القاهرة: تهدد معارضة الحكومة الجزائرية لخطط أوراسكوم تليكوم لبيع وحدتها الجزائرية جازي لمجموعة ام.تي.ان الجنوب أفريقية اتفاقاً أشمل بقيمة تصل إلى تسعة مليارات دولار، وربما تنفر الشركات العالمية الأخرى من الإقبال على هذا الأصل الثمين.

لكن رغبة الرئيس التنفيذي للشركة الجنوب أفريقية في إبرام اتفاق أخير قبل التنحي، وشعور أوراسكوم تليكوم بالإحباط من الجزائر، ربما يدفعان الطرفين نحو حل، حتى إذا استغرق ذلك وقتاً. وتشير أحدث إحصاءات ام.تي.ان التي نشرتها اليوم الخميس إلى أن شراء الشركة لأوراسكوم تليكوم بالكامل من شأنه أن يشكل ثالث أكبر شركة لخدمات الهاتف المحمول في العالم، رغم أنه من المستبعد نقل ملكية بعض أصول أوراسكوم تليكوم.

وتعارض الجزائر بيع أوراسكوم لام.تي.ان، وتصر على أن لها حق الشفعة في أي بيع، في خطوة يمكن أن تؤدي إلى تأميم جازي في غياب بديل آخر. وقال مايك ميلر مدير البحوث لدى نعيم للوساطة في الأوراق المالية في القاهرة quot;إذا نفذت الجزائر تلك التهديدات، فسيشكل ذلك خطراً كبيرًا على أوراسكوم تليكوم. إذ سيتركها دون مشتر تجاري لجازي، والمنافس الوحيد المتبقي هو كيان مرتبط بحكومة الجزائرquot;.

لكنه أشار إلى أن نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم ربما لا يزال قادراً على إعداد اتفاق عبر شركات قابضة عدة تسيطر على وحدة جازي، للالتفاف على الاعتراضات الجزائرية. أما أرنست كابلان من كابلان أكويتي أناليستس فلا يعتقد أن ام. تي.ان ستتخلى عن الاتفاقquot;، مشيراً إلى أن الشركة تبحث أكثر من شكل من الاتفاقات، وربما تكون مستعدة لاستبعاد العمليات الجزائرية.

وتابع يقول quot;ولذلك فربما إذا جرى تعطيل (شراء الوحدة الجزائرية) فربما يتمكنون من شراء بعض الأصول. وهو لن يكون أمراً سيئا في نهاية المطافquot;. وقاد الرئيس التنفيذي للشركة الجنوب أفريقية بوتوما نليكو الشركة لدخول أسواق أعلى من حيث المخاطرة، مثل نيجيريا وإيران وأفغانستان. لكنه فشل في إبرام اتفاقين كبيرين خلال العامين الماضيين، وهو ما يمكن أن يشجعه على الإصرار الآن.

وحاولت ام.تي.ان إبرام تحالف مع بهارتي أيرتل الهندية تبلغ قيمته 24 مليار دولار في العام الماضي، لكن الصفقة فشلت، بسبب معارضة حكومة جنوب أفريقيا. وفي وقت سابق أيضاً فشلت محادثات مع ريليانس كوميونيكيشنز الهندية. وقالت دليلة هيكل المحللة لدى فاروس القابضة إن التغييرات التي أدخلت على قوانين الاستثمار الأجنبي في الجزائر في العامين الماضيين ربما تشكل عقبة، لكنها لا تستعصي على الحل.

وأضافت quot;مهما كانت العقبات التي تظهر الآن فهي لا تعني بالضرورة أن الصفقة فشلت. عادة ما يستغرق اتفاق بهذه الطبيعة وقتاً ويمكن إعادة صياغته مع تغير الموقفquot;. في حين أعلنت الجزائر يوم الأربعاء أن أي اتفاق سيكون ملغياً، وقد يؤدي إلى سحب ترخيص جازي الذي منح لها في 2001.

وقال ساويرس إنه يرغب في مقابلة مسؤولين جزائريين لمناقشة مخاوفهم. وسحب ساويرس أوراسكوم من أنشطة محفوفة بالمخاطر أو غير مربحة في العراق وسوريا واليمن والأردن وساحل العاج وجمهورية الكونجو الديمقراطية ومناطق أخرى.

ومن المحتمل أن توسع شركتا فرانس تليكوم وفودافون عملياتهما الأفريقية بشراء أصول أوراسكوم، لكن كلاً منهم لم تعلن أي خطط لذلك. وقد تدخل شركات إقليمية، مثل مؤسسسة الإمارات للاتصالات quot;اتصالاتquot; التي قالت إنها تدرس السوق الجزائرية.