لم تصدق تقويمات أصحاب المكاتب العقارية بأن المنازل في تشيكيا قد وصلت إلى القاع لأن الأسعار واصلت انخفاضها في ظل تراجع القوة الشرائية.


براغ: انخفضت أسعار المنازل التي يعرضها أصحاب المكاتب العقارية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي إلى كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام في 13 أكبر مدينة في تشيكيا بنسبة 8% بمعدل وسطي.

أما في العاصمة براغ فقد بلغت قيمة الانخفاض 11.8 %، مما يعني أن سعر المتر المربع الواحد قيمته الآن 55740 كورونًا، أي ما يساوي 2930 دولار، مما يعني أرخص عما كان عليه في كانون الأول بمقدار 7500 كورون.

وينبّه المتخصصون العقاريون إلى أن تراجع أسعار المنازل في براغ لم يحدث بشكل عمودي، وأن الوضع يختلف من منطقة إلى أخرى، مشيرين مثلاً إلى أن أسعار المنازل في الأبنية المسبقة الصنع التي تقع على أطراف المدينة قد انخفضت بشكل ملموس، وأن الانخفاض كان أحيانًا بمقدار نصف مليون كورون، على خلاف الوضع في البيوت الحجرية، التي تقع في مركز المدينة أو الدوائر القريبة منه، حيث كانت نسبة التراجع في الأسعار أقل أو بقيت على حالها تقريبًا.

ويتوقع أصحاب المكاتب العقارية أن تستمر الأسعار في الانخفاض لاحقًا في براغ على الأقل حتى نيسان (أبريل) المقبل، غير أن هذا الانخفاض لن يتم بشكل راديكالي، وحسب ميلادا كادليتسوفا من معهد المعلومات الإقليمية فإن الانخفاض سيحدث بنسبة قليلة، وسيستمر طوال الربع الأول من هذا العام، ويمكن أن تعود الأسعار بعدها إلى الانتعاش قليلاً.

ويعود السبب الرئيس في تراجع أسعار المنازل إلى انخفاض الطلب عليها نتيجة لتراجع المقدرة الشرائية والخوف من فقدان الأعمال وتراجع اهتمام الناس بأخذ قروض لتمويل عمليات الشراء، فيما يتوقع أن تساهم عمليات بيع البيوت التي قصر أصحابها في تسديد التزاماتهم للمصارف بالمزاد العلني في تخفيض أسعار المنازل.

وقد جرى حتى الآن بيع بيوت بالمزادات العلنية بشكل قسري، أي رغم إرادة أصحابها بالنظر إلى عدم تسديد الأقساط المطلوبة منهم للمصارف على هذه البيوت، قيمتها 807 مليون كورون، الأمر الذي يزيد بخمسة أضعاف عما بيع بهذه الطريقة في عام 2009، فيما يتوقع أن ترتفع قيمة المنازل التي ستباع بهذه الطريقة العام المقبل بمقدار الربع.

ويكون سعر المنازل التي تباع بهذه الطريقة أقل من أسعار السوق وان كانت الميزات التي ترافق بيع هذه المنازل قد تراجعت حسب بعض أصحاب المكاتب العقارية الآن لأن بعض المستثمرين الأجانب بدأوا يهتمون بشراء هذه المنازل بشكل كبير بأسعار مقبولة، حتى يبيعونها لاحقًا بسعر أعلى عندما تتحسن الأوضاع قليلاً.