الجزائر: باتت مجموعة ''تويوتا'' تعاني مشكلات بالجملة في الجزائر، رغم احتلالها صدارة مبيعات السيارات هناك، حيث اعترفت أكبر شركة مصنّعة للسيارات في العالم بإحصاء 488 سيارة في الجزائر تعاني اختلالات، بما ساهم في تنفير السكان المحليين من اقتناء سيارات تويوتا، لكن وكلاء الأخيرة لا يبدون قلقاً، ويتفاءلون بتجاوز هذا المأزق في غضون الفترة القليلة المقبلة.

وخلافاً لما أكدته شركة quot;تويوتا الجزائرquot; قبل أسبوع، من أنّ فرعها المحلي غير معني بقرار سحب سياراتها من السوق لمراجعتها، إلاّ أنّ بيان المديرية العامة للرقابة الاقتصادية وقمع الغش في وزارة التجارة الجزائرية، أتى لينفي ذلك رأساً على عقب، حيث جرى التأكيد على أنّ وكيل تويوتا في الجزائر قد استورد 488 سيارة معنية بالخلل المعلن عنه من طرف المصنّع الياباني.

وأوضح بيان المديرية، الذي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أنّ هذه المركبات المعنية تتوزع على 440 سيارة من طراز quot;أوريسquot;، و44 سيارة من طراز quot;أفنسيسquot;، علاوة على أربع سيارات من طراز quot;راف4quot;، ووفقاً للمصدر نفسه، فقد تم تسويق 309 سيارة من إجمالي المركبات التي استوردها وكيل تويوتا في الجزائر، بينها 303 سيارة من طراز ''أوريس''، و3 من طراز ''أفنسيس''، و3 سيارات من طراز ''راف4quot;، ما فرض حتمية تقرّب ملاّك هذه السيارات من الشركة المعنية للتكفل لإصلاح الخلل المعلن عنه.

وأشار نور الدين حسايم المدير العام لشركة quot;تويوتا الجزائرquot;، إلى أنّ مراجعة السيارات المذكورة بات ضرورياً، بسبب وجود عيوب فنية في دواسات السرعة، لافتاً إلى إطلاق حملة لضمان ومرافقة الزبائن، من أجل استدراك وتصحيح العيوب التي اكتُشفت، إلى جانب تكفّل الشركة أيضاً بتصحيح الاختلالات، علماً أنّ تويوتا باعت 28 ألف سيارة خلال العام 2009.

وتراهن quot;تويوتا الجزائرquot; على تفهم زبائنها للموقف، وهذا ما لمسناه لدى توفيق، وكريم وجمال، الذين أكّدوا لـquot;إيلافquot; تمسكهم بالاستمرار مع تويوتا، رغم quot;زلزالquot; سحب عشرة ملايين سيارة مسوّقة عبر العالم، والضجة التي أثيرت حول نظام المكابح ودوّاسات السرعة، بينما رأى كل من نذير، وعثمان وفوزي أنّ ما حدث يُعدّ بمثابة مساس بسمعة العملاق الياباني، بما أقنعهم بالعدول عن اقتناء سيارات المصنّف الأول في العالم، لتعاظم مخاوفهم من سيناريو سيء.

على النقيض، تمرّ شركة فورد موتورز الجزائر بوضع جيد مختلف لما تشهده الشركة الأميركية في دول أخرى، ويشدّد عمر لعلاوي، مسؤول العلاقات العامة على مستوى المجموعة، على أنّ السيارات المسوّقة محلياً لم تطلها أي شائبة، وهو ما ساعد على بيع أكثر من أربعة آلاف سيارة خلال الفترة السابقة، وأجمع كوكبة من الزبائن، التقت quot;إيلافquot; بهم، على أنّهم لا يبالون بالأنباء المتداولة حول سيارات فورد، متحججين بثقتهم الكبيرة في ما ينتجه هذا المتعامل.

وتتوقع مجموعة فورد الجزائر تنامياً في مبيعاتها، خصوصاً مع الانتكاسة التي مست تويوتا، والمتاعب التي تواجه ماركات أخرى كالعلامة الكورية quot;هيوندايquot;، وquot;نيسانquot;، و''بيجو''، و''رونو''، 'و'فورد''، و''ميستوبيشي'' و''كيا''، بعد إلغاء قروض الاستهلاك ومحدوديّة رواتب غالبيّة الزبائن، بما أدى إلى تحوّل نقاط بيع السيّارات منذ الصيف المنقضي إلى أماكن مهجورة، إثر إحجام 80 % من الزبائن عن اقتناء سيّارات، لعجزهم عن دفع فوري لقيمة المركبات، ما أفرز انخفاض المبيعات ما بين 50 و85 %.

ويرى خبراء ومتعاملون أنّ تراجعات مبيعات سوق السيارات في الجزائر ليست وليدة اللحظة، حيث برزت مباشرة بعد انفجار الأزمة الاقتصاديّة الكونية، بما تسبّب في انخفاض محسوس للمبيعات، بعدما ظلت الجزائر توصف بكونها أكبر سوق في المغرب العربي وشمال أفريقيا.

وأقرّت السلطات الجزائريّة خلال العام الأخير ضريبة جزافية على السيارات الجديدة، تلزم كلّ شخص يريد شراء سيارة بأن يدفع 50 ألف دينار على الأقل بالنسبة إلى السيارات العادية، و120 ألف دينار للسيارات التي تشتغل بمحرك الديزل، كما تمّ آنذاك استحداث ضريبة 1 % على الوكلاء من رقم أعمالهم السنوي، وهو إجراء رآه متخصصون السبب الرئيس في كساد سوق السيارات في البلاد.