سكوبيي (جمهورية مقدونيا الشمالية): يتردد صدى النغمات على درج المبنى، كما في كل يوم في هذه الشقة الصغيرة في سكوبيي عاصمة مقدونيا الشمالية، فيما يتصاعد صوت الموسيقى مبددا لبرهة الحزن والتمييز.
تجمع مدرسة "روما روك سكول" الأطفال من جميع الأعمار ومن كل الخلفيات لتعليمهم كيفية العزف والغناء والعيش معا في هذا البلد البلقاني الصغير حيث تتعايش الكثير من الأقليات.
يقول ألفين ساليموفسكي، أحد مؤسسي المدرسة التي بدأت العمل عام 2017 "كل شيء مجاني للطلاب. إحدى مهامنا الرئيسية هي كسر الصور النمطية. وأعتقد أن إحدى أكثر الطرق فعالية للقيام بذلك هي من خلال الموسيقى".
مدرسة أقلية غجر الروما
كما يوحي اسمها، تتوجه المدرسة في المقام الأول للأطفال من أقلية غجر الروما، وهم بين الأفقر والأكثر تعرّضاً للوصم السلبي في مقدونيا الشمالية. وبين التمييز الذي يعانون منه، نقص التعليم والوصول إلى الفنون... منذ عام 1966، تخرّج 13 شخصا فقط من غجر الروما من جامعة الموسيقى في سكوبيي، كما قال ساليموفسكي.
وأوضح المؤسس أنه "في هذا الوقت، نعمل مع مجموعات مختلطة تضمّ أطفالا من الروما وآخرين يتحدرون من مقدونيا الشمالية". في المجمل، تستقبل المدرسة حوالى ستين شخصاً يافعاً تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما، يعزفون على آلات موسيقية مختلفة، من الغيتار إلى الدرامز، مرورا بآلات النفخ.
بعد سنوات من العزف، يحرر الطلاب أنفسهم ويبدأون في أداء إبداعاتهم الخاصة والتي تكون أحيانا ممزوجة بتأثيرات الغجر.
المدير الموسيقي لمدرسة الروما لموسيقى الروك نرفوس باجرام (30 عاما) هو عازف الغيتار لدى أحد أشهر فرق الروك في البلاد وتدعى "سموت".
رؤية مشتركة
في الاستوديو حيث تتكدَّس الآلات الموسيقيَّة، يمضي وقته مع الطلبة ويقدم اليهم النصح بشكل يكسر الصورة النمطيَّة لأستاذ موسيقى صارم.
ويقول "نحن نحاول إزالة الحواجز، ونتقاسم رؤية مشتركة: خلق أمر مبهج، شيء يستمر".
لهذه الغاية، يعزف الطلاب سنويا في مهرجانات ويذهبون الى مخيمات ويتبادلون الخبرات مع موسيقيين آخرين.
لم يعد جوليزار قادري البالغ 16 عاما، يتذكر الصداقات الجديدة التي أقامها في المدرسة.
ويقول "نحن نؤلف الأغاني، ونحن هنا من أجل هذا الأمر، الصداقة والموسيقى وتعلم أمور جديدة".
التعليقات