جوبا (السودان): أكدت نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون أفريقيا ضرورة تطوير القطاع الزراعي في جنوب السودان بدلاً من التركيز على قطاع النفط.

وقالت أوبياجيلي إيزيكويزيلي خلال زيارة لجوبا إن الزراعة شكلت دائماً طاقة هائلة في الجنوب المنطقة شبه المستقلة، التي ستصوّت في كانون الثاني/يناير في استفتاء قد يؤدي إلى تقسيم أكبر بلد في أفريقيا.

وصرحت مسؤولة البنك الدولي للصحافيين أن quot;تطوير القطاع الزراعي هو الوسيلة المثلى لمواجهة لعنة الثروات التي يمكن أن تعانيها مناطق مثل جنوب السودانquot;. وأكدت ضرورة quot;وضع برنامج للتطوير الاقتصادي، يتمتع بالمصداقية لخفض الفقر، وهنا يمكن للبنك الدولي أن يقدم الدعمquot;.

يشار إلى أن السودان ثالث دولة مصدرة للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء. وتؤمّن حكومة الجنوب 98 % من وارداتها من عائدات النفط. ويقدر احتياطي النفط في السودان بستة مليارات برميل. ويتركز قسم كبير من الموارد النفطية في جنوب السودان أو على الحدود بين الشمال والجنوب.

ولا يزال جنوب السودان ذو الغالبية المسيحية والأرواحية يضمد جراح عقدين من الحرب مع الشمال ذي الغالبية المسلمة، لأسباب دينية وسياسية واقتصادية. وقد أدت هذه الحرب إلى مقتل مليوني شخص. وتقول الأمم المتحدة إن أربعة ملايين شخص، أي نصف سكان الجنوب، سيتلقون هذا العام مساعدات غذائية.

لكن المسؤولة الدولية، التي كانت وزيرة في الحكومة النيجيرية، والتي ساهمت في إنشاء منظمة الشفافية الدولية quot;ترانسبارينسي انترناشيونالquot; لمكافحة الفساد أملت أن تبني المنطقة مستقبلاً أكثر استقراراً. وقالت إن quot;الإنتاج الزراعي الراهن ضعيف فعلاً مقارنة بما يمكن أن يكون عليهquot;، مؤكدة أن المساعدات الزراعية ينبغي أن تركز على تطوير المزارع الصغيرة والتجارة الزراعية الكبيرة على حد سواء.

وأكدت أن quot;جنوب السودان يختزن كل القدرات لإطلاق استراتيجية تضمن نمو الزراعة، وتتيح له أن يكون مصدراً للمواد الغذائية لا مستورداً لهاquot;. ويعبّر كثيرون من سكان جنوب السودان عن استيائهم لبطء التطوير منذ توقيع اتفاق السلام في 2005 خصوصاً مع غياب خدمات أساسية عن عدد كبير من المناطق.

وأشار وزير مالية جنوب السودان ديفيد دونغ أثوربي، الذي كان يتحدث مع أيزيكويزيلي، إلى أن quot;جنوب السودان بلد فقير، لكنه غني بالإمكانياتquot;. وأضاف quot;سنحتاج المعرفة لتطوير العائدات غير النفطيةquot;. ولا يمكن للسودان الحصول على قروض دولية كبيرة بسبب ديون بقيمة 35 مليار دولار لم تسدد، ويقول جنوبيون إنها أنفقت خلال الحرب الأهلية على التسلح لسحق التمرد الجنوبي.

ويجري الجنوب مفاوضات مع الأعداء السابقين في الشمال بشأن حصته في هذه الديون في حال صوّت السكان للاستقلال في كانون الثاني/يناير. وكانت الجهات المانحة انتقدت بشدة الصندوق، الذي يديره البنك الدولي، مشيرة خصوصاً إلى الإجراءات البيروقراطية، التي تؤدي إلى ضياع الأموال المخصصة لدعم الجنوب. لكن أثوربي أكد أن الحكومة الجنوبية تريد تعزيز تعاملاتها مع الهيئة المالية الدولية.

ودعا البنك الدولي quot;توجيهنا حتى نصل إلى مرحلة ما بعد الاستفتاء، ثم بدء مرحلة جديدة في علاقتنا لتطوير جنوب السودانquot;. وأضاف quot;نتطلع إليهم لمساعدتنا على تحسين حياة شعبناquot;.