واشنطن: تحثّ الولايات المتحدة سوريا على فتح أسواقها أمام منتجات شركات الكمبيوتر والبرمجيات الأميركية، لكن المخاوف بشأن القرصنة والقيود على استخدام الانترنت تثني شركات التقنية الأميركية عن الاستثمار هناك.

وقال عضوان في وفد أميركي لرويترز إن مسؤولين تنفيذيين كباراً من خمس شركات تقنية أميركية كبرى، من بينها مايكروسوفت وديل، عبّروا عن مخاوفهم للرئيس السوري بشار الأسد خلال رحلة استمرت خمسة أيام الأسبوع الماضي.

وتتوقع شركات التقنية الأميركية نمو تعداد سكان سوريا إلى المثلين في غضون السنوات السبع المقبلة، وتسعى إلى مخاطبة شريحة الشبان لترويج الأعمال الأميركية وبرنامج واشنطن لحقوق الإنسان. وتمثل المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي مرحلة جديدة في الجهود الدبلوماسية الأميركية، التي تحتل مسألة الرقابة على الانترنت مكانة متنامية على جدول أعمالها، في المحادثات المباشرة مع حكومات أخرى.

وتراقب شركات التقنية الأميركية بعناية تحركات وزارة الخارجية، خاصة بعدما أعلنت شركة غوغل في مارس/ آذار أنها ستنقل مزودات خدمتها في الصين إلى هونغ كونغ، بعد نزاع دبلوماسي مع الصين بشأن الرقابة حظي باهتمام إعلامي واسع. وشارك مسؤولون تنفيذيون كبار من شركة سيسكو سيستمز وفيريساين وسيمانتك كورب أيضاً في الرحلة التي تضمنت لقاءات مع أكاديميين وطلبة وشركات صغيرة ومتوسطة.

وأوضح عضو في الوفد أنهم حاولوا خلال الرحلة تصحيح فهم خاطئ في سوريا عن أن الشركات الأميركية لا يمكنها الاستثمار هناك، بسبب العقوبات الأميركية على التجارة والاستثمار. وذكر العضو أن الوفد أبلغ مسؤولين في دمشق بأن استثناءات لبعض صور التقنية تم إقرارها في عام 2004 في ظل حكومة الرئيس السابق جورج بوش تتيح للشركات بيع منتجاتها لسوريا، مادامت هذه الأدوات لا تستخدم ضد الشعب السوري.

وقال عضو في الوفد إن الشركات أبلغت المسؤولين السوريين بأنها قلقة بشأن الافتقار إلى الالتزام بشأن مكافحة القرصنة وسرقة الملكية الفكرية واستفحال الفساد. وسيسعى الوفد للحصول على تطمينات من الحكومة بأن التقنية لن تستخدم ضد الشعب السوري. وأتعهد المسؤولون السوريون بإقرار بعض القوانين التي تهدف إلى تحسين مناخ الاستثمارات في مجال التقنية هذا العام.

وهذه البعثة لسوريا فريدة في نوعها، لكونها زيارة رفيعة المستوى في ظل علاقة متوترة بين البلدين. لكن العلاقة بينهما تحسنت منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه. وخرجت سوريا من خمس سنوات من العزلة الدبلوماسية مع سعي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي إلى علاقات أوثق مع دمشق، وحثهما على استئناف محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل.

وتأتي هذه الرحلة أيضاً بعد استثناءات، أقرتها واشنطن في مارس، للسماح لشركات التقنية الأميركية بتصدير برامج الدردشة وبرامج التواصل الاجتماعي لإيران والسودان وكوبا، على أمل أن تساعد هذه الخطوة مواطني تلك الدول على التواصل مع العالم الخارجي.