تتبنى الحكومة الأردنية من خلال البرنامج التنفيذي التنموي للأعوام 2011-2013 برامج ومشاريع عدة تهدف إلى الحد من مشكلتي الفقر والبطالة وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى من خلال زيادة مشاركة الإناث في قوة العمل، ولاسيما أن معدل البطالة للإناث أعلى بنسبة 140% من معدل البطالة عند الذكور، وذلك على الرغم من انخفاض البطالة بين الذكور منذ عام 2003.


عمّان: تترك النسبة العالية من معدل بطالة الإناث في الأردن أثرًا مباشرًا على مستويات الفقر والإنتاجية وحجم الطبقة الوسطى، وارتفاع البطالة بشكل عام، وهي من أهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المملكة.

وأطلق البنك الدولي اليوم بالتعاون مع الحكومة الأردنية اليوم مبادرة برنامج تأهيل خريجات الكليات الجامعية المتوسطة في سوق العمل quot;الأردن الآنquot;، وذلك تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله. ويموّل البرنامج البنك الدولي وبالتعاون مع كل من وزارة التخطيط والتعاون الدولي واللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وجامعة البلقاء التطبيقية وغرفتي الصناعة والتجارة، إضافة إلى شركتي تطوير الأعمال وشركة الدجاني للاستشارات.

وتم توفير منحة أولية بقيمة مليون دولار من قبل البنك الدولي وذلك للبدء بالمرحلة الأولى من البرنامج عن العام 2010 وستعمل على الاستمرار في البرنامج للعامين المقبلين.

وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي أن ما يميز برنامج quot;الأردن الآنquot; أنه برنامج تجريبي يمثل فتيات من محافظات إربد وعجلون والسلط والكرك والزرقاء، إضافة إلى محافظة العاصمة، حيث سيقدم البرنامج فهمًا متعمقًا للعوائق التي تواجه الشابات الباحثات عن العمل، كما سيتيح الفرصة للاختبار المباشر للأسباب الكامنة وراء تدني نسب مشاركة الإناث في سوق العمل.

وسيوفر البرنامج الريادي كذلك فرصة لاستخلاص الدروس من أجل ضمان توسيع ناجح للبرنامج في المستقبل. حيث ستكون نتائج هذه التجربة أيضًا مكملة للجهود المبذولة في مجال إصلاح قطاع التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني.

وقال إن المشاركة الفاعلة لمؤسسات القطاع الخاص والخريجات ضرورة أساسية في إنجاح البرنامج وقدرته على توفير نموذج وطني ناجح في تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، وهي من أهم متطلبات التنمية الناجحة، كما وأمل أن يكون هذا البرنامج بداية لتأسيس برنامج زمالة وطني طموح للخريجات والطالبات على مقاعد الدراسة الجامعية.

وأكد أهمية تبني الحكومة مبادرة برنامج تأهيل الخريجات في سوق العمل، وذلك لما يواجهه الأردن من مشكلة البطالة المتفشية بين الشباب خاصة الإناث.

يأتي برنامج تأهيل متخرجات الكليات الجامعية المتوسطة quot;الأردن الآنquot; ليلبّي حاجة ملحة في السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تستهدف المرأة والشابة على وجه الخصوص؛ حيث تقدمت الحكومة الأردنية في عام 2008 بطلب الدعم التقني من البنك الدولي بهدف إيجاد مبادرات مراعية للنوع الاجتماعي ووضع السياسات التي تخلق بيئة مواتية لخلق فرص عمل للفتيات مع مراعاة وجود إطار عمل تقييمي لهذه المبادرات للخروج بتوصيات ومقترحات تدعم الحكومة ببرنامجها التنموي، الذي يسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة الاقتصادية والاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى، وحماية الطبقة الفقيرة.

ويهدف برنامج quot;الأردن الآنquot; إلى زيادة مشاركة المرأة في قوة العمل، خاصة بين المتخرجات الشابات، حيث يعمل البرنامج على توفير واحدة من المزايا التالية أو الاثنتين معًا للمتخرجات الشابات على التدريب على مهارات التوظيف وتوفير مساعدة مالية لأرباب العمل المستعدين لتوظيف المتخرجات الشابات.