موجات من الجدل لاتزال تكتنف اتفاقية المملكة مع شركة شل
مشروعات الاستكشاف النفطية في الأردن تتأرجح في الميزان

quot;إيلافquot; تنشر أسباب تأجيل اجتماع هيئة شركة مصفاة البترول الأردنية

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحت عنوان quot;الأردن يسعى إلى الحصول على ثروات نفطية من الرواسب الصخريةquot; أعدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية تقريراً مطولاً تحدثت فيه عن المساعي التي تبذلها الآن المملكة الأردنية الهاشمية من أجل مواجهة احتياجاتها الداخلية من النفط، في الوقت الذي لا تزال تقوم فيه باستيراد كميات كبيرة من الخارج. وفي البداية، أشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تميل فيه الثروات النفطية إلى مزاحمة قطاعات الاقتصاد الأخرى عن طريق زيادة أسعار الصرف، وكذلك دور الدخل quot;غير المكتسبquot; الذي توفره تلك الثروات في التشجيع على الاعتمادية بين بعض قطاعات المجتمع، فإن مثل هذه الافتراضات لم تتخط نطاق الأحلام بالنسبة إلى الأردنيين، على حد قول الصحيفة.

واستهلت الصحيفة حديثها بالإشارة إلى ما قاله علاء نصيبة، الرئيس التنفيذي لشركة كان لخدمات النفط الدولية ومقرها العاصمة الأردنية، عمّان، في هذا الصدد، حيث أكد على أن بلاده quot; تقوم باستيراد كل قطرة من النفطquot;. ثم انتقلت الصحيفة سريعاً لتشير إلى أن ذلك الواقع قد يتغير عما قريب، في ظل الاتفاقية التي أبرمتها المملكة في مايو الماضي مع شركة شل الهولندية العملاقة في مجال النفط، من أجل استكشاف وربما في النهاية المطاف استغلال رواسب الصخر الزيتي العميق الموجود في الأردن، الذي يعتبر من بين أضخم الرواسب الصخرية في العالم.
وأشارت الصحيفة كذلك في سياق تقريرها إلى أن هذا الصخر الزيتي هو عبارة عن صخور رسوبية تحتوى على مادة عضوية يُطلق عليها كيروجين، التي تكونت منذ ملايين السنين نتيجة تراكم الحطام والطمي فوق البحيرات وقيعان البحار. وبمجرد أن يتم استخراجها، إما أن تُستخدم تلك الصخور الزيتية بشكل مباشر كوقود لأحد مفاعلات الطاقة، أو أن يتم تجهيزها لإنتاج الزيت الصخري وغيره من المواد الكيماوية. ومن المتوقع ndash; بحسب الصحيفة ndash; ألا تسفر اتفاقية شل التي تشتمل على نفقات أولية قدرها 425 مليون دولار من جانب الشركة عن إنتاج كميات نفطية مجدية من الناحية التجارية قبل أواخر عقد العشرينات من القرن الجاري.

وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن دكتور ماهر حجازين، مدير عام سلطة المصادر الطبيعية الأردنية التي وقعت الاتفاقية مع شل في شهر مايو الماضي، قوله: quot;هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بالقلق حيال تطوير موارد الوقود في الأردن سوف ينظرون إلى الأمر يوم أمس بدلاً من اليوم. لكن هذا أمر طبيعي. وسوف يستغرق مثل هذا (المشروع الضخم) فترة طويلة حتى يؤتي بثمارهquot;. وذلك في الوقت الذي بدأ ينفذ فيه صبر البعض، ومن بينهم عدد من السياسيين، بشأن طول المدة المفترضة للنتائج التي ستتمخض عنها تلك الصفقة التي لا تزال تشهد حالة من الفحص والتدقيق من جانب البرلمان.

وقالت الصحيفة إن الأردن كان عادة ً ما يحصل على النفط بأسعار رخيصة وفي بعض الأحيان دون مقابل من العراق قبل أن تتم الإطاحة بالنظام البعثي في عام 2003. ومنذ ذلك الحين، تزود مجموعة من الدول المنتجة للنفط في منطقة الخليج الأردن باحتياجاته النفطية بشروط ميسرة (لكن لا ترتقي للمزايا نفسها التي كانت تقدمها الصفقات العراقية). وفي عام 2008، بلغت معدلات الاستهلاك الداخلية من النفط في الأردن 108 ألف برميل يومياً. فيما أشارت الصحيفة إلى أنه في حالة استغلال مشروع شل من الناحية التجارية، فإنه قد يعمل على إنتاج 100 ألف برميل إضافي يومياً.

وهنا، قال دكتور حجازين أن جدوى المشروع لن تتأثر باتفاقات استيراد النفط المعمول بها حالياً في الأردن. فالصفقة المبرمة مع شل ndash; كما يُبيِّن - ليست باتفاقية لتقاسم الإنتاج. أما الدولة فستتربح عن طريق الإتاوات والضرائب. من جانبها، ستقوم شركة شل بتدشين أعمالها الكشفية عن النفط في منطقة تبلغ مساحتها 22 ألف كيلو متر مربع في شمال شرق وجنوب البلاد، وهي المنطقة التي تشتمل على ربع طبقات الأحجار النفطية المعروفة في البلاد. وبعدها، ستقتصر أعمال الحفر في منطقة تبلغ مساحتها ألف كيلو متر مربع.
وعن رأيه في تلك الاتفاقية التي أبرمتها المملكة مع شل، قال علاء نصيبة، الرئيس التنفيذي لشركة كان لخدمات النفط الدولية: quot; تعتبر تلك الصفقة فرصة جيدة للأردن. وسيكون هناك حاجة لاستثمارات تبلغ قيمتها ملايين الدولارات من أجل إكمال المشروعquot;. كما وصف نصيبة عملية استخراج الصخر الزيتي بأنها quot;الجيل المقبلquot; من توافر النفط. وفي محور آخر، قالت الصحيفة إن هذا المشروع سيهتم بتسخين طبقات الصخور الزيتية لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أعوام قبل أن يتم إنتاج النفط. ومازالت تخضع التكنولوجيا التي ستستخدم في تلك العملية وهي (عملية التحويل التي تتم في موقع العمل) للاختبار في تجربة بكولورادو في الولايات المتحدة الأميركية. وتقوم تلك الطريقة التكنولوجية باستخراج هيدروكربونات من الصخور الزيتية باستخدام سخانات تحتية. وتقوم عملية التسخين بتحويل المادة العضوية الموجودة في الصخور إلى نفط وغاز هيدروكروني تحت سطح الأرض.

ثم عاود حجازين ليؤكد على عدم وجود ضمانات للنجاح، بينما أعرب عن ثقته بأن يؤول المشروع في النهاية إلى اتخاذ شل قراراً بالمضى قدماً في إنتاج النفط التجاري. في حين قدر نصيبة بأنه ولكي يجد المشروع الأولي الرائد فرصة للاستمرارية، يجب أن تظل أسعار النفط أعلى من 35 دولار للبرميل. لكنه توقع أن تبقي شل مهتمة بالمضي قدماً في أعمالها إذا ما انخفضت الأسعار عن ذلك. على صعيد آخر، تشير الصحيفة إلى أن الأردن يهدف أيضاً إلى استغلال رواسبه من الصخور الزيتية الضحلة، وذلك في الوقت الذي لم يستطع فيه أن يحدد حجازين كمية الطبقات الرسوبية لأنها مازالت تخضع للاستكشاف.
ثم أوضحت الصحيفة في النهاية أن سلطة المصادر الطبيعية الأردنية تأمل في أن تتمكن من إبرام اتفاقية مع شركة quot;إستي إنيرجياquot; الاستونية قبل نهاية العام الجاري، بعدما قامت بالتوقيع على اتفاقات استكشاف مع ستة مجموعات أخرى، من المقرر أن تقدم دراسات الجدوى الخاصة بها في غضون عامين. كما أشارت الصحيفة إلى أن الصفقة التي تم إبرامها مع شل يتم النظر فيها الآن من قِبَل لجنة الطاقة في البرلمان الأردني، حيث لا تزال يثار حولها أموراً عدة، من بينها الصيغة التي تم بموجبها توقيع الاتفاقية، وطول مدة الصفقة، ومشاعر قلق أخرى بخصوص الهيكل الضريبي والتأثير البيئي لما لايزال يُنظر إليها على أنها تكنولوجيا تجريبية. فيما أشار دكتور حجازين من جانبه إلى أن إحالة الاتفاقية إلى تلك اللجنة جعلته يشعر بالتفاؤل عن إمكانية تمريرها عما قريب. وختم في النهاية بقوله: quot;لقد أخذنا ثلاث سنوات في التفاوض على تلك الاتفاقية، التي أراها عادلة ومتوازنة بين الحكومة والشركةquot;.