برلين: أكد اتحاد الصناعة والتجارة الالماني هنا اليوم ان الاقتصاد الالماني الذي يشهد طفرة نمو كبيرة اصبح quot;مسؤولوه من اصحاب الشركات والمدراء يرتعدون خوفا من ندرة المواد الخام والخبراءquot; معتبرا ان ذلك من اكبر التحديات التي تواجه الشركات في الوقت الحاضر.واشار الاتحاد في بيان صحافي انه quot;بينما يشهد الاقتصاد بكافة فروعه ازدهارا ونجاحا كبيرين ويمر سوق العمل بمرحلة ايجابية الا ان هذا الانتعاش الكبير في هذه المجالات يتسبب لاصحاب الشركات بمشاكل جديدة اذ ان اسعار مواد الطاقة تشهد ارتفاعا مستمرا مع ندرة الخبراء الاقتصاديينquot;.
وأوضح استطلاع اشرف عليه الاتحاد ان quot;ان التطورات من حيث الازدهار والانتعاش من جهة وندرة الخبراء وارتفاع الاسعار من جهة اخرى تمهد للشركات خوفا كبيرا ومضطرداquot;.واظهر ان 44 في المئة من الشركات quot;قلقةquot; جراء ارتفاع الاسعار وندر المواد الخام في حين بلغت هذه النسبة مطلع العام الحالي 37 في المئة مضيفا ان 27 في المئة من اصحاب الشركات يعانون ندرة ملموسة في اصحاب الخبرات بالمجالات الصناعية والتجارية والتقنيات اللازمة لها اذ يعتبرون ان النقاط السلبية هذه quot;من اكبر المجازفات والمخاطر التي تهدد الاقتصاد في البلادquot;.وفي السياق ذاته اظهرت نتائج الاستطلاع ان 16 في المئة فقط من الشركات ترى ان نقص الخبراء يشكل خطرا على الاقتصاد.
وتضمنت النتائج ايضا استطلاع معارف جديدة لم تعرف من قبل كانخفاض مستوى خوف اصحاب الشركات من اوضاع قوة الطلب على الصعيدين الداخلي والخارجي او بسبب مصادر التمويل منبهة الى ان الصعوبات الحالية في تأمين المواد الخام والخبراء كانت دائما الشغل الشاغل للشركات منذ فترة طويلة.ولفتت الى قيام الصين خلال الايام والاسابيع الماضية بإثارة quot;زوبعة من الارتباكquot; في القطاعات الاقتصادية والسياسية بسبب اقدامها على تخفيض صادراتها لبعض المواد الخام مثل مادة (لانثان) و(ايروبيوم) و(نيوديم) التي تعتبر ضرورية ومهمة في ميدان الصناعات الراقية والحساسة.
وحذرت من ان تلك الاجراءات التي قامت بها بكين تسببت ايضا في قلق كبير لدى الشركات الالمانية منبهة الى ان اسعار بعض المنتوجات المعدنية الالمانية ارتفعت في هذه الاثناء بمقدار ثلاثة اضعاف عما كانت عليه مطلع العام الحالي وان هذا التوجه مستمر وسيؤدي في نهايته الى غلاء الاسعار المذكورة بنسبة خمسة اضعاف. من جانب اخر اشار البيان الى ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تدخلت أخيرا في النزاع فيما يخص ندرة المواد الخام وارتفاع الاسعار وذلك عندما طالبت الصين بتوضيح آلية تنظيم وترتيب صادراتها فيما يخص المواد الخام المهمة مستقبلا.
واضاف ان كلينتون تعتقد ان بكين تحاول وخلافا للفترة الماضية اعادة التفكير فيما يتعلق بقطاع صادراتها وبالتالي تطبيق اجراءات معقولة بحيث لا تلجأ الى استخدام الصادرات المهمة منها quot;كوسيلة ضغط سياسيةquot;.واوضح ان الغرض من تخفيض صادرات المواد الخام المهمة يكمن في حقيقة ان صعوبات الحصول عليها وارتفاع اسعارها quot;قد تؤدي الى تأخير ووضع عراقيل امام الانتعاش الاقتصادي في البلدان الاخرىquot;.واشار البيان الى ان الانتعاش الاقتصادي في المانيا اصبح يدرك ويلمس بصورة اكثر من السنوات الماضية وعلى وتيرة اسرع متنبئا حسب دراسات المعاهد الاقتصادية بأن يسجل هذا العام نموا نسبته 5ر3 في المئة.
التعليقات