ساعدت أساطيل المساعدات المالية، التي أرسلتها دول العالم الى الأسواق المالية، عقب افلاس مصرف ليمان بروذرز، في تفادي الانجراف الى كارثة مالية عالمية، لم يشهدها التاريخ البشري المعاصر.

برن (سويسرا): كان الخبراء السويسريين يؤكدون بأن الأزمة المالية ما تزال قائمة، جزئياً، بمساعدة جيوش من الأصول السامة، التي تحتفظ بها المصارف، التي تخفي معها مفاجآت، قد تعود بالعالم المالي المتقدم الى ما يشبه العصر الحجري! على الصعيد العالمي، بلغت خسائر المصارف، حول العالم، في السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من 2 تريليون دولار. ما يعادل الناتج المحلي الاجمالي لدولة كبيرة في منطقة اليورو، كما فرنسا. في الحقيقة، فان هذه الأموال تم حرقها في قلب عملية يعتبرها الخبراء، هنا، أكبر عملية انتحارية مالية جنونية في السنوات العشر الأخيرة. ومع أن عدد من المصارف، كما مصرف يو بي اس، بدأ يستعيد أنفاسه تدريجياً، محققاً بالتالي بعض الأرباح، الا أنها جزء كبير منها يبقى خاضع لرقابة خاصة. اذ ان العديد من موازنات المصارف تحتوي على نفايات، على شكل أصول سامة، ينبغي التخلص منها في أسرع وقت ممكن. تتجسد هذه الأصول السامة على شكل أنشطة quot;غير سائلةquot;، ومن ضمنها المنتجات المركبة ومشتقات الأسهم بكافة أنواعها. ما يعني أنه لا يوجد سعر لها، في الأسواق.

في سياق متصل، تشير الخبيرة المصرفية فابيين بافيزي الى أن حوالي 4 في المئة من الأصول المصرفية الأوروبية، أي ما مجموعه 350 بليون يورو، سامة. ومع أن حالة هذه الأصول تحسنت مقارنة بعام 2008، حين بلغ مجموعها حوالي 440 بليون يورو، الا أن ثقلها على الأسواق المالية وموازنات المصارف يشعر به الجميع، حتى المضاربين.

علاوة على ذلك، تتوقف هذه الخبيرة لاعطاء القسم الاقتصادي الايلافي مثلين اثنين. يتعلق الأول بمصرف دكسيا، الفرنسي البلجيكي، الذي يمتلك أنشطة غير سائلة، أي غير قابلة للبيع، لما مجموعه 58 بليون يورو أي حوالي 40 في المئة من قيمة أنشطة هذا المصرف، ككل. أما المثل الثاني فيتعلق بمصرف دويتش بنك الذي يمتلك، بدوره أنشطة غير سائلة، لما مجموعه 60 بليون يورو تقريباً أي حوالي 6 في المئة من القيمة الكلية لأنشطته، حول العالم. بالطبع، فان هذه الأصول السامة بدأت تسبب quot;وجع بطنquot; للمصارف التي تشهد انتعاشاً، اليوم، في أعمالها.

في الوقت الحاضر، تنوه الخبيرة بافيزي بأن معظم هذه الأصول السامة، المتعلقة بالمنتجات المصرفية المركبة ومشتقات الأسهم، التي لم يجري معالجتها بعد، يستوطن في المصارف الكبرى، في أوروبا الشمالية. على صعيد سويسرا، تتوقف هذه الخبيرة لاعطاء مثل محلي، خاص بمصرف كريديه سويس. فالأصول السامة التي كان هذا الأخير يحتضنها، في نهاية العام الماضي، رسا مجموعها على 32 بليون يورو(أي حوالي 8 في المئة من اجمالي أنشطته). وبفضل تنويع استثماراته، تتوقع الخبيرة أن تشكل هذه الأصول، في نهاية العام، 4 في المئة فقط من القيمة الكلية لأنشطة المصرف الدولية.