تبدي بكين استعدادها لمساعدة أسبانيا على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها مؤكدة أنها ستواصل شراء دينها العام.


بكين: أكد مسؤولون صينيون الاثنين أن بكين مستعدة لمساعدة أسبانيا على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها وستواصل شراء دينها العام.

فقد كتب نائب رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ في افتتاحية نشرتها صحيفة البايس الاثنين أن الصين تثق في السوق المالية الأسبانية، وستواصل شراء دينها العام. وقال المسؤول الصيني إن quot;الصين بصفتها بلدًا مستثمرًا مسؤولاً على الأمد الطويل في السوق المالية الأوروبية، وخصوصًا الأسبانية، تثق بالسوق المالية الأسبانيةquot;.

وأوضح أن هذا الموقف quot;ترجم بشراء جزء من دينها العام، وسنواصل ذلكquot;، مؤكدًا أن بكين quot;تدعم الإجراءات التي تبنتها أسبانيا للإصلاح الاقتصادي والمالي، وواثقة من أن هذا البلد سيتوصل إلى انتعاش اقتصادي عامquot;.

تأتي تصريحات لي قبل بدئه الثلاثاء زيارة تستمر ثلاثة أيام لأسبانيا، حيث يفترض أن تتناول محادثاته الصعوبات المالية لمدريد في إطار المخاوف من أزمة الديون السيادية في أوروبا، أول سوق للصادرات الصينية.

وأكد سفير الصين في مدريد جو بانغزاو في تصريحات نشرتها الصحف الأسبانية الاثنين أن بكين مستعدة لبذل quot;جهودquot; لمساعدة أسبانيا على الخروج من أزمتها المالية والاقتصادية. وقال إن محادثات لي مع رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو ووزيرة المالية إيلينا سالغادو quot;ستلعب دورًا أساسيًاquot; في إحلال الاستقرار المالي.

وستتناول المحادثات خصوصًا تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية والسماح quot;باستعادة ثقة الأسواقquot;، حسبما أضاف جو بدون أن يذكر أي تفاصيل. وأصيب الاقتصاد الأسباني، الذي يحتل المرتبة الخامسة في الاتحاد الأوروبي، بالانكماش منذ النصف الثاني من 2008 خلال الأزمة المالية العالمية، وهو يواجه صعوبة في الانتعاش.

وكانت الصين أعربت في نهاية الشهر الماضي عن quot;قلقهاquot; حيال قدرة الأوروبيين على إنهاء أزمة الديون الحكومية. ورأت بكين، التي أصبحت ثاني اقتصاد عالمي وتملك اكبر احتياطي من العملة الصعبة في العالم، أن الإجراءات التي اتخذت في أوروبا لحل أزمة ديون الدول quot;تحول مرضًا خطرًا إلى مرض مزمنquot;.

وقد ابدت استعدادها لمساعدة الاتحاد الأوروبي عبر استخدام احتياطي القطع لديها. وقال جيانغ يو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية quot;ستكون أوروبا في المستقبل أحد أبرز أسواقنا لاستثمار احتياطي القطع لديناquot;. إلا أنه لم يعط المزيد من التفاصيل حول هذه الاستثمارات.

وبلغ احتياطي الصين من العملات 2648 مليار دولار في نهاية أيلول/سبتمبر. وشهدت أسبانيا في نهاية العام أسابيع من التقلبات التي أثارت قلق الأسواق بعد خطة الإنقاذ الإيرلندية، بشأن المتانة المالية لأسبانيا، وخصوصًا وزن هذا الاقتصاد إذا احتاج مساعدًا.

وارتفع الدين العام الأسباني 16.3 % ليبلغ حوالى 611 مليار يورو (808 مليارات دولار) في الفصل الثالث من العام الماضي، ويعادل 57.7 % من إجمالي الناتج المحلي في أعلى معدل يسجل منذ العام 2000. ولي كيكيانغ الذي يوصف بأنه الخليفة المرجح لرئيس الوزراء وين جياباو، سيزور أيضًا بريطانيا وألمانيا في إطار هذه الجولة الأوروبية.