دخلت العاصمة السعودية الرياض سوق ناطحات السحاب عام 2000م/1421هـ، بافتتاح برج ومجمع الفيصلية، ليمثل أول ناطحة سحاب في الرياض، بارتفاع 266متراً، ثم تبعه برج المملكة بارتفاع 300 متر، ليشكلا معلمين من معالم العاصمة السعودية، ومع نجاحهما في إثبات جدوى إنشاء ناطحات السحاب تسابقت العديد من الشركات لدخول مضمار السباق.

رضا محمود علي من الرياض: يصل حجم الاستثمار في ناطحات السحاب في السعودية حتى وقت قريب إلى نحو 7 مليارات ريال (1.8) مليار دولار عبر الأبراج الموجودة في الرياض، وهي: برج الفيصلية، وبرج المملكة، وبرج الراجحي التابع لمجلس أعمال الشيخ صالح الراجحي، وبرج شركة الراجحي المصرفية، وبرج الفيصلية (2) ومقر هيئة سوق المال في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.

وشهد هذا المجال طفرة فور السماح ببناء الأبراج الشاهقة، أو ناطحات السحاب في السعودية، وتدفقت الاستثمارات المحلية والإقليمية لهذا النوع من العقارات، التي باتت ضرورة، خاصة وأن التوسع الأفقي بات يشكل هماً للعديد من أصحاب الأعمال، خوفاً من الابتعاد عن الشريط التجاري، ليأتي التوسع الرأسي أو ناطحات السحاب، لتمثل حلاً لهذه المشكلة، وهو ما يقدم تفسيراً لتركزها في منطقة العليا التجارية وسط العاصمة السعودية.

وبعد برج الفيصلية (1) وبرج المملكة، وافقت هيئة تطوير مدينة الرياض على مشروع برج الراجحي، الذي تم الكشف عنه في معرض الرياض التاسع للعقار والتطوير العمراني، وتبلغ مساحة أرض المشروع 62 ألف متر مربع، وهي مملوكة للشيخ صالح الراجحي، ويقوم المصمم الإنكليزي المعروف شركة quot;دبليو إس أتكنزquot; وشركاؤه لما وراء البحار، ومركزه الرئيس في لندن، بمهام التصميم المعماري للمشروع، الذي يبلغ ارتفاعه 350 متراً تقريباً، وتقدر تكلفته بنحو مليار ريال (266 مليون دولار)، ويستغرق تنفيذه ثلاث سنوات.

ويقع المشروع في الشريط التجاري في الرياض، وتحديداً في منطقة العليا بين طريقي الملك فهد، والعليا العام، ويتكون من برج مكتبي، ومكاتب للشخصيات المهمة (VIP) خارج البرج، وسوق تجارية، إلى جانب الخدمات الأخرى من مواقف وحدائق وساحات خارجية.

ويستعد المشروع لدخول موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية بثلاثة أجزاء: أعلى مسجد في العالم، وأطول مصاعد بانورامية مائلة، وأعلى مطعم معلق في العالم، وتم إنجاز مرحلة الفكرة التصميمية، وهي المرحلة الأولى من التصميم.

ومع إعلان مجلس أعمال الشيخ صالح الراجحي عن تفاصيل ناطحة السحاب الثالثة في مدينة الرياض، تسابقت شركات محلية عدة لتقديم طلبات للدخول في قطاع ناطحات السحاب والمباني الشاهقة، في ظل تطورات الطفرة العقارية التي تشهدها السعودية، وخاصة العاصمة الرياض.

وسارعت شركة الخزامى للإدارة quot;وهي شركة مساهمة سعودية مقفلةquot; بالإعلان عن إنشاء ناطحتي سحاب في الرياض، هما أبراج الفيصلية (2) بـتكلفة تقدر بـ 1.6 مليار ريال، تحويان مجمعاً تجارياً ومكاتب مستقلة ذات طبيعة خاصة لكبريات الشركات، وفندقاً ست نجوم، إضافة إلى أسواق تجارية.

وأتمت شركة الخزامى إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية، من خلال مكتب KPMG والمصمم الأميركي هيرب نديل، والتي تتضمن تطوير منطقة المشروع الواقعة شمال مجمع الفيصلية الحالي ما بين طريق الملك فهد وطريق العليا العام، حيث ستنم إزالة المباني الواقعة شمال برج الفيصلية الحالي وهي مبنى الخيرية، ومركز الخزامى، وفندق الخزامى، ليتم إنشاء أبراج الفيصلية 2 على مساحة تقدر بنحو 40 ألف متر مربع.

وكانت هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى إطلاق مشروع الفيصلية (2)، أهمها إضافة مساحات تجارية جديدة قابلة للتأجير، بسبب الإقبال الكبير على مجمع الفيصلية الحالي، والذي حافظ على نسبة إشغال 100 % بالنسبة إلى المكاتب والأسواق، كما أن فندق الفيصلية يحقق نسبة إشغال مرتفعة جداً، ما تسبب في نقص في عدد الغرف المتاحة.

وفي السياق عينه، جاء كشف هيئة السوق المالية عن تصاميم مبنى مقرها الرئيس في مركز الملك عبد الله المالي، والذي يضم 77 طبقة، بارتفاع يصل إلى نحو 400 متر، ويتكون البرج من ثلاث طبقات تحت الأرض، و79 طبقة فوق سطح الأرض، ويبلغ مجموع المساحة المبنية قرابة 185.000 متر مربع، وتتطلع هيئة السوق المالية إلى الانتقال إلى البرج الجديد في أوائل عام 2012.

ويعتبر برج هيئة سوق المال واحداً من أبراج شاهقة عدة سيشهدها مركز الملك عبدالله المالي، ومن بينها السوق المالية السعودية quot;تداولquot; والمؤسسات المالية الأخرى، مثل مجموعة سامبا المالية، ومصرف الإنماء، وبنك الراجحي، وصندوق الاستثمارات العامة.

ويتوقع البعض لمدينة الرياض، وخاصة منطقة العليا، أن تكون مانهاتن السعودية بناطحات سحابها، ولمن لايعرف فإن حي مانهاتن هو الحي الأشهر في نيويورك، وهو عبارة عن جزيرة في وسط المدينة، ويضم أفخم الفنادق والمطاعم والمنازل وأغنى الشركات وأفضلها ومبنى البلدية والعمدة وغيرها من المصالح العامة، كما يضم إمباير ستيت، التي تعد أكبر ناطحة سحاب في الولايات المتحدة، وتتكون من 102 طبقة.