يؤمن السويسريون بأن شراء هدايا عيد الميلاد ورأس السنة، للأهل والأقارب والأصدقاء، عيد مقدس بحد ذاته لا يمكن ربطه بأي أزمة، مهما كانت. وتؤكد سويسرا للأوروبيين أن قوة مواطنيها الإستهلاكية لا سيما تحت سقف الأعياد الرسمية ما زالت صامدة في المكانة الأولى.


برن (سويسرا): لم تلق الأزمة المالية العالمية غضبها على العادات السويسرية الميلادية، متعددة التفرعات، كما يحصل اليوم مع العديد من الأسر الأوروبية. علاوة على التخطيط لقضاء حوالي 15 يوماً، في المناطق السياحية أو في الخارج، على غرار ما يفعله مديرو المصارف والمؤسسات، يؤمن السويسريون بأن شراء هدايا عيد الميلاد ورأس السنة، للأهل والأقارب والأصدقاء، عيد مقدس بحد ذاته لا يمكن ربطه بأي أزمة، مهما كانت.

وتؤكد سويسرا للأوروبيين أن قوة مواطنيها الإستهلاكية، لا سيما تحت سقف الأعياد الرسمية، ما زالت صامدة في المكانة الأولى. فالمستهلكون السويسريون يريدون زيادة الإنفاق على شراء الهدايا الميلادية في هذا العام. ما سيعطيهم ثقة بالنفس حيال العام المقبل. في ما يتعلق ببائعي التجزئة فإنهم يتوقعون إقبالاً كبيراً في الأيام القليلة المقبلة لشراء الملابس وكل الإحتياجات، المنزلية والمهنية، والحلويات، خصوصاً الشوكولاته السويسرية اللذيذة.

على صعيد خرائط الإستهلاك الميلادية، يشير بيتر هوخبيرغ، من شركة quot;ارنست آند يونغquot; للإستشارات إلى أن كل أسرة هنا ستنفق حوالي 50 فرنك سويسري أكثر، مقارنة بالعام الفائت، ليرسو بالتالي إنفاقها على الهدايا، على 300 فرنك سويسري تقريباً. بالنسبة إلى المستهلكين الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و45 عاماً فإن حركة الإنفاق الميلادية ستقفز 18 % مقارنة بعام 2009. ما يعني، وفق تقدير هذا الخبير، أن أي شخص ينتمي إلى هذه الشريحة الإستهلاكية سينفق، العام، نحو 70 فرنك سويسري أكثر.

ويعزو الخبير هوخبيرغ الإنفاق المتزايد على الهدايا الميلادية إلى توافر الجو الإستهلاكي المناسب حالياً في البلاد. ويتعلق هذا الجو الإستهلاكي الممتاز، بتقلص نسبة العاطلين عن العمل، من جهة، وزيادة الدخل الشهري للموظفين، من جهة أخرى.

كما إن توقعات خبراء المال والإقتصاد المحليين حول تمكن سويسرا في العام المقبل، من تطوير مركزها التجاري التنافسي الدولي من شأنه بث الأمن والطمأنينة المالية في نفوس السويسريين. لذلك فإن المستهلكين السويسريين لا يبالون بما ينفقونه للمناسبات المهمة.

على صعيد أنواع الهدايا الميلادية، ينوه الخبير هوخبرغ بأن إهداء الكتب يتصدر القائمة، تليه الملابس والمواد الغذائية والحلويات والألعاب (للأطفال) والأقراص المدمجة، الفيديوية والصوتية.