أثارت نتائج الإنتخابات في تونس، التي أفرزت فوز حزب النهضة ذي الأصول الإسلامية، في انتخابات المجلس التأسيسي التونسي، تخوف المستثمرين، حتى إن بورصة البلاد سجلت تراجعًا في حجم التداول الإثنين والثلاثاء الماضيين، وهو ما حدا بقيادات النهضة إلى طمأنة المستثمرين والعاملين في البورصة.


مقر بورصة تونس

محمد بن رجب من تونس: أثارت النتائج التي أعلنتها الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في تونس، والتي أفرزت فوز حزب النهضة ذي الأصول الإسلامية، في انتخابات المجلس التأسيسي التونسي، تخوف المستثمرين، حتى إن بورصة تونس سجلت تراجعًا في حجم التداول يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، وهو ما حدا بقيادات حركة النهضة إلى طمأنة المستثمرين والعاملين في البورصة.

الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أكد في بيان له على الحاجة إلى وضع الاقتصاد في قلب الإهتمامات، بوصفه واحدًا من أسس نجاح العملية الإنتقالية الديمقراطية، وذلك من أجل تحقيق أهداف الثورة. وفي بيانها أعربت quot;منظمة الأعرافquot; أن الشعب التونسي مارس حقه في الإنتخابات التي وصفها الملاحظون والمراقبون من أرباب العمل بالنزاهة والشفافية، والمهم بالتالي هو العمل على ترسيخ مبدأ حرية الإستثمار وتشجيع المبادرة الخاصة والتكامل مع الإقتصاد العالمي وتدعيم البنية التحتية في مختلف جهات البلاد واعتماد استراتيجية واضحة لتشجيع كل القطاعات، لاسيما القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

ودعا الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية المجلس الوطني التأسيسي ومختلف القوى الوطنية السياسية إلى ضرورة الإصغاء إلى ممثلي القطاع الخاص وتشريكهم في الشؤون الإقتصادية الحيوية.

جاء في البيان، الذي اطلعت عليه quot;إيلافquot; في الموقع الرسمي لمنظمة الأعراف أنها تحثّ على ضرورة الإهتمام بمشاكل الشركات التونسية والأجنبية من أجل تمكينها من لعب دورها كاملاً.

وأكد الإتحاد على أهمية ضمان الاستقرار الاجتماعي والسلم إلى جانب خلق بيئة مواتية للاستثمار في مناطق مختلفة من البلاد، وذلك لضمان خلق المزيد من الوظائف وفرص العمل لاستيعاب الطلبات المتزايدة من العمل المقدم، ولا سيما من متخرجي الجامعات. وأكد الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية التزامه واستعداده للتعاون مع القوى الوطنية الأخرى من أجل إكمال نجاح عملية الانتقال إلى الديمقراطية.

بورصة تونس من ناحيتها سجلت تراجعًا في حجم التداول يومي الإثنين والثلاثاء بنسبة 1.29%، ونتج من ذلك انخفاض أسهم 46 شركة. هذا التخوف جعل حركة النهضة الفائزة في انتخابات المجلس التأسيسي تسرع بالتدخل لطمأنة المهتمين بالشأن الإقتصادي من عاملين في البورصة و مستثمرين، وبالتالي فقد دعت المسؤولين في جمعية وسطاء البورصة إلى زيارة مقر الحركة، وذلك quot;لطمأنة المستثمرين وإلى توضيح الرؤية للمهنيين، ومن خلالهم إلى السوق الماليةquot; مثلما جاء في وكالة تونس افريقيا للأنباء.

وقد تداولت المحادثات التي جرت بين ممثلي حركة النهضة مع مسؤولي جمعية وسطاء البورصة رؤية الحركة المستقبلية للسوق المالية في تونس ضمن نقاط البرنامج الإقتصادي، الذي أعدته حركة النهضة قبل الحملة الإنتخابية لانتخابات المجلس التأسيسي التي فازت بها، وحازت ثقة الشعب التونسي.

ويعمل البرنامج الإقتصادي لحركة النهضة على تشجيع الإستثمارات المباشرة من طرف المستثمرين الأجانب، بما في ذلك مستثمرو الخليج العربي ودعوتهم إلى الإستثمار في تونس. وجاء في بيان جمعية وسطاء البورصة أنّ أعضاء المكتب التنفيذي للنهضة quot;لا يعتزمون الإبقاء على الامتيازات الجبائية فحسب، بل أيضًا دعمها مجددًا في اتجاه تعزيز اقتصاد السوقquot;.

من جانبه قال عادل قرار رئيس جمعية وسطاء البورصة لوكالة تونس افريقيا للأنباء إنّ تراجع مؤشر تونانداكس يعود الى quot;تخوفات انتابت المستثمرين في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليوم 23 اكتوبر الجاريquot;. وأضاف عادل قرار لصحيفة الصباح أنّ quot;وضع البورصة مقترن بالوضع السياسي للبلاد، وعلى هذا الأساس يكون حجم التداول مستقرًا في حال استقرار البورصة السياسيةquot;.

وأشار رئيس جمعية وسطاء البورصة إلى أنّ quot;أعضاء حركة النهضة عبّروا عن استعدادهم تدعيم الآليات الموجودة اليوم في السوق، وخاصّة منها الإعفاءات الجبائيةquot;. وفي الندوة الصحافية الأولى، التي نظمتها حركة النهضة، أكد رئيس الحركة راشد الغنوشي مطمئنًا أصحاب رؤوس الأموال التونسيين والأجانب، ودعاهم إلى الإستثمار في تونس، التي ستتحول في الفترة المقبلة إلى بلد قادر على استقطاب الإستثمار.

من جهته، أكد الأمين العام لحركة النهضة والمرشح لمنضب الوزير الأول في الحكومة المقبلة حمادي الجبالي على ضرورة الإسراع بتوضيح الرؤية أمام الشعب وشركاء تونس الاقتصاديين. وأشار إلى أهمية القطاع السياحي في برنامج حركة النهضة لتوفيره آلاف فرص العمل ولقدرته على جلب الرأس المال الأجنبي، واستفادة آلاف العائلات التونسية من عائداته، مؤكدًا على ضرورة البحث عن أنواع جديدة من السياحة على غرار السياحة الصحية والسياحة الغابية.