سجلت قوة الفرنك في الشهور الأخيرة رقماً قياسياً جعله يحتل مكانة طليعية في عالم العملات الصعبة.


برن: سجلت قوة الفرنك السويسري، في الشهور الأخيرة، رقماً قياسياً جعله يحتل مكانة طليعية في عالم العملات الصعبة. لا بل يقارن الخبراء الاقتصاديين المحليين قوة الفرنك بمجد المارك الألماني الذي كان العملة الصناعية الممتازة، لدول أوروبا الغربية، والذي كان بدوره ملجأ آمن للمستثمرين الأوروبيين.

وبين العملات الـ16 الصعبة، حول العالم، يلاحظ الخبراء أن الاستثمار في الفرنك السويسري، بمعنى البيع والشراء، يشهد اقبالاً جيداً عليه منذ شهر مايو(أيار) الماضي. وبعد أن تراجعت قيمة الفرنك السويسري 3 في المئة، أمام اليورو، و5 في المئة، أمام الين الياباني، و2 في المئة، أمام الدولار الأميركي، عادت هذه القيمة الى أعلى مستويات لها، منذ بداية العام من جراء التغيرات السياسية المالية التي رزحت الدول الصناعية تحت ثقلها.

في الحقيقة، فان الأسواق المالية، بالاجماع، لعبت دوراً في اقناع المستثمرين باللجوء الى شراء الفرنك السويسري سلاحاً آمناً للمستقبل. بالفعل، ومنذ شهر مايو(أيار) الماضي، قفزت قيمة الفرنك السويسري 10 في المئة أمام الين الياباني و18 في المئة أمام الدولار الأميركي. وهذا ما جعل المستثمرون متهافتون على خوض تجربة جديدة، هي الفرنك السويسري، بدأت تقلق المركزي السويسري.

في سياق متصل، يشير الخبير المالي مارتين رايزر لصحيفة ايلاف الى أن مناورات شراء وبيع الفرنك السويسري، سوية مع عملات أخرى، ساعدت المستثمرون في تحقيق الأرباح التي تراوحت قيمتها وفق المبلغ المُستثمر في هكذا عمليات خاصة بالصرف. في مرحلة ثانية، وضع هؤلاء المستثمرون هذه الارباح في برامج استثمارية أخرى، مرشحة كي تكون عالية المردود، على المدى القصير.

علاوة على ذلك، يشير الخبير رايزر الى أن مواصلة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سياسة الاغراق الكمي، أي اغراق الأسواق بما لا يحصى ولا يعد من الدولارات، قد تدفع المصرف المركزي السويسري الى وضع خطوط حمراء أمام سعر صرف الدولار الأميركي على الفرنك السويسري. ولا يستبعد هذا الخبير أن تخوض سويسرا واليابان تحالفاً استراتيجياً، يرمي الى الرجوع بقوة عملتيهما الى زمن ما قبل الأزمة المالية، لشل الجهود الأميركية التي تهدف الى اضعاف الدولار الأميركي الى ما دون الخطوط الحمراء التي تتمكن الاقتصاديات الدولية من تحملها.

وينوه الخبير رايزر بأن قوة الفرنك السويسري زادت، في الشهر الماضي، لغاية 23 في المئة أمام الدولار الأميركي وارتفعت بصورة طفيفة(3 في المئة) أمام اليورو. اعتماداً على مراجع اقتصادية تاريخية، لا بد من قوة أي عملة، حول العالم، أن تعود لتنخفض، مرة أخرى وفي وقت غير محدد سوقياً. لذلك، لا يستبعد هذا الخبير أن يهاجر المستثمرون من الفرنك السويسري، لو مؤقتاً، في الشتاء القادم.