خالد العبود من دبي: لم يكن القرار الذي أعلنه المصرف المركزي البحريني بوضع اليد على مصرفين تابعين لمجموعتي القصيبي وسعد يوم أمس مفاجئاً للمتابعين وللوسط المالي الخليجي على وجه الخصوص، والذي أشارت إليه quot;إيلافquot; في وقت سابق من خلال متابعتها لهذه القضية التي تعد الأكبر على مستوى العالم من حيث الأرقام الفلكية التي تم الحصول عليها من بنوك عالمية تجاوزت المئة والأربعين بنكاً عالمياً وخليجياً وسعودياً، كان وراءها رجل الاعمال معن الصانع.
وجاء في حيثيات البيان الصادر من مصرف البحرين المركزي quot;أنه فرض سيطرته على بنك أوال المملوك لمجموعة سعد السعودية المتعثرة وعلى المجموعة العالمية المصرفية التي يديرها معن الصانع بصفته العضو المنتدب والمدير التنفيذي لها. وأوضح البنك المركزي أنه تولى السيطرة على بنك أوال، المملوك لمجموعة سعد السعودية، وكذلك على المؤسسة المصرفية العالمية المملوكة لمجموعة أحمد حمد القصيبي وأخوانه.
وبنهاية العام، بلغت أصول المؤسسة المصرفية العالمية 3.8 مليارات دولار، بينما بلغت أصول بنك أوال 7.6 مليارات دولار.
وتجري المجموعتان السعوديتان المتعثرتان عملية إعادة هيكلة لديون هائلة، وتواجهان عدداً من القضايا المرفوعة ضدهما من قبل أطراف مختلفة، بسبب مزاعم عن مخالفات مالية.
معن الصانع.. طيار مقاتل هوى في عالم الأعمال |
وقال الاقتصادي في مركز الخليج للأبحاث في دبي إيكارت ورتز quot;من الواضح أن هذا يعني عدم وجود إدارة كافية للمخاطر في هذين البنكين من قبلquot;.
وتابع quot;في وقت لاحق سيحتاج البنك المركزي وضع لوائح أكثر صرامة، كما يجب أن تتحسن إجراءات إدارة المخاطر لدى البنوكquot;.
ووفقاً لوثائق محكمة، يواجه معن الصانع، رئيس مجموعة سعد، تهماً بسحب حوالى عشرة مليارات دولار من شركة القصيبي العائلية لمصلحة شركته الخاصة. وكانت مجموعة سعد قالت إنها ليست لديها أي أعمال تربطها بمجموعة القصيبي.
ولم يذكر البنك المركزي - الذي أعلن يوم 23 يونيو عن إجراء تحقيق بشأن المؤسسة المصرفية العالمية - سبباً مفصلاً وراء ذلك القرار، وأشار فقط إلى إحدى مواد اللائحة المصرفية الخاصة به.
وشكل قرار المركزي البحريني صدمة لرجال الأعمال السعوديين لانعكاساته الخطرة على سمعة رجال الأعمال السعوديين واقتصادهم الوطني، بعدما كان في منأى عن هذه الشبهات حتى نهاية إبريل الماضي، عندما أعلنت البنوك العالمية انكشافها على مجموعة سعد، وما ترتب عليه من ضرر على مجموعة أحمد حمد القصيبي، لكونها تمتلك الاسم التجاري للمؤسسة المالية للصيرفة، ومقرها الخبر شرق السعودية.
ومن جهتها، رحّبت مجموعة القصيبي السعودية المتعثرة بخطوة السلطات البحرينية للسيطرة على وحدتها المصرفية في البحرين، وعلى وحدة منافسة، باعتبارها خطوة باتجاه حل تعثر ائتماني يتعلق بمليارات الدولارات.
وأوضحت مجموعة أحمد حمد القصيبي وأخوانه أنها تعمل منذأشهر على حل مسائل تتعلق بإعادة هيكلة ديونها، من خلال بيان وزع أمس، وأن وضع وحدتها المالية المؤسسة المصرفية العالمية تحت سيطرة البنك المركزي سيساعدها في ذلك.
وكان المدعي العام في جزرquot; الكايمنquot; قد أعلن في بيان يوم الثلاثاء الماضي عن قرار مماثل بوضع اليد والسيطرة الإدارية على 41 شركة استثمارية مسجلة باسم الملياردير معن الصانع، والحجز على أكثر من تسعة مليارات دولار، ووضعها تحت الحراسة القضائية.
ويقطن الجزيرة حوالى ستة وعشرين ألف نسمة، واللغة السائدة الإنكليزية، ومساحتها ستة وسبعون ميلاً مربعاً، وتتكون جزر كايمن التابعة للتاج البريطاني من جزيرة كايمن الكبرى، وجزيرتين أخريين صغيرتين، وتقع الجزيرة الكبرى على مسافة خمسمائة ميل إلى الجنوب من ميامي، ومائتي ميل غرب جامايكا، ويبلغ طورها عشرين ميلاً وعرضها نحو سبعة أميال.
وكان كريستوفر كولومبوس قد اكشتف هذه الجزر عام 1503 وخضعت للحكم البريطاني عام 1670 وأصبحت المكان المفضل للقراصنة، وخلال فترة قصيرة شهدت جزيرة كايمن الكبرى ازدهاراً كبيراً انعكس في عاصمتها جورج تاون التي أصبحت مركزاً للتجارة، فهي تضم نحو خمسمائة بنك وعشرات الشركات.
التعليقات