قبل بضعة أسابيع فقط، كان الذهب يعتبر ملجأ آمناً -ربما الوحيد- للمستثمرين الدوليين. لكن، وبعد أن قفزت أونصة الذهب الى 1961 دولار أميركي، في 6 سبتمبر(أيلول) الماضي، دخل كل من استثمر في الذهب في مشاكل وسلسلة من التساؤلات، التي ما زالت في مرحلتها الأولى.


برن:ثمة الآلاف من المستثمرين الذين باعوا الذهب لتغطية الخسائر في قطاعات أخرى. ان عملية البيع هذه أعطت الزخم اللازم لتقهقر أسعار الذهب، اليوم. وفي موازاة تراجع سعر أونصة الذهب حوالي 9 في المئة الى ما دون 1600 دولاراً يعرب أقل من 50 في المئة من الخبراء السويسريين عن قدرة الذهب على استرجاع قوته في الأيام القليلة القادمة. يذكر أن كافة السلع الأولية تراجعت أسعارها في الشهور الثلاثة الأخيرة. ويعزي الخبراء الأمر الى ارتفاع قيمة الدولار الأميركي أمام العملات الأخرى.

في حال تراجع المؤشر (Standard amp; Poor's GSCI)، الذي يضم 24 مادة أولوية، لغاية نهاية العام، وهو يسجل الى الآن تراجعاً بنسبة 2.6 في المئة، سيغلق الذهب عامه الحادي عشر، على التوالي، الذي يشهد نمواً في أسعاره. وفي ما يتعلق بمؤشر (Msci)، وهو ميزان حرارة أوضاع الأسهم حول العالم، تراجع العام حوالي 12 في المئة. ولا تخلو الأسواق المالية من المشغلين الذين يعتقدون أن أونصة الذهب ستقفز الى ما فوق ألفي دولار اعتباراً من شهر مارس(آذار) القادم.

من جانبه يشير الخبير quot;باتريك بريزيمان الى أن الذهب، في الوقت الراهن، غير مصنف ملجأ آمناً للمستثمرين! كما يتوقع هذا الخبير أن تتدهور أونصة الذهب الى ما دون 1500 دولاراً، في وقت وجيز، قبل أن تعود الى الارتفاع، مجدداً، الى ما معدله 1800 دولاراً في العام القادم.

وينوه هذا الخبير بأن أسعار الذهب بدأت quot;تشويشquot; رؤيا الخبراء. فهو يبقى متفائل على عكس الآخرين الذين يتوقعون انهياراً في الأونصة الى ما دون 1400 دولاراً. بالطبع، ستتسارع المصارف المركزية، حول العالم، على رأسها الصين، في هذه الحالة، الى شراء الذهب. للمرة الأولى منذ أعوام عدة، عاودت المصارف المركزية، ومن ضمنها المركزي السويسري، خزن الذهب بكميات هائلة. بالنسبة للعام، اشترت هذه المصارف ما مجموعه 450 طن ذهباً.