الرابع عشر من فبراير/شباط يوم يحتفل به الناس في كل عام بما يسمى بـquot;عيد الحبquot; أو quot;يوم القديس فالنتيينquot;، يوم يعبّر فيه الناس عن مشاعرهم لمن يحبون، وفيه يحرص الأميركيون على شراء الهدايا وتبادل بطاقات المعايدة والخروج لتناول العشاء لقضاء أمتع الأوقات معًا.

واشنطن: حتى الأزمة المالية لم تمنع الأميركيين من الإستعداد لعيد الحب، فقد ازدهرت الأسواق هذا العام كما كل عام في هذا الوقت بالمنتوجات الخاصة بهذا المناسبة، وعادة ما يتم اللجوء إلى عروضات خاصة للمنتجات الخاصة، كالذهب والألماس، كما وتتلوّن المحال والأسواق والمجمعات الكبيرة باللون الأحمر. إضافة إلى تخفيضات هائلة مصاحبة لهذا اليوم، في المنتوجات الأخرى كالشوكولاته والعطور ومستحضرات التجميل وبطاقات المعايدة، كما ويستعد الناس للخروج لقضاء أمتع الأوقات معًا.

والداخل إلى المجمعات التجارية يرى التنافس الكبير بين المحال والمتاجر في جذب المستهلك وطريقة عرض اليافطات الكبرى التي كتب عليها عبارة quot;خصم هائلquot; بمناسبة عيد الحب. وتقول دابي فيلبس، التي تعمل في مديرة متاجر جي سي بيني في ولاية أوكلاهوما، quot;بمناسبة عيد الحب، نلجأ لتنزيلات خاصة، تصل إلى 30% على المنتوجات التي لدينا، خصوصًا الحلي والساعات والألماس، كما نقدم حسومات نسبتها 15% على منتجاتنا الأخرى كالعطور والملابسquot;. أما إسبرانزا ماتياس، وتعمل في متجر غوردنز للذهب والألماس، فتوضح أنه quot;كل عام في هذا الوقت، نعرض خصومات تصل إلى 30 أو 40%، وذلك يعتمد على القطعة المشتراة. ثم تضيف quot;ولكن هذا العام نسبة المبيعات أقل من العام الماضيquot;.

تحريم عيد الحب في السعودية يتسبب بأضرار اقتصادية

إنتعاش في أسواق بيع الهدايا والورود في مصر

عيد الحب في الجزائر.. بعد رمزي وإنفاق محدود

ولا يقتصر الشراء فقط على العطور والألماس في هذا اليوم، بل للشوكلاته وبطاقات المعايدة نصيب أيضًا كل عام. فتؤكد ستيفاني بوبي (33 عامًا)، وتعمل في محال ولجرين، أن quot;المبيعات تأثرت هذا العام، ولكنها أفضل من العام الماضيquot;. مشيرة إلى أنquot; أكثر المبيعات كانت لعلب الشوكولاته، والتي أخذت نصيب الأسد لهذا العام، وبطاقات المعايدة التي لم تتأثر كثيرًا، فالناس عادة ما يشترون بطاقات المعايدة مع كل الهدايا. لذلك قمنا بإنزال كمية هائلة من الشوكولاته وبطاقات المعايدة الخاصة بعيد الحب والهدايا، وقد شملت تخفيضات جيدة 15% كل المنتوجات الخاصة بعيد الحبquot;.

هذا وقد لوحظ أخيرًا تغير سلوكيات الناس حول فكرة الشراء والتحضير لهذا اليوم، كما تستنتج ستيفاني برون (23 عامًا) التي تعمل موظفة في بنك أى بي سي، وتجزم أنّها quot;سوف لن أشترى هذا العام هدية لصديقي، بل سأكتفي بقضاء أمسية جميلة معه في المنزل، بعد دعوته إلى لعشاء جيد داخل المنزل نضيء فيه شمعتينquot;.

أما لوريتا غراينر (49 عامًا)، نائب مدير في أي بي سي بنك، فستخرج وزوجها للعشاء فى مطعم، وقضاء أمسية جميلة، وسيكتفيان بذلك، لأن لديهم مسؤوليات أكبر من أن يصرفا نقودهما على هدايا باهظة الثمنquot;.

وفي استطلاع، كان اتحاد البائعين الوطني أجراه، تبين أن إجمالي نسبة الصرف والشراء للتحضير لعيد الحب هبطت عن العام الماضي، وكان مجموع نسبة المبيعات والصرف لعام 2010 تعادل 14.1 بليون دولار مقابل 14.7 بليون دولار لعام 2009.

كما وجاء معدل الصرف على شراء الهدايا الخاصة كالملابس الشتوية والإكسسوارات ارتفع، في حين أن 35.6% سيقومون بالتحضير لتناول الطعام خارج المنزل مقابل 47% للعام الماضي. أما في ما يخص بطاقات المعايدة فقد أثبت التقرير أن البطاقات ستبقى الأكثر شيوعًا واستخدامًا في أميركا، فقد جاء أن حوالى 55% من الناس سوى يقومون بشراء بطاقات المعايدة، ولو لشخص واحد على الأقل. وعن الحلويات والشوكولاته، فقد بينت نتائج الإستطلاع أن حوالى 47% من المستهلكين في أميركا سيقومون بشراء الحلويات والشيكولاته لمحبيهم، التي تصل مبيعاتها إلى 1 بليون دولار، في حين أن 75% من هذا البليون سيكون فقط عائداً من الشوكولاته.

ولم يقتصر تأثير الأزمة لمالية وارتفاع نسب البطالة على سلوكيات الناس حول الشراء، بل حتى حول اختيار المكان الذي سيتم قضاء وقت ممتع مع من يحبون. فقد لوحظ أخيراً عزوف بعض الناس عن ارتياد المطاعم الفاخرة، واستبدالها بمطاعم أقل درجة، وذلك للتوفير في المصاريف، مع عدم الحرمان من الخروج والتمتع بوقت سعيد.

quot;سوف يقتصر احتفالنا هذا العام أنا وصديقتي على الذهاب لمطعم لتناول العشاء سوياًquot; هذا برنامج جورج دونالد 25 عامًا، ويعمل مراقبًا في أحد المختبرات في جامعة أوكلاهوما المركزية. ثم يضيفquot;اخترنا مطعمًا أسعاره جيدة، وليست مرتفعة، وإن كان أقل درجة فهذا لا يهمquot;.

أما مازن حمود 52 عامًا، والذي يعمل مديرًا لدى مطعم سيزلن، فيقول quot;في هذا الوقت من كل عام، نستعد لإستقبال عدد جيد من الزبائن، مع أن نسبة الزبائن لهذا العام قد قلت حوالى 20% عن العام الماضي، وهذا يعود لإرتفاع نسب البطالة والأزمة المالية العالمية، فتخوف كثير من الناس فقدان وظائفهم، ما ساعد كثيراً في هذا التحولquot;.

رمز عيد الحب هو الورود، التى تحظى بحضور طاغي، فلا يمكن لعيد حب أن يمر هكذا بدون التعبير عن الحب، ولو بوردة. أسعار الورد تقريباً ارتفع قليلاً، إذ يبلغ سعر الورد ما بين 7$ - 20$ بشكل عام، ومنها من وصل سعره إلى أعلى من ذلك. وذلك حسب الطلب والحجم والكمية.

ماريان (30 عاماً) والتي تعمل في ركن الزهور في محل كرست، تلفت إلى أن نسبة المبيعات قلت عن العام الماضي، ولو أنه ما زال هنالك طلب على الزهور، وكثير من الناس اكتفى بشراء وردة واحدةquot;. أما ليليان، التي جاءت لشراء بعض الورود، فسوف تكتفي بشراء الورود لخطيبها، وتحضير العشاء لقضائه معاً احتفالاً بهذا اليوم الحميم.