أبوظبي - إيلاف: تسعة من بين كل عشرة مستهلكين في منطقة الخليج ينتظرون من حكوماتهم العمل على الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة، فيما يعتبر أكثر من ثلثي المستهلكين أن ترشيد استخدام الطاقة لا يمثل الحل، وذلك وفقاً لدراسة من قبل أكسنتشر، شركة الإستشارات العالمية.

وقد شمل الاستبيان عينة من المستهلكين في كل من أبوظبي ودبي ومسقط والكويت، الذي أشارت نتائجه إلى أن تسعة من بين كل عشرة مستهلكين يؤيدون تدخلاً حكومياً أكبر في أسواق الطاقة، للوقوف على تحديات هذا القطاع.

المدير التنفيذي لأكسنتشر في الشرق الأوسط عمر بولس

وقد كشفت دراسة أكسنتشر quot;عالم الطاقة الجديدquot; أن 90% من العينة المشمولة في الخليج ترى أنه من بالغ الأهمية لبلدانهم أن تخفف من اعتمادها على الطاقة المولدة عبر الوقود الأحفوري، وعند سؤالهم عن السبب، اعتبر غالبيتهم أن الحد من إنبعاثات الكربون يمثل الدافع وراء ذلك (45% من المستطلعين).

من جهة أخرى، أعطت ثلث العينة الأولوية في ترشيد استخدامات الطاقة كحل للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، بواقع 33 % من العينة مقابل 67% من العينة، التي إعتبرت أن الأولوية هي لمصلحة تطوير موارد للطاقة خفيضة في إنبعاثاتها الكربونية.

من جهته، أكد عمر بولس، المدير التنفيذي لـ أكسنتشر في الشرق الأوسط أنه quot;لا يمكن الوقوف على مسألة التغير المناخي من دون تطوير موارد طاقة نظيفة وتخفيض حجم الإستهلاك في الوقت عينهquot;. وتابع بولوس quot;لكن نتائج دراستنا تشير إلى أن المستهلكين لا يرون في استهلاكٍ أقل للطاقة أولوية، في حين تفصلنا سنوات كثيرة عن تطوير الطاقة البديلة المتجددة وتوفيرها على نطاق واسع، حتى ذلك الحين على الحكومات وشركات الطاقة إيجاد حلول مبتكرة لتغيير عادات المستهلكين وتحسين فاعلية استخدامات الطاقةquot;.

المطالبة بتدخل أكبر للحكومات في أسواق الطاقة
ووفقاً للدراسة، تفوق درجة ثقة المستهلك في منطقة الخليج بشركات الطاقة للوقوف على التحديات المتعلقة بالقطاع أكثر من أي عينة شملها الاستطلاع حول العالم، لكنهم يطالبون بتدخل أقوى من قبل الحكومات في أسواق الطاقة، حيث أبدى 60% ثقتهم بشركات الطاقة لمواجهة تحديات الطاقة المستقبلية وبناءً على التوجيهات الحكومية، وهي النسبة الأعلى من بين 22 بلداً شملها الإستبيان.

وفي الوقت عينه، بلغت نسبة الذين لا يثقون مطلقاً بشركات الطاقة 22%، وهي من أدنى المعدلات عالمياً مقارنة بمعدل عدم ثقة عالمي بلغ 32%. بينما أبدت نسبة 18% المتبقية ثقتها بشركات الطاقة من دون تحفظات.

وعند السؤال عن ضرورة وجود تدخل حكومي أكبر في أسواق الطاقة، أجابت ثلثا العينة، تحديداً 68%، quot;نعم، بكل تأكيدquot;، وهي نسبة تفوق المعدل العالمي البالغ 45%. وتتفق نسبة كبيرة من العينة، 90%، على وجوب تدخل حكومي لكن بدرجات متفاوتة، حيث يرى 64% ضرورة في تحكم الحكومات بأسعار الطاقة، وهو أعلى أشكال التدخل، فيما يتطلع 48% إلى استثمارات حكومية في مجال الطاقة خفيضة الإنبعاثات الكربونية، بينما يفضل 42% دعماً وحوافزاً حكومية لتطوير تقنيات طاقة نظيفة.

التحول نحو الطاقة النووية والمتجددة
ثلثا المستهلكون الخليجيون، وفقاً للعينة، يرون أن الطاقة النووية لا بد أن تكون جزءاً من عملية التحول نحو موارد بديلة ذات إنبعاثات كربونية منخفضة. ويشجع 13% من العينة على أهمية الطاقة النووية كمولد للكهرباء، فيما تطالب 54% من العينة بضرورة رفع مستوى إنتاجية الطاقة النووية والطاقة المتجددة، لتصل بذلك النسبة الكلية المؤيدة لاستخدام الطاقة النووية في الخليج إلى 67%، وهي نسبة تفوق المعدل العالمي، البالغ 50%.

وتشير نتائج الاستبيان إلى أن المستهلكين الخليجيين يعتقدون أن حصة الطاقة المتجددة من حجم الطاقة الكلية المولدة في المستقبل يجب أن تبلغ 28%، من أجل الوقوف على تحديات الطاقة المستقبلية.

وتعقيباً على النتائج، أوضح عمر بولس quot;أن هناك توجهاً كبيراً في المنطقة نحو اقتصاديات خفيضة الانبعاثات الكربونية، لكن الوصول إلى هذا الهدف، وتحديداً في منطقتنا، سيتطلب فترة زمنية طويلة. في حين أن الثقة القوية بجدوى التعاون بين شركات الطاقة والحكومات هو مؤشر على وجود أسس ودعائم لتعزيز هذا التحول المرجوquot;.

منهجية الدراسة
إعتمدت دراسة أكسنتشر، quot;عالم الطاقة الجديد، وجهة المستهلكquot; على استبيان عبر الانترنت شمل 9005 مستهلك في 22 دولة حول العالم باللغات المحلية للمستطلعين خلال نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. وتضمنت العينة 1500 مستهلك من شمال أميركا، و3502 مستهلك من غرب أوروبا، وعلى الأقل 500 مستهلك في كل من أستراليا واليابان والصين والهند كوريا الجنوبية والشرق الأوسط والبرازيل والمكسيك. مثلت العينة شريحة عامة للسكان، آخذةً بعين الاعتبار الفئات العمرية والجنس والمستويات الاجتماعية والاقتصادية، عدا عن العينات من بلدان الاقتصاديات الناشئة، حيث اقتصرت العينة على سكان المدن. وتم جمع البيانات من قبل شركة Gfk NOP.