائجة".

شكلت "إيفريثينغ كاونتس" (Everything Counts) عام 1983 ثورة في مسيرة فرقة "ديبيش مود" (Depeche Mode)، إذ للمرة الأولى اكتفى مغني الفرقة ديف غاهان بتولّي المقاطع، فيما كانت لازمة الأغنية من نصيب العازف المتعدد الآلات مارتن غور.

وأوضح إريك جان جان أن "مارتن غور كان من يؤلف الأغنيات في تلك المرحلة فيما كان ديف غاهان يغنيها".

وأضاف "في هذه الأغنية، اكتشف مارتن غور ما يُعرف بالموسيقى الصناعية الألمانية، وبهذه المقطوعة دخلت الموجة الجديدة مجال السياسة على خلفية انكلترا التاتشرية، وانتقدت السباق من أجل الربح الدائم".