بعدما اقتربت اليونان من دوامة اللا خروج من الأزمة، بادر حكام منطقة اليورو إلى الإقرار بدفعة جديدة من المساعدات المالية لمصلحة حكومة أثينا. أما الفوائد على هذه المساعدات المادية والسياسية وغيرها، فإن معالمها لم تتضح بعد، وربما لن تبرز أبداً على السطح.


خطة quot;ميركوزيquot; تهدف إلى ابتزاز اليونان

طلال سلامة من برن: ترمي الخطة، التي تقف وراءها ظاهرة quot;ميركوزيquot;، وهو الاسم المختلط للمستشارة الألمانية (أنغيلا) ميركل والرئيس الفرنسي (نيكولا) ساركوزي، إلى ابتزاز اليونان، ومعاملة إيطاليا بصورة عادلة، تقترب قليلاً إلى الشفقة على دولة تحتاج المال.

من جانبهم، يستغرب الخبراء السويسريون كيف أن قواعد صندوق الإنقاذ الأوروبي لم تحدد بدقة بعد. فالبعض يريده مصرفاً بكل معنى الكلمة، قادرًا على طرح سندات أوروبية في الأسواق الدولية. أما الآخرون فإنهم ينظرون إليه على أنه ضمانة تسعف المستثمرين الدوليين في حال عدم قدرة الدول على دفع الفوائد والمستحقات على سندات خزائنها.

تبقى قدرة صندوق الإنقاذ الأوروبي محدودة، ولن تستطيع تغطية أكثر من 30 % من أموال المستثمرين في سندات الخزائن الأوروبية، وهم كثيرون اليوم، فهذا الصندوق يحتاج 1000 بليون يورو، بدلاً من 440 مليون يورو، التي quot;يُزعمquot; أنها موجودة في داخله اليوم، للقيام بدور الكفيل الصديق للمستثمرين.

في هذا الصدد، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن خطة quot;ميركوزيquot; ترمي كذلك إلى رسم منطقة اليورو بالطابع الألماني الجنسية. ما يعني أن أي محاولة للابتعاد عن هذه الخطة ستواجهها ألمانيا وفرنسا معاً بسياسة البازوكا بمعنى أن أي محاولة سيتم تدميرها دفاعاً عن أهداف مستقبلية، تراها 17 دولة فقط داخل منطقة اليورو برئاسة ألمانيا، أولاً، وفرنسا، ثانياً.

علاوة على ذلك، لا يستبعد الخبير غوبسر فشل الخطط الألمانية-الفرنسية في حال أقدمت وكالات التصنيف الأميركية على قطع مكانة هذين البلدين مالياً واقتصادياً. هنا، لا يبقى لأوروبا مرجع إلا المصرف المركزي الأوروبي، المهدد بدوره بأيام صعبة.

هكذا، فإن دور الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وربما صندوق النقد الدولي، سيتوسع في أوروبا، مما سيقضي على كل الآمال، التي ترى أن منطقة اليورو منافس رئيس لأميركا في الدول الآسيوية وغيرها. وهذا أمر تخشاه حكومة برن، التي تعتبر نفسها quot;أوروبيةquot;، على غرار بريطانيا، إنما بعملة غير عملة اليورو.