أثينا: شلّ النشاط تقريباً بالكامل في اليونان الأربعاء مجدداً، بسبب إضراب عام، الثالث منذ شباط/فبراير الذي تنظمه النقابات احتجاجاً على إجراءات التقشف التي قررتها الحكومة الاشتراكية مقابل مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.

واعتباراً من منتصف الليل، توقفت وسائل النقل الجوي والبحري وكذلك القطارات. كما يفترض أن يؤدي الإضراب أيضاً إلى إغلاق المدارس والإدارات، بينما تعمل المصارف وكبرى مؤسسات الوظيف العمومي ببطء، في حين تنشط المستشفيات العامة بأدنى عدد من موظفيها. كذلك حرمت البلاد من الأخبار الإذاعية والمتلفزة، نظراً إلى انضمام نقابة الصحافيين إلى الإضراب.

إلا أن وسائل النقل من حافلات ومترو وحافلات كهربائية والترام تعمل في أثينا من الساعة 10:00 (07:00 تغ) حتى 16:00 (13:00 تغ) كي يتمكن المضربون من المشاركة في التجمعات التي دعت إليها كبرى النقابتين، كونفدرالية موظفي القطاع الخاص (مليون منخرط) ونقابة القطاع العام (أديدي، 370 ألف).

وتعمل سيارات الأجرة بشكل طبيعي في أنحاء البلاد كافة. ودعت النقابتان إلى التظاهر قبل الظهر في وسط أثينا. ودعت نقابة quot;باميquot; الموالية للحزب الشيوعي، التي ترفض عادة التظاهر مع النقابات الأخرى، إلى تجمع على حدة.

ودعت اتحادات التجار عناصرها إلى الانضمام إلى الإضراب، لكن المتاجر فتحت بشكل عادي صباح الأربعاء في أثينا وسالونيكي كبرى مدن شمال اليونان. وتعمل وسائل النقل بشكل عادي في سالونيكي.

وقد قامت النقابتان بإضرابين عامين لدى إعلان سلسلة أولى من إجراءات التقشف في 24 شباط/فبراير، و11 آذار/مارس. وبدأ العاملون في الوظيف العمومي الثلاثاء التحرك بتنظيم إضراب في الوظيف العمومي وتظاهرات. لكن التعبئة كانت ضعيفة، ولم تحشد التظاهرات سوى أربعة آلاف شخص في أثينا.

ونجح ناشطو الحزب الشيوعي الثلاثاء في القيام بعملية إعلامية مثيرة، عندما احتلوا لبعض ساعات موقع الأكروبول الأثري الشهير في أثينا، ورفعوا فيه لافتة عملاقة كتب عليها باللغتين اليونانية والانكليزية quot;يا شعوب العالم انتفضوا!quot;.

وتمكن مئتان منهم من الدخول إلى الموقع، مرددين شعارات ورافعين أعلاماً حمراء بدون منع السياح من مواصلة زيارتهم إلى الأكروبول، الذي يعتبر من المواقع الأثرية التي تتلقى أكبر عدد من السياح في العالم.

ولم يستغرب مسؤول يوناني هذه التعبئة، وقال لفرانس برس طالباً عدم كشف هويته quot;في الأول من أيار/مايو كانوا عشرين ألفاً في الشوارع، وهذا العدد ليس كبيراً، إنها الديمقراطيةquot;.