الياس توما من براغ: عبّر وزير الصناعة والتجارة التشيكية فلاديمير توشوفسكي عن اهتمام بلاده بتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي مع الدول العربية، مؤكداً أن الدول العربية تمثل سوقاً تقليدية للمنتجات التشيكية منذ فترة الخمسينيات من القرن الماضي، ولذلك فإن المصدرين التشيك يمكن لهم أن يأخذوا بعين الاعتبار أن المنتجات التشيكية معروفة في المنطقة، ويتم تقدير الجودة التي تتمتع بها.
وأضاف في حديث أدلى به لـquot; إيلافquot; في براغ بأن التبادل التجاري بين تشيكيا والدول العربية شهد نمواً في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن قيمة التبادل المشترك بلغت في العام الماضي 2644,4 مليار دولار، الأمر الذي يمثل زيادة بمقدار 11.2 % مقارنة بعام 2007.
وأوضح وزير الصناعة والتجارة التشيكية فلاديمير توشوفسكي أن قيمة الصادرات التشيكية إلى الدول العربية بلغت العام الماضي 2120.8 مليار دولار، مما يعني زيادة بمقدار 17 %، مقارنة بعام 2007. أما قيمة الواردات من الدول العربية فقد كانت 523.7 مليون دولار، مما يعني تراجعاً بمقدار 7.5 %، وبالتالي، فإن ميزان التبادل التجاري يميل إلى مصلحة التشيك بمقدار 1597.1 مليار دولار.
وعلى خلاف الوضع في العام الماضي، فإن المعطيات الجديدة لوزارة الصناعة والتجارة التشيكية تشير، والكلام لا يزال للوزير التشيكي، إلى تراجع في حجم التبادل التجاري بين الطرفين، الأمر الذي أرجعه إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأوضح أن حجم الصادرات التشيكية في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، انخفض إلى الدول العربية، بمقدار 19.2 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين تراجعت الواردات التشيكية من الدول العربية بمقدار 9.2 %.
وأكد أن الانخفاض في حجم التبادل التجاري بين بلاده وبين الدول العربية، التي تقوم بإشاعة الليبرالية في علاقاتها الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي، كان أقل، وبشكل بارز، هذا إذا لم يحدث نمو في حجم التبادل معها.
واعتبر أن الأسواق العربية مثيرة للاهتمام، لكون الإنتاج المحلي في الدول العربية لا يغطي سوى جزء يسير من الاحتياجات الواقعية. كما إن جاذبية الأسواق العربية الضخمة تكمن في تشابه المتطلبات والاحتياجات الأساسية لها، الأمر الذي أرجعه إلى الظروف المناخية والطبيعية في المنطقة المتشابهة تقريباً.
واعتبر الوزير توشوفسكي أن من العوامل التي تجعل الأسواق العربية أكثر جاذبية أيضاً هو أنه لم يتم إلى الآن حل القضايا المتعلقة بالنقل والطاقة ومعالجة مياه الشرب، كما إن الدول العربية عمدت إلى دعم القطاع الخاص، الذي يتصف بالديناميكية وبتوفر الوسائل المالية الخاصة به، وإلى تبنيه فلسفة التعاون مع الدول الصناعية المتقدمة.
ورأى أن وضع المنتجات التشيكية في الأسواق العربية، تحددها عوامل عدة، منها الوجود التقليدي لها في هذه الأسواق، وأن تشيكيا تنتج منتجات تحتاجها الأسواق العربية، وبالتالي فإن الأمر يتوقف في النهاية على الشركات المنتجة، وفيما إذا كانت تنجح في عملية التنافس القائمة، لاسيما وأن الطلبات العربية تتم على منتجات تحظى بالأولوية بالنسبة إليها، مثل طلب منتجات تتعلق بمعالجة مياه الشرب ومياه الصرف الصحي، أي محطات للمعالجة. كما إنها تطلب أجهزة تتعلق بالنقل الحديدي والبري، أي سكك حديدية وأجهزة تنبيه وإنذار وقاطرات وعربات نقل وآلات حفر وآليات آمان وقطع غيار للسيارات الخاصة وسيارات الشحن.
كما إن السوق العربية تطلب أجهزة طاقة ووسائط اتصال ومواد كهربائية ومواد كيماوية حافظة للمواد الغذائية، إضافة إلى طلبها أفراناً ومعامل للحليب ومعامل لمعالجة وحفظ الفواكه والخضار ولصناعة اللحم وإنتاج الجبن وإنتاج زيت الطعام، وأيضاً تقنيات زراعية وتقنيات الكترونية.
ورأى الوزير التشيكي أيضاً أن من المتطلبات العربية قيام تعاون في مجال المصحات، الأمر الذي يتوافر في تشيكيا على نطاق واسع.
التعليقات