يُبحر الفرنك السويسري، راهناً، على أعلى مستوياته التاريخية أمام اليورو. فكل يورو يعادل 1.30 فرنك سويسري. على العكس، فان كل فرنك سويسري يعادل 0.77 يورو. لغاية نهاية العام، يتوقع الخبراء الماليين، هنا، أن تصل قيمة الفرنك السويسري الى 0.83 أمام اليورو الواحد!

برن (سويسرا): تقلبات اليورو أمام العملة الوطنية السويسرية تؤثر على مواطني الدول المجاورة، أي النمسا وفرنسا وايطاليا وألمانيا، الذين حصلوا من مصارفهم على قروض عقارية، بالفرنك السويسري! بالطبع، فان هذه القروض ناتجة عن اتفاقيات بين المصارف الأوروبية والسويسرية لتسويق منتجات عقارية تنافسية. كما أن لعنة القروض العقارية، بالفرنك السويسري، تؤثر أكثر على المواطنين الأوروبيين القريبين من الحدود مع سويسرا أين يقصدونها للعمل، نهاراً، قبل عودتهم الى أدراجهم الأوروبية بعد الظهر. ويقدر الخبراء السويسريين عدد هؤلاء العمال بحوالي 200 ألف، وهم يتنقلون يومياً، الى سويسرا، ذهاباً واياباً.

في سياق متصل، يشير أوسكار كارليغ، من مصرف quot;سوندريوquot; الشعبي الى أن الفترة الممتدة بين عامي 1998 و2000 (وفي عام 2005 كذلك) عاشت فقاعة التوقيع على قروض عقارية بالفرنك السويسري. آنذاك، كان الفرق بين بارومتر quot;ليبورquot; (Libor)، حيث يتم تثبيت القروض العقارية بالفرنك السويسري، وبارومتر آخر، هو quot;يوريبورquot; (Euribor)، حيث يعطى سعر لهذه القروض باليورو، كان له منافع، من حيث سعر الفائدة النهائي، على كل من اختار الحصول على قرضه العقاري بالفرنك السويسري.

علاوة على ذلك، لا ينصح الخبير الأوروبيين باختيار برامج قروض عقارية بعملة، تختلف عن اليورو، في حال كان مدخولهم الشهري باليورو. فضلاً عن مخاطر الاصدام بفوائد متغيرة، فان المدخرين قد يتعرضون، مستقبلاً، لمفاجآت غير متوقعة بالنسبة لقيمة اليورو أمام العملات الأخرى.

في العام الأخير، مثلاً، يتوقف الخبير كارليغ للاشارة الى أن قيمة الفرنك السويسري أمام اليورو قفزت 15 في المئة. ما زاد معدل الفائدة الثابتة، على القروض العقارية، 1.75 الى 2 نقطة. في ما يتعلق بالعامل الأوروبي، الذي يعمل بسويسرا ويتقاضى أجره بالفرنك السويسري، فان قرضه العقاري، بالفرنك السويسري، محمي أكثر. كما يتوقف الخبير للتنويه بأن كل من حصل على قرض عقاري، في عام 2000، بقيمة 150 ألف فرنك سويسري تقريباً، يجد نفسه اليوم مجبراً على دفع 13 ألف يورو اضافية، بغض النظر عن الفائدة الثابتة، من جراء تعزيز الفرنك السويسري لقوته أمام اليورو!