إقرأ أيضًا |
شهدت مدينة شيكاغو الأميركيَّة على مدى اليومين الماضيين انطلاقة جديدة في مجال التعاون الاقتصادي السعودي - الأميركي، دشّنت في يومها الأوّل بحقيبة استثماريَّة تقدّر قيمتها بحوالى 267 مليار دولار أميركي (تريليون ريال) وتوقيع اتفاقات عرضتها المملكة على المستثمرين الأميركيين، وتوّج في اليوم التالي بتأكيد أهميَّة رفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين، كونهما من الدول المؤثرة والرائدة في وضع حلول للأزمة العالمية التي عصفت بالاقتصاد العالمي أخيرًا.
خاص بإيلاف- رايون تشوت من شيكاغو: في اليوم الثاني لمنتدى فرص الأعمال السعودي ndash; الأميركي الذي انعقد في مدينة شيكاغو الأربعاء والخميس، أكد المشاركون أهمية رفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين.
تفاؤل بالمستقبل
علي النعيمي وزير النفط السعودي |
ولفت الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي في ورقة العمل التي طرحها على المشاركين إلى دور السعودية وأميركا في مواجهة الأزمة العالمية ومساهمتهما في طرح الحلول. وأعرب العساف عن تفاؤله بآفاق تطور المملكة على المدى المتوسط والبعيد في مجال الاستثمار الداخلي والخارجي، وفي مجال تطوير الموارد البشرية والبنى التحتية والخدمات الاجتماعية. وأوضح العسّاف أنَّ المملكة التي تعمل بصورة وثيقة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تثابر على توفير المستلزمات والبنى التحتيَّة الملائمة لخفض الحواجز التي تعترض حريَّة التجارة.
العسّاف الذي يأمل أن تكون المراحل الأخطر من الأزمة الماليَّة العالميَّة قد ولّت، اعتبر أنَّ البلدان المتقدّمة والتي كانت في الماضي بمنأى عن التعرّض للأزمات الماليَّة، باتت اليوم ضحيَّة النظم الاقتصاديَّة التي وضعتها، لافتًا إلى أنَّ الأزمات الماليَّة في الماضي كانت تعصف بالبلدان النامية فقط، أمَّا اليوم، فالمعادلة تغيّرت، وباتت البلدان المتقدّمة عرضة للاهتزاز، وهذا ما أكّدته أزمة الرهن العقاري التي لم تستثنِ بلدًا.
الوحدة النقديَّة ضمانة لاقتصادات الخليج
من جانبه اكد الدكتور عبد الرحمن التويجري، رئيس هيئة سوق المال السعودية، أنَّ مشروع العملة الخليجية الموحدة quot;خطوة كبيرة، وتقع أعباء تنفيذها على عاتق المجلس النقدي والبنك المركزيquot;، لافتًا إلى أنَّ منافع الوحدة النقديَّة ستكون إيجابيَّة وتسهم في الاستقرار الاقتصادي في البلدان الخليجيَّة على المدى البعيد.
وقال التويجري إنَّ تحديات كبيرة تواجه سوق الأسهم السعودي، لافتًا الى أنّ المملكة تسعى الى تطوير النظام المالي عبر اتخاذ خطوات تهدف الى رفع مستوى آداء السوق وتحقيق أعلى نسبة درجات الاستقرار الاستثماري عبر تعزيز المؤسسات الاستثماريَّة الخاصّة والشركات، بغرض اخراج السوق من سيطرة المستثمرين الأفراد ما يخفف من نسبة حصول ازمات مستقبلية.
ولفت التويجري إلى سعي هيئة سوق المال السعوديَّة - وهي الأكبر في المنطقة - للاستفادة من التجارب العالميَّة من خلال وضع سياسة عمل للتعامل الالكتروني وفسح المجال للاستثمارات الأجنبيَّة في السوق السعوديَّة وتعزيز الخبرات عبر تبادل الأفكار مع مؤسسات ماليَّة متخصّصة استكمالاً لانضمام المملكة لعدد من الاتفاقيات والمنظمات العالمية في نفس المجال مما يكفل عالمية السوق ويعطي الضمانات للمستثمر من خارج المملكة.
وزير التجارة والصناعة السعودي عبد الله زينل (الثالث من اليسار- الصف الثاني) ووكيل الوزارة للتجارة الخارجية عبد الله الحمودي (الاول من اليسار) ورئيس مجلس إدارة غرف الرياض للتجارة والصناعة عبد الرحمن الجريسي (الاول من اليمين) مع كبار رجال الأعمال الأميركيين في منتدى فرص الأعمال السعودي الأميركي يوم الأربعاء |
السعودية لن تكون خزّان نفط فقط!
من جانبه، قال عبد الله علي رضا وزير التجارة والصناعة السعودي quot;حضر 250 سعوديا الى شيكاغو للمشاركة في اعمال المنتدى، وهذا يعتبر تقدمًا. فهم واثقون بمستقبل المملكة كما انهم يدركون اهمية العلاقة الاميركية ـ السعوديةquot;. كما أكّد سعي المملكة إلى تطوير دخلها عبر تعزيز قطاع انتاج الطاقة البديلة، وتطوير القطاع الخاص، ومضاعفة الاستثمار الى 75 مليار دولار بحلول عام 2015. أضاف انَّ السعوديَّة تبتعد تدريجيّا عن الصورة النمطيَّة التي لطالما التصقت بها، والمتمثّلة في أنَّها quot;محطّة لتعبئة الوقودquot;، وتتطلّع إلى مستقبل يزخر باقتصاد متعدّد يقوم على تعزيز قطاع الطاقة البديلة ورفع انتاج الطاقة الكهربائية الى 60 ميغاواط ومضاعفة الاستثمارات الداخليَّة في مجال صناعة الألمنيوم.
وتطرق وزير التجارة والصناعة السعودي إلى مشروع تطوير التعليم الذي تعيشه المملكة على مختلف المستويات من التعليم الأساسي إلى الجامعي، وقال quot;نعمل على بناء اقتصاد المعرفة بتطوير نظام التعليم.
المنتدى الذي انعقد في فندق شيراتون تحت مظلّة وزارة التجارة والصناعة السعوديَّة ويعدّ الأكبر تاريخيَّا بين البلدين، يأتي ثمرة لعمل اللجنة الاستراتيجية التي انبثقت عن لقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش |
ووصف عبد الله علي رضا اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر حوار الأديان، بأنَّه quot;تجديد ايجابي، ايمانًا من البلدين في تحقيق مصلحة مشتركة من خلال الاحترام المتبادل والتفاهم في العالمquot;.
قد دشّن المنتدى الذي حضره أكثر من ألف ومئة شخصيَّة من رجال أعمال ومسؤولين حكوميين ومدنيين ومندوبين من كلا البلدين انطلاقة تاريخيَّة في مجال التعاون الاقتصادي بين المملكة العربيّة السعوديَّة والولايات المتحدة الأميركيَّة.
التعليقات