بعد تسجيل عدة أرقام قياسية حققها الفرنك السويسري أمام اليورو عادت العملة الوطنية السويسرية كي تترك فسحة أمام اليورو والدولار الأميركي، معاً، كي يتنفسان الصعداء قليلاً.


برن: اليورو يعادل 1.1758 فرنك سويسري في حين يكفي 0.8184 فرنك سويسري لشراء دولار أميركي واحد. وفي الوقت الحاضر، فان الفرنك السويسري، على غرار الذهب، يعتبر ملجأ آمناً يستقطب المستثمرين بسهولة. اذ ان مكانته، ضمن لائحة العملات الصعية، قوية جداً. وعلى المدى القصير، فان العديد من الخبراء يتوقع أن يحتفظ الفرنك السويسري بهذه القوة.

ويفيدالخبراء أن سلة من العوامل، الداخلية، دفعت العملة الوطنية الى هكذا قوة. فالاقتصاد السويسري يشق طريقه، الى الأمام، بصورة أكثر من مقبولة. كما أن الموازنات العامة، الخاضعة لاشراف حكومة برن، صحية. هذا وتشهد الساحات المصرفية والمالية انتعاشاً بفضل تنويع أعمالها واحتفاظها بمركز مرموق في التجارة العالمية. ولو أخذنا بالاعتبار هذه العوامل اضافة الى ما يسود من مخاوف حول أوضاع الموازنات العامة، الأوروبية والأميركية، فان شرائح واسعة من المستثمرين تثق بالفرنك السويسري.

في سياق متصل، تشير الخبيرة سيلفيا ديتمار الى أن الشهور القادمة قد تشهد تعادلاً بين قيمتي اليورو والفرنك السويسري. ما يعني أن كل يورو سيعادل فرنك سويسري واحد. أما الدولار الأميركي فانه قد يتقهقر الى 0.70 مقابل الفرنك السويسري. مرة أخرى، ستجد الشركات الوطنية نفسها أمام تنظيم خطط واستراتيجيات جديدة.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة أن مشاكل الصادرات السويسرية ستتفاقم مع ارتفاع قيمة الفرنك السويسري. ما يجعل حكومة برن على تواصل مستمر مع المصرف المركزي السويسري انما من دون اتخاذ أي اجراءات استثنائية لكبح قوة العملة الوطنية. هنا، تتوقف الخبيرة ديتمار للاشارة الى أن المصرف المركزي السويسري قام، في العام الماضي، بشراء كميات ضخمة من اليورو لوقف تقدم الفرنك السويسري أمامه. بيد أن هذه المحاولة باءت بالفشل. كما تكبد المصرف خسائر ضخمة في أسواق الصرف.

الى الآن، ينبغي على الشركات السويسرية استغلال حركة السلع المستوردة من الخارج، بأسعار مخفضة، لانعاش الحركة الاستهلاكية الداخلية. فقوة الفرنك السويسري الحليف الرئيسي للمستهلكين، هنا.