تبقى التوترات التي تحاصر سندات الخزائن الأوروبية عالية جداً. وتعتبر المضاربات أولى المستفيدات من هذا الوضع بما أنها شنت، الأسبوع الماضي، هجوماً قاسياً، مرة أخرى، على سندات الخزائن اليونانية والبرتغالية والايرلندية. في الوقت الحاضر، يفصل هذه السندات عن نظيرتها الألمانية شرخاً يقدره الخبراء بحوالي 78 و85 و74 نقطة، على التوالي. ويبدو أن مفعول بيع سندات الخزينة الألمانية، الذي فشل في تحقيق أهدافه، الأسبوع المنصرم، وجه الأنظار الى مدى الصعوبات التي تواجهها منطقة اليورو في اعادة تمويل ديونها.


برن: في الأسابيع القادمة، تنظر بعض الدول الأوروبية، كما ألمانيا وايطاليا وفرنسا، الى دفع مستحقات جزء من سندات خزائنها المباعة. أما الأسواق المالية، فهي تترقب موجة من مبيعات هذه السندات، التي تقف ورائها مصارف وشركات تأمين خارج منطقة اليورو. ويشارك عدداً متواضعاً من المؤسسات المالية السويسرية، اليوم، في التداولات بسندات الخزائن هذه. يذكر أن المصرف المركزي الأوروبي اشترى ما مجموعه 200 بليون يورو من السندات من مؤسسات دولية، ومن ضمنها مجموعة من الشركات الخليجية. في مطلق الأحوال، تطلب الأسواق المالية من المصرف المركزي الأوروبي شراء عدد غير محدود من السندات الحكومية الأوروبية عن طريق نسبة فائدة ثابتة ولفترة زمنية لا تقل عن 2 الى 3 أعوام. وقد تتدخل حكومة بكين، لاحقاً، لدراسة برامج شراء هامة بأوروبا. ما يضمن للأخيرة مصادر مالية طازجة.

من جانبها، تشير الخبيرة ميشيل باخمان الى أن الموانيء المالية الآمنة تتجه من ألمانيا الى بريطانيا. للمرة الأولى منذ عام 2009، ترسو الفائدة على سندات الخزينة البريطانية quot;غيلتquot; على 2.20 في المئة مقارنة ب 2.24 في المئة لسندات الخزينة الألمانية التي تستحق بعد عشرة أعوام. كما أن الضغوط على سندات الخزينة الألمانية تأتي اليوم من اليابان أين بدأ المستثمرون التخلص من السندات الألمانية وشراء تلك البريطانية، بدلاً منها.

ان المعطيات المتأتية من اليابان، وفق رأي هذه الخبيرة، اشارة أخرى تركز على وضع سندات الخزينة الألمانية التي بدأت تفقد، بسرعة، مزاياها، كملجأ آمن للمستثمرين. وفضلاً عن سندات الخزينة، الأميركية والبريطانية، ثمة اهتمام واضح، من قبل المستثمرين الدولييين، تجاه سندات الخزينة السويدية.