جهود فلسطينية لمنع تلوث مياه الشرب في غزة


بشار دراغمه من رام الله


يثير تلوث مياه الشرب هاجس الفلسطينيين بشكل كبير. وفي هذا السياق أكدت بلدية غزة أنها تبذل جهوداً كبيرة ومستمرة في مجال مراقبة مياه الشرب لضمان سلامة وصولها إلى المواطنين صحية نقية سليمة خالية من التلوث ، وأشار تقرير صادر عن قسم الصحة والوقائية أن القسم يقوم بشكل دوري متواصل بفحص عدد كبير من عينات المياه ، يتم جمعها وفحصها من آبار المياه ، وشبكة المياه ، للتأكد من خلو الطرفين من أية ملوثات تضر بالصحة العامة ،

وذكر التقرير أن مفتشي القسم واصلوا وفي نفس المضمار القيام بأعمال المراقبة والتفتيش على محطات ومحلات توزيع المياه منزوعة الملاح (المفلترة) بالإضافة إلى محطات التحلية وسيارات توزيع المياه الخاصة بتلك المحطات وذلك للوقوف على مدى سلامة تلك المياه ومطابقتها للمواصفات المطلوبة ، وأوضح التقرير أن القسم قام بتزويد آبار المياه بكمية من مادة الكلور بنسبة التركيز المطلوبة وذلك لتطهير مياه الشرب المستخرجة من هذه الآبار ، وتم التأكد من نجاعة عملية الكلورة والتعقيم من خلال فحص عينات من المياه من أماكن متفرقة ، وتم كذلك إجراء عدة فحوصات كيميائية لبعض الآبار في منطقتي الشيخ رضوان والشيخ عجلين لزيادة التأكد والاطمئنان ، من جانب آخر أفاد التقرير أن قسم الصحة الوقائية واصل جهوده لمكافحة القوارض والحشرات من خلال توزيع آلاف الطعوم السامة من خلال مكاتب إدارة الصحة والبيئة المنتشرة في جميع أحياء المدينة ، كما تم التعامل مع عديد الشكاوى المقدمة من قبل مواطنين حول وجود مناطق متفرقة تعتبر بؤر توالد للقوارض خصوصاً في الأسواق والأماكن الصناعية ، وتم القضاء على هذه البؤر وتجري أعمال متابعتها أولاً بأول ،

أيضاً قام القسم في إطار مكافحة الحشرات بعملية مسح لمناطق عديدة للحد من انتشارها خصوصاً الباعوض وتم التخلص من عدد كبير من تجمعات المياه الراكدة داخل المنازل وفي الشوارع والتي تعتبر المرتع الرئيس لتوالد وتواجد هذه الحشرة الضارة الناقلة للعدوى والأمراض ، كما بذل القسم جهوداً كبيرة لمجابهة تواجد دبابير ونمل وصراصير وبراغيش في حيي الرمال الجنوبي وأبراج تل الهوا ، وتم القيام بعملية رش واسعة لمناطق عديدة بالمبيدات الحشرية اللازمة لمكافحة هذه الحشرات ، وأشار التقرير كذلك إلى معالجة القسم لشكاوى عديدة بخصوص وجود مكاره صحية ناتجة عن تربية طيور وأغنام في أماكن سكنية مكتظة.



وضمن فعاليات الورشة تم عرض ملخص للخطة الاستثمارية التنموية وتناغمها مع الرؤية التي صاغتها الورشات السابقة والتوجهات الاستراتيجية التي وضعت لتحقيق هذه الرؤية، خاصة ما انبثق عنه من تدشين لوحدة التعاون المشترك بين البلديات، إضافة إلى بعض الأفكار والمشاريع التنموية المقترحة في مجالات العمل المختلفة كالمجال الاقتصادي والبناء المؤسسي والمجال الاجتماعي والبنية التحتية. وقد عمل المشاركون في مجموعات متخصصة لمراجعة المشاريع المقترحة لإدراجها في رزمة المشاريع التي ستتضمنها الخطة وترتيبها في قائمة حسب الأولويات وتحديد الشركاء المجتمعيين الذين يمكنهم المساهمة في المتابعة والتنفيذ، إضافة إلى اقتراح الجهات التي يمكنها دعم هذه المشاريع.

كما ناقشت الورشة ضمن مجموعات عمل متخصصة مقترحات لأنسب الأشكال الإدارية لمتابعة الخطة المقترحة وترويجها على المستويين الداخلي والخارجي ومتابعتها بمشاركة مجتمعية قائمة على الشراكة والتفاعل وتقاسم الأدوار والمسؤوليات. وقد قامت السيدة أمل المصري، المستشارة الإعلامية للمشروع، بتقديم خطة مقترحة لحملة ترويج تهدف إلى تعميم الرؤية والاستراتيجيات وتعميق وعي المواطنين وانتمائهم والتزامهم اتجاه البلديات، وكذلك الترويج للخطة الاستثمارية التنموية، وقدم المشاركون اقتراحات لإغناء الخطة وصياغة شعار مناسب لهذه الحملة. ومن ثم ناقشت الورشة آليات وأساليب عمل مناسبة للتعاون بين البلديات الثلاث في إطار الخطة التنموية المشتركة. وقدم عضوي الفريق الاستشاري الدكتور خالد الساحلي والأستاذ سليمان الضعيفي مداخلتين حول الجوانب التنفيذية المقترحة للخطة لفتح النقاش في المجموعات من أجل إثراء هذه الجوانب باقتراحات محددة.

وقد عبر السيد أحمد أبو لبن، مدير بلدية رام الله، عن ارتياحه الكبير لسير المشروع، وأكد أن ورشة العمل قد حققت الهدف المرجو منها حيث تم اعتماد خطة التعاون المشترك لبلديات رام الله والبيرة وبيتونيا للمرحلة المقبلة، وأن هذه الورشة كانت بالفعل تتويجا لمشروع تطوير البلديات الذي تم العمل فيه على مدار السنوات الماضية، وقد تميزت هذه الورشة بمشاركة ممثلين عن مؤسسات مجتمعية رئيسية وفاعلة في المنطقة مثل مدراء مصلحة المياه وشركة كهرباء القدس والغرفة التجارية مما عمّق النقاشات وأثراها. أما السيد نبيل عنبتاوي، المدير العام لجمعية إنعاش الأسرة، فقد أشار إلى أن هذه الورشة جاءت استكمالاً للجهود والورشات السابقة وتتويجا للعمل المشترك في مجال تطوير البلديات ويمكن اعتبارها نموذجاً في إرساء روح التعاون المشترك بين البلديات الثلاث في الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبنى التحتية والبناء المؤسسي، وصولاً إلى أمل المواطن في العيش الكريم في مدن مزدهرة وجميلة. واعتبرت السيدة إيمان الخروبي، عضو المجلس البلدي لبلدية بيتونيا، أن هذه الورشة هي إحدى نتائج المرحلة الجديدة في عمل المجالس البلدية بعيداً عن الروتين، وتدل على رغبة البلديات في الاستجابة لطموحات المواطن على قاعدة الانتماء والوحدة ويستجيب للتحديات القائمة.

أما السيد موسى جويّد، مهندس بلدية البيرة ومدير المشروع فيها، فقد رأى في هذه الورشة والورشات السابقة أدوات مهمة للتخطيط واكتساب الخبرة للمشاركين، إضافة إلى مخرجاتها القيّمة وأثرها في تزويد أصحاب القرار بأفكار واقعية ومفيدة لتحويل الخطة إلى واقع وتحقيق أهدافها المرجوة. أما السيد سامي الكيلاني، عضو الفريق الاستشاري من جامعة النجاح الوطنية في مجال المشاركة المجتمعية، فقد أشاد بتجربة العمل في هذا المشروع خاصة ما يتعلق بتفهم أهمية المشاركة المجتمعية في الخطة وإعطائها ما تستحق من اهتمام، وقد تميزت هذه الورشة بأجواء التفاعل والتركيز في النقاش بسبب تجربة معظم المشاركين في المراحل السابقة من المشروع، وأكد على اهتمام جامعة النجاح الوطنية بهذه التجربة التنموية وأبعادها في تفعيل دور الجامعة في المجتمع.