قد يضطر دائنو مجموعة دبي العالمية إلى قبول تأخّرها في سداد الأموال المستحقة عليها لمدة تصل إلى تسع سنوات، وذكرت مصادر أن وزيرة بريطانية سابقة ومستشارة لمجموعة العشرين موجودة في دبي منذ بضعة أسابيع، ومثّلت دورًا رئيسًا في صياغة اقتراح بشأن ديون مجموعة دبي العالمية.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: قد يضطر دائنو مجموعة دبي العالمية إلى قبول تأخّرها في سداد الأموال المستحقة عليها مدة تصل إلى تسع سنوات، في إشارة إلى أن الركود يمارس ضغوطًا على المقرضين، ليأخذوا ما يمكنهم أن يأخذوه من الاستثمارات المضطربة.

ويتوقع أن تقوم المجموعة، التي فاجأت الأسواق المالية نهاية العام الماضي بطلبها الحصول على مهلة لسداد ديونها، بالإعلان عن تفاصيل خطة إعادة هيكلة ديونها المقدرة بـ 26 مليار دولار خلال أيام، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، التي لفتت إلى أنه من المنتظر أن يتم عرض الخطة على لجنة توجيهية مكونة من نحو عشرة مصارف، من ضمنها ستاندرد تشارترد، واتش اس بي سي، ولويدز، ورويال بنك أوف سكوتلاند.

وتُرجِّح المعلومات أن يضطر الدائنون لقبول واحدة من أكبر عمليات التأخر في السداد على مر التاريخ من جانب الشركة المالكة لأصول، من بينها شركة quot;بي آند أوquot; البريطانية لإدارة المرافئ، ومنتجع تيرنبيري، الذي يعد واحدًا من وجهات الغولف الرائدة في العالم، وسلسلة محال بارنيز لبيع التجزئة في نيويورك، وكذلك مجموعة السيرك الكندية quot;سيرك دو سوليquot;.

ويذكر أحد المقرضين للصحيفة أنه quot;قد يكون ذلك هو أفضل الاقتراحات المتاحة. فقد وافق كثير من الدائنين على الانتظار لبعض الوقت، وقد انتظروا بالفعل لفترة من الوقتquot;. وقد تمتد المفاوضات بين الجانبين أربعة أشهر أخرى، حيث يتوقع أن يطلب الدائنون الحصول على فائدة تُعَوِّض تأخرهم في الحصول على مستحقاتهم في موعدها.

وبعد مرور عامين على تعرضهم لخسائر تقدر بملايين الجنيهات الإسترلينية نتيجة للأزمة الائتمانية التي عصفت بالعالم نهاية العام 2008، فإن البنوك الدائنة قد تكون أقل عدوانية على طاولة المفاوضات، كما أوردت الصحيفة. وتشير الصحيفة في النهاية إلى أنه وبعد أن يتم التوصل لأي اتفاق مع اللجنة التوجيهية، التي تشتمل أيضًا على بنكي الإمارات دبي الوطني وأبوظبي التجاري، سيتعين على المجموعة إقناع 9 دائنين آخرين، يشكّلون ثلث الدين الإجمالي، للتوقيع على الصفقة.

وتراجعت بورصة دبي للجلسة الثانية في ثلاث جلسات الأربعاء، مع انخفاض أحجام التعاملات، فيما يتوخى المستثمرون الحذر قبيل عرض بشأن إعادة هيكلة ديون من دبي العالمية، ومن المتوقع أن تعرض دبي العالمية على الدائنين خطة إعادة هيكلة الديون هذا الأسبوع.

مصادر: مستشارة بريطانية في دبي لصياغة اقتراح الديون
إلى ذلك، ذكرت مصادر الأربعاء أن وزيرة سابقة في الحكومة البريطانية ومستشارة لمجموعة العشرين موجودة في دبي منذ بضعة أسابيع، ومثّلت دورًا رئيسًا في صياغة اقتراح بشأن ديون مجموعة دبي العالمية.

وأوضح أحد المصادر أن الحكومة البريطانية أوفدت شريتي فاديرا إلى دبي، بعدما أثارت بنوك بريطانية -تشكل الجزء الرئيس من لجنة دائنين غير رسمية، تتفاوض مع دبي العالمية بشأن سداد ديون قيمتها 26 مليار دولار- مخاوف بشان العملية. وأكد مصدر ثان وجود فاديرا في دبي، وأيضًا مشاركتها في صياغة اقتراح الديون. وعقدت دبي اجتماعًا مع الدائنين الرئيسين في فندق في دبي الأربعاء.

ومن المتوقع أن تشمل خطة المجموعة المملوكة لحكومة دبي تمديد أجل الديون بفوائد منخفضة أو بدون فوائد والاعتماد بشدة على دعم من أبوظبي. وأثار تقرير في منتصف فبراير شباط بأن الدائنين قد يحصلون على 60 سنتًا فقط مقابل الدولار قلقاً، وهز الأسواق، واعتبر هذا التقرير بمثابة بالون اختبار.

وبقيت فاديرا، وهي مصرفية سابقة، وعملت مستشارة لرئيس الوزراء غوردون براون بعيداً من وسائل الإعلام في دبي، ولم تظهر في مناسبات رسمية. وكانت وزيرة لقطاع العمال في بريطانيا إلى أن أعلن في سبتمبر/ أيلول عن تعيينها مستشارة لرئيس مجموعة الدول العشرين.