يحتل الأردن المركز الأول عربياً ويصنف على أنه من ضمن أفضل خمس دول في العالم في مجال السياحة العلاجية ولهذا السبب يبذل القطاع الصحي الخاص جهوداً كبيرة للحفاظ على هذا الإنجاز من خلال المحافظة على المرضى الذين يأتون للعلاج في المملكة.


عمّان: كشف رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور عوني البشير عن خطة لترويج الأردن كمقصد رئيس للسياحة العلاجية عالمياً، وقال البشير في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; إن العام الماضي شهد زيادة في نسبة المرضى الذين يأتون للعلاج في الأردن بنسبة 10% عن العام الذي سبقه كما أشارت الإحصاءات في التسعة أشهر الأولى من عام 2010.

هل تسلطون الضوء على أعداد المرضى العرب والأجانب الذين إختاروا الأردن لتلقي العلاج وتوقعاتكم للعام الحالي 2011؟ وما هي أبرز الجنسيات التي يستقطبها الأردن سنويا؟

شهد العام الماضي زيادة في نسبة المرضى الذين يأتون للعلاج في الأردن بنسبة 10% عن العام الذي سبقه حيث تشير الإحصاءات أن التسعة أشهر الأولى من عام 2010 شهدت تقديم الخدمات العلاجية لحوالي (230000) مريض مقارنة بحوالي (217000) مريض خلال التسعة أشهر الأولى من العام 2009 بنسبة تقدر بحوالي 23% من مجموع المرضى الذين تم تقديم مختلف أنواع الرعاية الصحية لهم في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة في الأردن، ومن أهم أنواع الخدمات الطبية التي قدمت زراعة الأعضاء (الكبد والكلى) وعمليات القلب المفتوح و معالجة العقم وتصحيح البصر يواسطة الليزر وجراحة العظام والسرطان.

وشكل المرضى من فلسطين والعراق والسودان واليمن والسعودية وسوريا ما نسبته 80% من الجنسيات التي قدمت لهم مختلف أنواع الرعاية الصحية تلاها رعايا مجلس التعاون الخليجي.

كما إستطاعت المستشفيات الخاصة الأردنية ومن خلال جهودها الذاتية إضافة إلى الخدمات الترويجية المكثفة التي قامت بها الجمعية خلال عامي 2008 و2009 إستقطاب مرضى من أسواق غير تقليدية ومن أهمها روسيا وأوزبكستان والولايات المتحدة الأميركية، تشاد ونيجيريا. وتتوزع أعداد الجنسيات القادمة للعلاج في الأردن على 102 جنسية.

كم تقدّرون عائدات الأردن من السياحة العلاجية خلال العام المنصرم 2010 مقارنة بالعام 2009؟

تجاوز إجمالي الدخل الناتج عن السياحة العلاجية المليار ومائتان ألف دولار أميركي للخدمات الطبية المقدمة للمرضى من خارج الأردن خلال العام 2009 ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم بنسبة تتراوح بين 5 - 7% للعام 2010 بالنظر إلى إزدياد أعداد المرضى الوافدين للأردن إضافة إلى زيادة نسبة المرافقين والتي تبلغ 1.5 شخص لكل مريض وإزدياد فترة الإقامة في الأردن خاصة المرضى من الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد السوفيتي السابق للحصول على خدماتالرعاية الاستشفائية والعلاج الطبيعي خاصة في منتجعات البحر الميت وماعين. كما تشمل هذه العائدات نفقات النقل الجوي والإقامة والسياحة التي تتبع العلاج.

ما هي الخطة الترويجية والتسويقية للعام 2011؟

إيماناً من الجمعية بأهمية النشاطات الترويجية في المحافظة على الأسواق التقليدية والانطلاق نحو أسواق غير تقليدية للترويج للخدمات العلاجية والاستشفائية المقدمة في المستشفيات الخاصة الأردنية، قمنا بإعداد برنامج ترويجي مكثف يراعي التعريف بالخدمات الطبية والاستشفائية المقدمة في الأردن وجعل الأردن مقصداً عالمياً رئيسياُ للعلاج والترويج للخدمات الطبية والاستشفائية المقدمة في المملكة لشركات السياحة الطبية وشركات التأمين والمؤسسات الخاصة والرسمية المسؤولة عن إرسال مرضى للعلاج في الخارج وتوفير قاعدة أساسية للترويج الإلكتروني والمساهمة في زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي من خلال زيادة الدخل الناتج عن السياحة العلاجية والذي يشمل بالإضافة إلى القطاع الطبي قطاعات الطيران والفنادق والمطاعم السياحة والنقل والاتصالات والتأمين وما يشكله ذلك في تنمية الموارد البشرية وتقليل نسبة البطالة في الأردن ومساعدة المستشفيات الخاصة الأردنية في دخول الأسواق الإقليمية والدولية.

وستشمل هذه النشاطات تنظيم زيارة لوفدين من دول الاتحاد السوفيتي السابقة ودول الخليج خلال الربع الأول من العام الحالي لإطلاعهم على أحدث الوسائل الطبية التكنولوجية في المستشفيات الأردنية إضافة إلى كفاءة الكوادر الطبية وجودة وتطور خدمات الرعاية الصحية والاستشفائية المقدمة في المستشفيات ومراكز العلاج الطبيعي.

إضافة إلى ذلك ستقوم الجمعية بطباعة دليل طبي يحوي معلومات عن جميع مقدمي خدمات الرعاية الصحية والسياحية من مستشفيات، عيادات، صيدليات، مختبرات، مراكز العلاج الطبيعي، شركات طيران، فنادق وشركات التأمين وسيتم تصميم هذا الكتيب بطريقة جذابة وسهلة الاستعمال بالنسبة للمرضى والمؤسسات المسؤولة عن إرسال مرضى للعلاج في الأردن.

كما سيتم تصميم موقع إلكتروني فعّال للجمعية يتضمن معلومات عن القطاعين الطبي والسياحي الأردني وسيتم تزويده بمعلومات عن آخر الانجازات الطبية في الأردن وصفحات تفاعلية للمستشفيات الأعضاء من الجهات المسؤولة عن إرسال مرضى للعلاج في الخارج.

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تراجع السياحة العلاجية في الأردن وهناك تساؤلات كثيرة حول أسباب التراجع وأيضا هناك لغط كبير حول دور المؤسسات العلاجية في الأردن لاسيما القطاع الخاص خاصة فيما يتعلق بالمبالغة في الأسعار بالنسبة للأخوة العرب؟

على الرغم من أن هناك قلة من الأطباء والمستشفيات والمراكز الطبية تمارس تجاوزات طبية على ضيوف الأردن الذين يختارونه للعلاج وأن بعض الأطباء في الأردن أساءوا إلى مهنة الطب من خلال سعيهم للكسب المادي إلا أن عائدات السياحة العلاجية في تحسن مستمر ويعتبر الأردن واحداً من الدول الرائدة في مجالالاستشفاء العلاجي بما يتميز به من الكوادر الطبية المؤهلة والخدمات المتميزة التي تقدمها مستشفياتنا، أما بالنسبة للأسعار فإنه وبالتعاون مع نقابة الأطباء الأردنية فإننا حددنا التسعيرة لكافة المرضى سواء أردنيين أو وافدين عرب، لذلك فإننا نحذر جميع المرضى بضرورة الانتباه لتلك الأسعار والتقيد بها وبالتعاون مع جمعيةالمستشفيات الخاصة. كما تسعى النقابة وبكل قوة إلى الوقوف لمنع تلك التجاوزات عن هذه التسعيرة (اللوائح).

كما أننا ندعو كافة المرضى المحليين والوافدين بأن يعرف كل مريض حقوقه ويسأل عن لائحة الأجور ومن يشعر بالظلم فإن أبواب الجمعية وبالتعاون مع نقابةالأطباء مفتوحة للتصدي لمثل تلك المخالفات، كما نود أن ننوه بأنه تم إستحداث قسم quot;مديرية السياحة العلاجيةquot; بوزارة الصحة بالشراكة مع القطاع الطبي التيسيكون لها دور الرقابة للحد من تلك التجاوزات والتصدي للظواهر السلبية.


ما هو تقييمكم لأبرز التطورات التي شهدها العام الماضي 2010 مقارنة بالعام 2009؟

حصلت 8 مستشفيات على شهادة الاعتمادية الدولية JCI Accreditation وسعي عدد آخر من المستشفيات للحصول على هذه الشهادة وما سيتركه من أثر كبيرعلى زيادة أعداد المرضى القادمين للعلاج في الأردن خاصة من الولايات المتحدة الأميركية في الأردن. وقامت الجمعية بتوقيع إتفاقية التأمين الصحي مع إتحادشركات التأمين الأردنية والتي تراعي حقوق ومصالح المؤمن عليهم والمستشفيات الخاصة في الأردن إضافة إلى تنظيم العلاقة والطريقة التعاقدية بين المستشفياتوشركات التأمين.

كما إنعكست الأزمة المالية العالمية على القطاع الصحي في الأردن إيجاباً حيث ساعد ذلك على بحث المرضى عن وجهات جديدة للسياحة العلاجية ومنها الأردننظراً لإنخفاض كلفة العلاج وإرتفاع جودة الخدمات الطبية المقدمة مقارنة بالأسعار المقدمة في دول كالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.

أبرز نشاطات الجمعية لهذا العام؟

نعمل حالياً على التحضير لإقامة معرض ومؤتمر طبي عالمي في الأردن في حزيران (يونيو) المقبل بمشاركة كافة المستشفيات الأردنية والعربية والدولية وشركاتالتأمين والمؤسسات الطبية والمختبرات حيث يهدف المؤتمر في المقام الأول إلى الترويج للسياحة العلاجية في المملكة وجعل الأردن مقصداً رئيسياً لها بقصد السياحةالعلاجية من كافة دول العالم والمنطقة. ويهدف إلى تعزيز دور الخدمات الطبية في الأردن والإرتقاء بها بين دول العالم.

كما سيعمل المؤتمر على الترويج للمكانة الطبية المتقدمة التي وصل إليها القطاع الصحي في المملكة في مختلف التخصصات وتسليط الضوء على الإنجازات الطبيةالأردنية التي يشهد لها العالم ككل. كما يهدف لتوفير قاعدة أساسية للربط الإلكتروني الطبي والعلاجي ومناقشة وبحث العديد من القضايا الهامة في القطاع الصحيمنها التأمين الصحي الأخطاء الطبية والمسؤولية الطبية، كما سيعمل المؤتمر على التركيز على مكانة المستشفيات الأردنية ومساعدتها في دخول الأسواق الإقليميةوالدولية لجعل المستشفيات الأردنية الوجهة الرئيسية لتلقي العلاج فيها من كافة دول العالم خصيصاً الدول العربية مما سينعكس بذلك على حفز الساحة العلاجية فيالمملكة.

ما دور جمعية المستشفيات الخاصة في الأردن؟

جمعية المستشفيات الخاصة هي جمعية تطوعية وغير ربحية تم تأسيسها عام 1984 وتمثل إهتمامات المستشفيات الخاصة ومصالحها في الأردن وعضوية الجمعيةتشمل المستشفيات المستقلة الخاصة في الأردن وتضم في عضويتها (38) مستشفى خاص يمثلون 65% من مجموع المستشفيات الخاصة في الأردن.

وقد حصلت الجمعية على سمعة متميزة في القطاع الطبي محلياً ودولياً ولغرض المحافظة على هذه السمعة الطيبة فإن الجمعية تسعى تجاه تحسين مستوى الخدمةالطبية في الأردن من خلال تطبيق المعايير القياسية وتطبيق برنامج الاعتماد الوطني والذي سيشكل قفزة نوعية في القطاع الطبي الأردني.