يُجمع الخبراء السويسريين على أن الحرب التي تشنها الدول الآسوية على أميركا وأوروبا دخلت مرحلة التفعيل، بالكامل.

برن (سويسرا):ما حصل، في الأسبوع الفائت، عندما قام المصرفين المركزيين، الصيني والياباني، ببيع كميات هائلة من الرنميمبي والين، لقطع قيمتهما السوقية بهدف تعزيز صادراتهما، كان الخطوة التي بدأت تقلق، حتى سويسرا المنضمة quot;سياسياًquot; فقط الى الاتحاد الأوروبي عن طريق اتفاقية شنغن. صحيح أن الفرنك السويسري لم يعان بعد مثلما حصل مع اليورو والدولار الأميركي، اللتين توطدت قيمتهما بصورة مقلقة أمام العملتين الصينية واليابانية. بيد أن خوض أوروبا حرب العملات مع الدول الآسيوية سيجر معه حركة الصادرات السويسرية الى الأسفل!

في سياق متصل، يشير البروفيسور ادوار فيزيتي، في قسم الاقتصاد بجامعة بازل، لصحيفة ايلاف الى أن أداة الدفع العالمية، بين عامي 1921 و1929، كانت الذهب. وخلال نموها الاقتصادي، لجأت الولايات المتحدة الأميركية الى تقوية احتياطاتها، من الذهب، 50 في المئة. في الوقت الحاضر، يحتل الدولار الأميركي ما احتله الذهب، في الماضي، من دور اقتصادي ومالي هام جداً. أما الصين، اليوم، فهي كما الولايات المتحدة الأميركية في عشرينيات القرن الماضي. وفي موازاة نموها الاقتصادي، فان خزن احتياطات مالية، مقدرة ببلايين الدولارت الأميركية، هو الشغل الشاغل لحكومة بكين. وهاهي دول آسيا تتخذ من الصين عبرة لها. فالاحتياطات المالية الضخمة لا تُبنى اليوم في الصين وحدها، انما تشمل هذه الموضة حكومات طوكيو وسول وتايبي.

علاوة على ذلك، ينوه البروفيسور فيزيتي بأن أميركا ستستسلم بصعوبة للهيمنة الاقتصادية الآسيوية على العالم. ويتوقف البروفيسور للاشارة الى أن شركة quot;بتروبراسquot; النفطية البرازيلية زادت قيمة أسهمها، المطروحة للبيع في الأسواق المالية، الى 78 بليون دولار. وهذا أكبر عرض بيع أولي للأسهم في تاريخ البورصات! ويعزي البروفيسور فيزيتي نجاح عرض البيع هذا الى اهتمام، من جانب الصناديق السيادية الآسيوية، ازاء مصادر الطاقة بالبرازيل. بالنسبة للعام، فان الصين أضحت أكبر مستثمرة أجنبية في الاقتصاد البرازيلي. ويبدو أن القارة الأميركية-اللاتينية، التي كانت سابقاً داخل دائرة النفوذ الأميركية استفاقت من غيبوبتها لتدرك أن وجهة الرياح تغيرت جذرياً. ان الأزمة المالية، في عامي 2008 و2009، شلت اقتصاديات الغرب. بيد أن سويسرا، وفق رأي البروفيسور، تمكنت من التصدي لها بنجاح. أما آسيا فهي لم تتأثر بها أبداً. ما ساعدها في تسريع مخططات توغلها في الخارج.