طلال سلامة من برن: منذ تولّي الإيطالي ماريو دراغي قيادة المصرف المركزي الأوروبي يستشعر المتعاملون الماليون بأن شيئًا ما يتم quot;طبخهquot; لهم في الأفق.

فتدخل المركزي الأوروبي تحوّل إلى طابع هجومي، تقلق منه الأسواق المالية، الأوروبية والسويسرية، وكأن شيئًا ما تكسر بين أيدي المتداولين في الأسهم.

وبما أن مفعول الدومينو عالمي، فإن بورصة وول ستريت تترنح اليوم في أرضية سلبية. كما بات واضحاً أن ثقة الأسواق الائتمانية حيال إمكان إيطاليا ومؤسساتها المالية تسديد ديونها بدأت تذوب، لا بل إن ذوبانها، ازداد منذ يوم أمس، أي منذ أن اعترف برلسكوني بهزيمته. وبما أن إيطاليا تعتبر ثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو، فإن أزمتها المالية ستكون أكبر بكثير من أزمتي اليونان والبرتغال معاً.

هذا وتقع البورصة السويسرية ضحية تقهقر برلسكوني. فقيمتها السوقية خسرت اليوم 1.2 % مقارنة بالبورصة الألمانية، التي خسرت 3 % من قيمتها، ومؤشر quot;يوروستوكس 50quot;، الذي فقد 3.2 % من قيمته.

ويبدو أن المصرف المركزي الأوروبي سيعزز تداخلاته في الأسواق المالية الثانوية لإعادة الوضع في البورصات إلى طبيعته. من جانبهم، يسارع المستثمرون إلى التخلّص من أسهمهم الأوروبية، كما أسهم شركة quot;أليانسquot;، التي تراجعت قيمتها، في مؤشر quot;داكسquot; أكثر من 7.5 % ضربة واحدة.

في سياق متصل، تشير الخبيرة ميشيل باخمان لصحيفة quot;ايلافquot; إلى أن ارتفاع نسبة الفوائد على السندات الحكومية الإيطالية، التي تستحق بعد عشرة أعوام، إلى 7 %، طرحت تساؤلات سلبية عدة أكثر من كونها إيجابية. ورغم أن برلسكوني على وشك الاستقالة، بيد أن الأسواق المالية أقبلت على شراء سندات الخزينة الإيطالية بحذر، ما يعني أن الأزمة المالية، خصوصاً في إيطاليا لن تتلاشى في موازاة تلاشي برلسكوني عن الساحة السياسية.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن الإصلاحات المالية في إيطاليا قد تصطدم بحائط من دون مخرج، على غرار اليونان. أما الضمانات حول خلف لبرلسكوني، قادر عملياً على تصحيح مسار الموازنات العامة الإيطالية، فهي غائبة بالكامل. على صعيد اليورو فإنه يعادل 1.35 أمام الدولار الأميركي، أي أنه تراجع 0.2 %. وهذه إشارة أخرى، مقلقة، حول اتخاذ اليورو، مجدداً، طريقاً نزولياً أمام الدولار الأميركي.