أجواء من الإحتقان تسود الشارع اليوناني تجاه ألمانيا |
يعيش شطرا منطقة اليورو أجواءً مشابهةً لأجواء الزيجة المحكوم عليها بالفشل، نتيجة للتداعيات التي يشهدها الاتحاد النقدي الأوروبي، مع تواصل أزمة الديون، وفي ظل الجهود المتواصلة من جانب قادة المنطقة بغية الخروج من هذا الكابوس المرعب.
القاهرة: تُرسَم لرئيس وزراء اليونان، جورج باباندريو، ووزراؤه رسوم كاريكاتورية، وهم يذعنون للأوامر الألمانية، أو وهم يؤدون التحية النازية.
كما مُنِعت المسيرة السنوية، التي تتم للاحتفاء بذكرى الكفاح ضد قوات المحور في سالونيك من جانب المحتجّين، الذين هاجموا الرئيس المسنّ، كارولوس بابيولياس، ووصفوه بـ quot;الخائنquot;.
وهو ما يعكس أجواء الاحتقان القائمة في الشارع اليوناني تجاه ألمانيا، لكن صحيفة التلغراف البريطانية رفضت الانسياق وراء الترويج لفكرة الانحياز ضد ألمانيا، خاصة وأن مواطنيها قد ضُلِّلوا من نخبهم، كما إن ألمانيا نفسها هي الضحية الدبلوماسية والسياسية الرئيسة للمأساة، التي لم تتكشف بعد للاتحاد النقدي الأوروبي.
تابعت الصحيفة بقولها إن مفتشي أوروبا سيقومون من الآن فصاعداً بإنشاء مكتب للأشغال في أثينا لضمان quot;الاستغلال الكاملquot; لسياسات التقشف. علماً أن اليونان قد تم تجريدها كذلك من حجة السيادة.
ومن المنتظر، بحسب ما ذكرته التلغراف، أن تقوم قروض الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي الجديدة مرة أخرى بتمويل العجز التجاري لليونان، وتصعيد دينها الخارجي. وتستند أوروبا على الحقيقة الأساسية، التي تتحدث عن أن اليونان تمتلك عملة زائدة القيمة، ولا تقوى على المنافسة في داخل الاتحاد النقدي الأوروبي، وأنه يتعيّن عليها مغادرة منطقة اليورو.
ومضت الصحيفة البريطانية تقول إن أعداد العاطلين عن العمل في إسبانيا تقدر بحوالى 5 مليون عاطل، وهو المعدل الذي ارتقى إلى مستوى الأزمة بنسبة قدّرت بـ 21.5 % خلال شهرأيلول/ سبتمبر الماضي.
كما يوجد 1.4 مليون أسرة ليس لأي من أفرادها وظيفة. كما لا يحظى حوالى 560 ألف شخص بأي دعم على الإطلاق.
وقالت الصحيفة إن آخر الخسائر الحاصلة في الوظائف كانت في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، وهذا مجرد لمحة لما سيحدث بمجرد أن تبدأ سياسات التقشف المقررة من جانب الاتحاد الأوروبي بصورة جدية بعد الانتخابات التي ستجري فيهذا الشهر.
وأكدت التلغراف أن هذه تعتبر بداية غير سعيدة بالنسبة إلى اقتصاد يعود إلى ركود مزدوج التراجع. ونقلت عن الزعيم الاشتراكي الفريدو روبالكابا، الذي يطالب تيار اليسار في أوروبا بأن يحدث تغييراً في سياسة الاتحاد الأوروبي، قوله quot;لا يمكننا السير على هذا المنوال. فمن المستحيل الخروج من تلك الأزمة من خلال التقشف وحدهquot;. في حين انخفض معدل البطالة في ألمانيا بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية إلى نسبة قدرها 6 %، وهنا تكمن الصعوبة.
وهو ما جعل الصحيفة تقول إن الشطرين محتجزان في ما يشبه العلاقة الزوجية المحكوم عليها بالفشل. وأوضحت الصحيفة أن الفجوة الهيكلية لا يمكن إغلاقها عن طريق انكماش الدين في الجنوب ndash; وهو الإعداد الافتراضي الحالي لسياسة الاتحاد الأوروبي.
يمكن القول إنه من الممكن إغلاقها إذا سمحت ألمانيا للمصرف المركزي الألماني بإعادة الأسعار إلى ما كانت عليه بالنسبة إلى منظومة منطقة اليورو بأسرها. وبدلاً من ذلك، قام المركزي الأوروبي بالعكس، حيث اختار أن يفسد الفرص التي قد تتمكن إسبانيا بموجبها من شقّ طريق عودتها إلى البقاء في ظل القيود المفروضة من جانب الاتحاد النقدي الأوروبي.
هذا وقد حذرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في الأسبوع الماضي، من أن فشل اليورو يهدّد بنشوب الآلاف من المشكلات. وقالت في هذا الشأن: quot;لا يتوجب على أحد أن يعتقد أن هناك ما يضمن حدوث رخاء وسلام على مدار الخمسين عاماً المقبلةًquot;.
التعليقات