يشير الخبراء السويسريون إلى أن اليورو قد يضحي العملة الدولية للصين والدول النامية، بغية التخلص من مشاكل الدولار والإقتصاد الأميركي.


برن: يعترف الخبراء السويسريين والأوروبيين أن الأزمة المالية نجحت العام في الضغط بوحشية على صلابة ومصداقية الأسواق المالية العالمية. وكأن الأخيرة مرت بفحص صعب نجت من تداعياته بأعجوبة! مع ذلك، يواصل اليورو ماراتونه ليضحي عملة بارزة في الصفقات التجارية العالمية. من جانبهم ينوه المحللون السويسريون بأن اليورو يستأثر، اليوم، بحوالي 26 في المئة من الاحتياطات المالية العالمية مقارنة ب18 في المئة فقط في عام 2000. بالطبع، فان توطيد دور اليورو، على الساحة المالية الدولية، جاء على حساب الدولار الأميركي الذي تقلصت حصته، داخل هذه الاحتياطات المالية، من 71 الى 65 في المئة.

ويربط الخبراء السويسريين بين احتمال أن يضحي اليورو العملة الدولية للصين وجميع الدول النامية، من جهة، وانتعاش الاقتصاديات الأوروبية بشدة، من جهة أخرى، وذلك من دون الاقتراب من مشاكل الاقتصاد الأميركي وتذبذبات الدولار الأميركي القادمة. ما يعني، كذلك، أن طرح سندات الخزائن الأوروبية، باليورو، سيكون مهمة سهلة ومربحة، في الوقت ذاته.

في سياق متصل، يشير الخبير المالي أندريه برفروا لصحيفة ايلاف الى أن استعمال اليورو، خارج منطقة اليورو، يتفشى بسرعة. فمنذ ولادته، وبفضل الدعم غير المحدود المقدم من المصرف المركزي الأوروبي، حصل اليورو على شهرة quot;العملة الثابتةquot;. ويعزي الخبير برفروا هذه الشهرة الى عاملين اثنين. يتمثل الأول في الاستقرار المالي الذي يعتبر هدف المصرف الأمركزي الأوروبي. أما العامل الثاني فيعود الى ابتعاد المصرف الأوروبي عن الألعاب السياسية.

في ما يتعلق بالاهتمام المفاجيء الذي تبديه الصين حيال أوروبا واستعدادها لمساعدة الدول الأوروبية المتعثرة مالياً، يشير الخبير برفروا الى أن امكانات اليورو، كعملة دولية، هي التي تستقطب اهتمام الصين، أولاً، والدول النامية، ثانياً. وليصبح عملة دولية آمنة، يرى هذا الخبير أن حكومة بكين قد تلعب دوراً في الحفاظ على ثبات اليورو. ما سيساعد المصرف المركزي الأوروبي في التخلص من تهديدات تتعلق بالموازنات العامة السيئة جداً، لدى بعض الدول الأوروبية.

علاوة على ذلك، يعتقد الخبير برفروا أن المضاربات، حول اليورو، ستشتعل مجدداً في العام القادم. بيد أن المساعدات الصينية المطروحة، لانقاذ بعض دول اليورو من الافلاس، ستحول دون أن يخسر اليورو من مكانته الدولية. فالصين تنظر الى اليورو كعملة استراتيجية قد تقدم لها الدعم في الحرب المشتعلة بين اليوان الصيني والدولار الأميركي. ولا يستبعد الخبير أن يضحي اليورو، في الأعوام الثلاثة القادمة، عملة الاحتياط الأولى بالصين التي تسعى الى تعزيز الحركة التجارية مع الخارج. عادة، فان كل من يبيع أم يشتري السلع أو الخدمات، في الأسواق الدولية، يحاول تفادي التعرض للخسائر من جراء العملة المستعملة في عمليات البيع والشراء. ما يعني أن الصين ستستخدم اليورو في هكذا عمليات، في الشهور القادمة، حتى في الأسواق السويسرية!