32 مليار دولار ارباح الاتجار بالبشر



محمد الشرقاوي من القاهرة

اصدرت مكتبة الاسكندرية بالقاهرة كتاب الاتجار بالنساء والاطفال مكافحة تجارة الجنس غير المشروعة والذي ترجمته بمعهد دراسات السلام و قام مركز دراسات اللاجئين قسم التنمية الدولية QEH بجامعه أكسفورد بنشر النسخة الأصلية الانجليزيه من هذا الكتاب تحت رعايه حركة سوزان مبارك الدولية للمرآة من اجل السلام و بدعم من مكتبه الإسكندرية ، حيث يعتبر الاتجار بالبشر ثالث اكبر نشاط اجرامى فى العالم بعد تجاره السلاح و المخدرات و هو ايضا اسرعهم نموا، تقدر منظمه العمل الدوليهILO حجم الاتجار بالبشر بمليونى شخص يتمالاتجار بهم عبر الحدود سنويا واغلبهم من النساء او الاطفال كما تقدر ارباح العماله الاجباريه بـ 32 بليون دولار سنويا و تقدر ارباح استغلال النساء و الاطفال جنسيا بـ 28 بليون دولار سنويا .


وان اتفاقيه الامم المتحده لمنع و قمع و معاقبه الاتجار بالبشر و بخاصه النساء و الاطفال و المكمله لاتفاقيه الامم المتحده لمكافحه الجريمه المنظمه عبر الوطنيه(بروتوكول باليرمو) تعرف الاتجار بالبشر كالتالى:quot; يقصد بالاتجار بالبشر تجنيد او نقل او انتقال او ايواء او استقبال افراد عن طريق التهديد او استخدام القوه او صور اخرى للاكراه او الاختطاف او الاحتيال او الخداع او استغلال النفوذ او استغلال نقاط الضعف او منح او تلقى الاموال او الامتيازات للحصول على موافقه شخص له سلطه على شخص اخر بغرض الاستغلال و يشمل الاستغلال كحد ادنى الدعاره او صورا اخرى للاستغلال الجنسى و العماله او الخدمه القسريه و العبوديه او الممارسات الشبيهه بها او الاشغال الشاقه او انتزاع الاعضاء .......quot;


وارجع الكتاب اسباب الاتجار بالبشر عديده و متشابكه يوفر الاتجار بالبشر ارباحا و فيره فى وقت قصير و بتكلفه انشاء بسيطه كما ان مخاطر المقاضاه الجنائيه ضئيله فى معظم الدول تشير الى الارقام العالمية فى 2004 الى 6885 حاله مقاضاه باجمالى 3025 ادانه بالاضافه الى ذلك فالعقوبات اقل بكثير من عقوبه تجاره المخدرات اما فيما يخص الضحايا فاسباب الاتجار بالبشر تشمل الفقر و السياسات المختلفه للدول المستقله و التمييز الجنسى و التفكك الاسرى و العنف و الصراع المسلح و النزوح و الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا و عوامل التوزيع الديموجرافى.

وان الاتجار بالبشر هو انتهاك فاضح لحقوق البشر، و هو شكل عصرى للعبودية و يتجاوز اثره الافراد ليطال العائلات و المجتمعات و الدول ة لهذه التجارة اثر مدمر على الافراد حيث يتعرض ضحاياها لاشكال مختلفه من الايذاء النفسى و العاطفى و البدنى كما يتعرضون للامراض المنقوله جنسيا (مثل الايدز) و يعانون باستمرار من الخوف و التهديد بالعنف ضدهم او ضد عائلاتهن او اقربائهم او اصدقائهم كثيرا كما يباع ضحايا الاتجار بالبشر عده مرات مما يضاعف اشكال العنف التى يتعرضون لها كل مره الى جانب ذلك تستمر معاناة النساء العائدات لوطنهن حيث يوصمن بالعار خاصة اذا ما تم استغلالهن فى تجاره الجنس.


تتخطى الاثار المدمرة للاتجار بالبشر الافراد فهى تؤثر على العائلات و المجتمعات و الدول كذلك ما ان يضرب الاتجار بالبشر بجذوره فى مجتمع ما و يعتبر طريقة مقبوله لكسب المال يبدأ فى الانتشار بشكل تلقائى للاتجار بالبشر تأثير سلبى فهى تقوض محاولات الحكم الرشيد و الديموقراطيه و يؤثر على اقتصاد الدوله كما يؤثر الاتجاتر بالبشر ايضا على سمعه القوات العسكريه و الامنيه بما فيها قوات حفظ السلام فقد اثبتت الدراسات ان تلك القوات تسببت فى زياده الطلب على الدعاره القسريه بشكل كبير فى مناطق الحروب السابقه.


تمثل النساء و الفتيات نسبه مرتفعه من ضحايا الاتجار بالبشر لاسباب عديده منها انتشار العنف و التمييز ضد المرأه عالميا و نقص التعليم الذى يؤدى بدوره لقله فرص العمل المناسبه مما يجعل النساء اكثر عرضه للانخداع بوعود تجار البشر الكاذبه و قله القنوات الشرعيه لهجره العماله غير المدربه و سياسات الهجره المتحيزة للنوع وفقا لتقديرات منظمه العمل الدوليه ILO فان 98% من ضحايا الاستغلال التجارى الاجبارى للجنس هم من النساء و الفتيات و تقدر المنظمه الدوليه للهجره IOM عدد النساء الاتى يعملن بالدعاره من خلال الاتجار بالبشر بـ 500000 امرأه سنويا.


واشار الكتاب الى ان الاطفال فى بعض الاحيان اكثر عرضه للاتجار بالبشر من البالغين و يعد ضعفهم النسبى مقارنه بالبالغين احد اسباب هذه الظاهره و بينما تهم العائلات و المجتمعات باطفالها فانهم قد يصبحون سلعه عندما تعانى العائلات من الفقر الشديد لا تكون لديها بدائل اخرى يقدر صندوق الامم المتحده للطفل UNICEF عدد الاطفال تحت سن 18 المتورطين بالاتجار بالبشر سنويا بغرض العماله الرخيصه و الاستغلال الجنسى بحوالى 1.2 مليون طفل ووفقا لتقديرات وزارة الخارجيه الامريكيه يقع 50% من ضحايا الاتجار بالبشر عبر الحدود الدوليه تحت سن 18.


وتعد النساء اكثر عرضه للاستغلال الجنسى و الاتجار بالبشر اثناء الحرب يعتبر الاعتداء الجنسى على النساء اعتداء على المجتمع بأسره و بالتالى فان الاعتداء الجنسى وسيله لارهاب و تثبيط عزيمه العدو قد تتعرض النساء لمخاطر اكبر بسبب بعض المهام الموكله اليهن مثل جمع الحطب من الغابات و الانتظار فى طوابير الطعام تساهم التشريعات القوميه التى تمنع محاكمه الجرائم التى ارتكبت خلال الحرب او القوانين التى تمنح الحصانه لمرتكبى جرائم الحرب فى اطار اتفاقيات السلام فى انتشار الجرائم الجنسيه اثناء الحرب ينخرط الكثير من الاطفال كذلك فى الصراعات المسلحه عن طريق الاتجار بالبشر حيث يشتركون فى القتال او يتم تجنيدهم ليصبحوا رسلا او جواسيس او حراسا او طهاه او عناصر للخدمات الجنسيه يتم اجبار الاطفال على تقديم الخدمات الجنسيه مقابل الطعام او المأوى او الحصول على اوراق رسميه لهم او لذويهم او تأمين خروجهم من مناطق الحروب ،

ان الاتجار بالبشر بغرض العماله المنزليه يعرض النساء و الفتيات لمخاطر التحرش الجنسى و الاساءة و الاستغلال الى غير ذلك من الاثار المترتبه على الاتجار بالبشر تنخرط اعداد كبيره من النساء و الفتيات فى العماله المنزليه عن طريق الاتجار بالبشر حيث يعانين من ظروف معيشيه سيئه للغايه و يتعرضن للاساءة الجنسيه و قد يتعرضن لصور متعدده من الاستغلال مثل الاستغلال الاقتصادى و غياب الحمايه الاجتماعيه او القانونيه و ظروف العمل القاسيه و الحرمان من حريه الاختلاط بالاخرين و التعرض للايذاء البدنى او العقلى و ظروف المعيشه غير الانسانيه و مخاطر الاستغلال الجنسى يتم ارسال الفتيات للعمل بالمنازل من سن 12 و 14 سنه وفقا لبرنامج منظمه العمل الدوليه الخاص بمكافحة العماله القسريه ILO/IPEC قد يكون الايدز سببا و نتيجه للاتجار بالبشر و الاستغلال الجنسى تكون النساء و الاطفال اكثر عرضه للاتجار بالبشر اذا اصيب احد افراد عائلتهم بالايدز او توفى بسببه كما ان النساء و الفتيات اللائى تم الاتجار بهن لاى غرض عرضه للاصابه بمرض الايدز و عند تورطهم فى هذه التجاره نادرا ما تحصل النساء و الفتيات المصابات بالايدز على الرعايه الصحيه السليمه او صوره من صور الدعم و تعزيز مختلف المبادرات .


وتم انجاز الكثير بالفعل فى سبيل التخلص من ظاهره الاتجار بالبشر و لكننا بحاجة للقيام بالمزيد ان الاتجار بالبشر مشكله عالميه و فى حاجة لحلول عالميه و تتطلب تعاون جميع قطاعات المجتمع لدعم و تعزيز مختلف المبادرات وتم تبنى العديد من الاتفاقيات و الوسائل القانونيه بهدف الغاء الاتجار بالبشر و حمايه الضحايا و دعم التعاون الدولى يزداد وعى الحكومات و المنظمات غير الحكوميه و الافراد بشكل مطرد يجرى الان العمل من خلال العديد من المبادرات حول مستويات مختلفه لمكافحه الاتجار بالبشر و هى تشمل التشريعات الوطنيه و المبادرات الثنائيه و متعدده الاطراف و تعديل الاولويات الوطنيه و دعم الحكم الرشيد و مقاضاة تجار البشر بشكل مكثف.


وعلى الرغم من تلك التطورات الايجابيه تبقى بعض المعوقات و منها غياب المراقبه و التقييم و التشريعات المتضاربه او غير المناسبه و الدول الضعيفه و الاليات القضائيه غير المرغوب فيها و غياب التنسيق بين السلطات و اجراءات مناهضه الاتجار بالبشر و التدريب غير الكافى و البرامج ضيقه الافق و التدخل احادى البعد و الاهداف قصيره المدى و نقص الدراسات و التوثيق.


حيث يلعب القطاع الخاص دورا محوريا فى الغاء الاتجار بالبشر فهو كثيرا ما يملك الموارد و القدره و الخبره الفنيه المطلوبه للاسهام بشكل هائل فى مناهضه الاتجار بالبشر يمكن للفطاع الخاص الاسهام فى الحمله ضد الاتجار بالبشر بطرق متعدده مثل صياغه مواثيق شرف و تدريب العاملين و الشركاء و توعيه صناع القرار و الجمهور و الضحايا و توفير الدعم الفنى و تدريب و توظيف ضحايا الاتجار بالبشر و القيام بدور المراقبين و يمكن تعزيز دور القطاع الخاص عن طريق مطالبه الشركات الخاصه باتباع حد ادنى من المعايير و التعرف على التجاوزات الاجراميه و الابلاغ عنها و توجيه المزيد من الاهتمام نحو المراقبه و الشفافيه و المحاسبيه و توفير حوافز للشركات التى تقوم بتوظيف ضحايا تجار البشر السابقين و تشجيع المسئوليه الاجتماعيه للشركات و اشراك قطاع الاعمال فى وضع التشريعات و صياغه السياسات.